أشرف ثناء الله غفاري زعيم تنظيم "داعش خراسان" على عملية تحول جعلت من هذا الفرع الأفغاني أحد أكثر فروع الشبكة العالمية إثارة للرعب وقدرة على تنفيذ عمليات بعيدة عن قواعده في المناطق الحدودية بأفغانستان.
واستمد تنظيم "داعش" في هذه المنطقة اسم خراسان من كلمة قديمة أطلقت على منطقة شملت أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان، بالإضافة إلى مناطق من طاجيكستان وأوزبكستان، إذ تتعهد دعايته التي يترجمها إلى اللغات الإقليمية، بالإضافة إلى الإنجليزية بإقامة ما يزعم أنها "دولة خلافة" تمتد على ربوع هذه المنطقة.
وفي عهد غفاري، استخدم التنظيم هجمات كبيرة كأداة لاستقطاب الطاجيك والأوزبك في أنحاء آسيا الوسطى، وليس الأغلبية البشتونية في أفغانستان التي تشكل العمود الفقري لـ"طالبان".
مكافأة للعثور على غفاري
وعُين غفاري أميراً لتنظيم "داعش خراسان" في عام 2020، وعزز سمعة التنظيم في تبنيه لنهج متشدد وتنفيذه لهجمات كبيرة.
ولم يكن يُعرف سوى القليل عن غفاري قبل الهجوم على مطار كابول عام 2021، ما دفع واشنطن إلى إعلان مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار لمن يأتي برأسه، إذ قالت مصادر من "طالبان" إنه "أفغاني طاجيكي كان جندياً في الجيش الأفغاني، وانضم لاحقاً إلى داعش خراسان الذي تشكل في أواخر عام 2014".
وقالت الخارجية الأميركية في إعلان مكافأتها إن غفاري، المعروف باسمه الحركي شهاب المهاجر، "قائد عسكري محنك دبر هجمات في كابول".
وأضافت أن "عصمت الله خالوزاي، الذي كان يدير شبكة من التحويلات المالية غير الرسمية، تُعرف باسم حوالة، من تركيا، هو الميسر المالي الدولي للتنظيم".
وفي سبتمبر 2022، أعلن مسؤوليته تنظيم "داعش خراسان" عن هجوم على السفارة الروسية في كابول أسفر عن سقوط ضحايا، لكن ربما وقعت العملية الأكثر فداحة حتى الآن في يناير الماضي، بتفجير مزدوج في إيران أدى إلى سقوط نحو 100 شخص أثناء تأبين قائد الحرس الثوري قاسم سليماني بالقرب من قبره في أكثر الهجمات دموية على الأراضي الإيرانية منذ الثورة عام 1979.
وجاء في تقرير صدر خلال يوليو الماضي، مقدم إلى مجلس الأمن الدولي عن التهديد الدولي الذي يشكله تنظيم "داعش"، أن عدد أفراد تنظيم "داعش خراسان" يتراوح بين 4 إلى 6 آلاف على الأرض في أفغانستان، بينهم المقاتلون وأفراد من أسرهم".
كيف ظهر تنظيم "داعش خراسان"؟
ظهر التنظيم في شرق أفغانستان أواخر عام 2014، وسرعان ما ذاع صيته بسبب وحشيته الشديدة، إذ استمد اسم خراسان من كلمة قديمة أطلقت على منطقة شملت أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان.
وشهد عدد أعضاء التنظيم، وهو أحد أكثر التنظيمات الإقليمية التابعة لـ"داعش" نشاطاً، انخفاضاً منذ تسجيل أعلى مستوياته في 2018 تقريباً، إذ ألحقت حركة "طالبان" والقوات الأميركية خسائر فادحة في صفوف التنظيم.
وقالت الولايات المتحدة إن قدرتها على زيادة النشاط الاستخباراتي ضد الجماعات المتطرفة في أفغانستان مثل "داعش خراسان" تراجعت منذ انسحابها من البلاد في عام 2021.
ولدى هذا التنظيم تاريخ من الهجمات التي استهدفت مساجد داخل أفغانستان وخارجها، إذ حذّر أكبر جنرال أميركي في الشرق الأوسط خلال وقت سابق في مارس الجاري، من أن "داعش خراسان" يمكن أن يهاجم مصالح أميركية وغربية خارج أفغانستان "خلال أقل من 6 أشهر ودون سابق إنذار".
وفي وقت سابق من العام الجاري، اعترضت الولايات المتحدة اتصالات تؤكد أن التنظيم نفَّذ تفجيرين في إيران أسفرا عن سقوط قرابة 100 شخص.