مبعوث صيني يزور أوكرانيا ويلتقي مساعد زيلينسكي

time reading iconدقائق القراءة - 6
الممثل الخاص للحكومة الصينية للشؤون الأوراسية لي هوي والوفد المرافق خلال اجتماع مع مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في العاصمة كييف. 07 مارس 2024 - @AndriyYermak
الممثل الخاص للحكومة الصينية للشؤون الأوراسية لي هوي والوفد المرافق خلال اجتماع مع مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في العاصمة كييف. 07 مارس 2024 - @AndriyYermak
دبي-الشرق

زار الممثل الخاص للحكومة الصينية للشؤون الأوراسية لي هوي، العاصمة الأوكرانية كييف، الخميس، حيث التقى مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، في زيارة هي الثانية له خلال العام الماضي، وذلك في أعقاب زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث التقى نائب وزير الخارجية ميخائيل جالوزين.

وقال مدير مكتب زيلنسكي، أندريه يرماك، في بيان: "نثمّن شراكتنا مع الصين ونأمل أن تشكل محادثاتنا خطوة إضافية نحو تعزيز وتعميق علاقاتنا"، وفق "بلومبرغ".

وشارك المسؤولون الأوكرانيون، مع نظرائهم الصينيين تفاصيل الوضع على خطوط المواجهة مع القوات الروسية، والجهود المبذولة في ممر البحر الأسود الأوكراني، وعمليات تبادل الأسرى العسكريين مع موسكو، ووضع محطة زابوروجيا للطاقة النووية، كما ناقشوا مقترحات السلام التي طرحها زيلينسكي في السابق، وفق البيان.

وعرض الجانب الأوكراني على نظيره الصيني شظايا صاروخ، أنتجته كوريا الشمالية، وأطلقته روسيا فوق أوكرانيا.

وأجرى لي زيارة، الشهر الماضي، إلى بولندا وفرنسا وألمانيا لبحث حرب أوكرانيا التي دخلت عامها الثالث، في زيارة تندرج في إطار "الدورة الثانية من الجولة الدبلوماسية المكوكية للبحث عن تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية".

وشددت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينج، على أنه منذ بداية الحرب في أوكرانيا "لم نألُ أبداً جهداً لتعزيز السلام وتشجيع المحادثات. كل ما قمنا به له هدف واحد، وهو التوصل إلى توافق لإنهاء الحرب وتمهيد الطريق لمحادثات السلام".

وكان نائب وزير الخارجية الصيني سون وي دونج، قال خلال زيارة إلى روسيا في الفترة ذاتها، إن العلاقات بين البلدين "في أفضل مستوى تاريخي لها".

وفي زيارته إلى موسكو، السبت الماضي، تبادل المبعوث الصيني مع نائب وزير الخارجية الروسي، وجهات النظر حول العلاقات الصينية الروسية وأزمة أوكرانيا، حسبما نقلت وفق وكالة أنباء "شينخوا" الصينية.

وعبَّر المبعوث الصيني، عن استعداد بكين لمواصلة جهودها لتعزيز محادثات السلام والمضي قدماً في الدبلوماسية المكوكية والتوسط وبناء التوافق بين موسكو وكييف والأطراف المعنية الأخرى، وكذا تعزيز تسوية سياسية نهائية لأزمة أوكرانيا.

قلق أميركي

وعبَّرت الولايات المتحدة عن قلقها من تعزيز التحالف بين الصين وروسيا، إذ يشكل تقارب مصالح البلدين وتكامل قدراتهما العسكرية وغير العسكرية تحدياً مشتركاً لقوة واشنطن.

ووفقاً لتقرير سابق لمجلة "فورين بوليسي"، فإن الصين تستخدم علاقتها مع روسيا لسد الثغرات في قدراتها العسكرية، وتسريع ابتكاراتها التكنولوجية، واستكمال جهودها لتقويض القيادة العالمية للولايات المتحدة.

وأشار إلى أن أي جهد للتصدي لسلوك روسيا أو الصين "المزعزع للاستقرار" يجب أن يفسر الآن الشراكة العميقة بين البلدين.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أشارت مراراً إلى أن الصين هي الأولوية الأولى في سياستها الخارجية، إذ وصف بايدن، بكين بأنها "المنافس الأكثر خطورة".

وأكد بايدن أن انتهاكات الصين الاقتصادية، وانتهاكات حقوق الإنسان والقدرات العسكرية تشكل تهديداً لمصالح الولايات المتحدة وقيمها.

العلاقات الروسية الصينية

وتعرضت الصين لانتقادات من دول غربية على خلفية موقفها بشأن الحرب الأوكرانية، ورغم أنها دعت إلى احترام وحدة أراضي كافة الدول، بما في ذلك أوكرانيا ضمناً، لم تصدر عن بكين إدانة علنية للهجوم الروسي، ولم تدع موسكو إلى سحب قواتها من الأراضي الأوكرانية.

ووضعت الحرب الأوكرانية، العلاقة المتنامية بين الصين وروسيا على المحك بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث، إذ تسببت في وضع بكين تحت رقابة شديدة من الدول الغربية، بسبب علاقاتها الوثيقة مع موسكو، وأثار تساؤلات بشأن ما إذا كان الرئيس الصيني شي جين بينج لديه معرفة مسبقة بخطة بوتين.

ومنذ ذلك الحين، أعلنت بكين الحياد في الأزمة الأوكرانية، ودعت إلى السلام، وكثفت في الأشهر الأخيرة جهودها ليُنظر إليها على أنها "وسيط سلام محتمل"، حيث أدت المخاوف بشأن علاقاتها الوثيقة مع روسيا إلى زيادة توتر علاقاتها مع أوروبا والولايات المتحدة.

لكن ثاني أكبر اقتصاد في العالم أصبح أيضاً شريان حياة رئيسي لروسيا التي ترزح تحت وطأة العقوبات، والتي تعتمد عليه الآن في شراء السلع والطاقة، وقد عمَّقت الدولتان تفاعلاتهما عبر مجموعة من المجالات منذ بداية الحرب الأوكرانية.

وفي عام 2022، شهد البلدان تجارة قياسية، استمرت في النمو في عام 2023، إذ يرى الخبراء أن البلدين وسَّعا التعاون الأمني ​​من خلال المزيد من التدريبات العسكرية المشتركة والحوار الرسمي القوي، واستمرا في تعميق العلاقات الدبلوماسية بما في ذلك علاقات بوتين وشي.

تصنيفات

قصص قد تهمك