انتقدت أوكرانيا وحلفاؤها، الأحد، تصريحات البابا فرنسيس التي دعا فيها كييف إلى "التحلي بشجاعة الراية البيضاء"، والتفاوض مع روسيا لوضع حد للحرب، وهي تصريحات تم تفسيرها على أنها "دعوة للاستسلام".
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في منشور على منصة "إكس" إن "رايتنا صفراء وزرقاء، إنه العلم الذي نعيش من أجله ونموت وننتصر"، مؤكداً: "لن نرفع أبداً رايات أخرى".
وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بالراية البيضاء، فإننا نعرف استراتيجية الفاتيكان في الجزء الأول من القرن العشرين"، داعياً إلى "تجنب تكرار أخطاء الماضي ودعم أوكرانيا وشعبها في نضالهما من أجل الحياة".
وتبدو تصريحات كوليبا كإشارة إلى تعامل بعض قادة الكنيسة الكاثوليكية مع القوات النازية خلال الحرب العالمية الثانية، غير أن الوزير الأوكراني أعرب عن أمله في أن يجد البابا "الفرصة للقيام بزيارة كنسية إلى أوكرانيا".
من جهته، تساءل وزير الخارجية البولندي راديك سيكورسكي في منشور على منصة "إكس": "من أجل تحقيق التوازن، ماذا عن تشجيع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أيضاً على التحلي بالشجاعة اللازمة لسحب جيشه من أوكرانيا؟ فحينها سيتحقق السلام على الفور دون الحاجة إلى المفاوضات".
ودعا إدجارز رينكيفيتش رئيس لاتفيا، الجمهورية السوفياتية السابقة التي تربطها علاقات متوترة مع موسكو، إلى "عدم الاستسلام في وجه الشر" بل "هزمه" ليكون هو الذي "يرفع الراية البيضاء".
البابا و"الراية البيضاء"
وفي مقابلة على قناة "آر تي سي" السويسرية العامة بثت، السبت، دعا البابا فرنسيس عندما سئل عن الوضع في أوكرانيا، إلى عدم "الخجل من التفاوض قبل أن تتفاقم الأمور"، مضيفاً: "أعتقد أن الأقوى هم أولئك الذين يرون الوضع ويفكرون في الناس، ولديهم الشجاعة لرفع الراية البيضاء والتفاوض".
وتابع البابا قائلاً: "عندما ترى أنك مهزوم، وأن الأمور لا تسير على ما يرام، عليك أن تتحلى بالشجاعة للتفاوض"، وهي التصريحات التي تسببت في غضب كييف.
وكان فرنسيس، رأس الكنيسة الكاثوليكية منذ عام 2013، قد أثار بالفعل انتقادات في الأشهر الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا، من خلال عدم وصف روسيا بوضوح بأنها المعتدي.
وفي العام الماضي، كلّف أحد الكرادلة القيام بوساطة من أجل بدء مفاوضات سلام، وقد زار الأخير موسكو وكييف وواشنطن وبكين.
الفاتيكان يوضح
ومساء السبت، سعى الفاتيكان إلى توضيح التصريح قائلاً في بيان، إن عبارة "الراية البيضاء" تعني "وقف الأعمال العدائية، وهدنة يتم التوصل إليها بشجاعة التفاوض" وليس الاستسلام.
وبعد صلاة التبشير الملائكي، الأحد، دعا البابا فرنسيس أيضاً إلى السلام في أوكرانيا، ووصفها بـ"الشهيدة".
ولكن مسؤولين آخرين لم يقبلوا تصريحاته، ومن هؤلاء سفير كييف لدى الفاتيكان أندريه يوراش، الذي شبّه الاقتراح بالمفاوضات مع هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، وقال يوراش: "إذا أردنا إنهاء الحرب، فيجب علينا أن نفعل كل شيء لقتل التنين".
كما صدر رد ضمني على كلام البابا من رئيس كنيسة الروم الكاثوليك الأوكرانية، التي تضم رسمياً أكثر من 5 ملايين شخص.
وقال سفياتوسلاف شيفتشوك، السبت، في قداس خلال زيارة له إلى نيويورك: "أوكرانيا جريحة ولكنها أبية صدقوني، لا أحد تراوده فكرة الاستسلام، حتى في الأماكن التي يدور فيها القتال اليوم، استمعوا إلى شعبنا في مناطق خيرسون، وزابوريجيا، وأوديسا، وخاركوف، وسومي".