إسرائيل تسحب وفدها من قطر: المحادثات مع حماس وصلت لـ"طريق مسدود"

time reading iconدقائق القراءة - 6
جانب من عملية إنزال المساعدات الإنسانية في قطاع غزة. 26 مارس 2024 - REUTERS
جانب من عملية إنزال المساعدات الإنسانية في قطاع غزة. 26 مارس 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

استدعت إسرائيل فريقها المفاوض من قطر بعد أن اعتبرت أن محادثات الوساطة بشأن هدنة في قطاع غزة قد وصلت لـ"طريق مسدود" بسبب مطالب حركة "حماس" الفلسطينية، بحسب موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي.

وضغط مسؤولون أميركيون إلى جانب وسطاء قطريين ومصريين بقوة في الأيام الأخيرة للتوصل إلى اتفاق، معتبرين أنه السبيل الوحيد للتوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع في غزة، وفقاً لموقع الأميركي.

وبعد وقت قصير من استدعاء فريق المفاوضات الإسرائيلي من الدوحة، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بياناً ألقى فيه باللوم على "حماس" في الجمود.

وقالت إسرائيل أيضاً إن قرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بعدم استخدام حق النقض (فيتو)، الاثنين، ضد قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المحتجزين، أدى إلى تصلب موقف "حماس".

وذكر مكتب نتنياهو، أن "موقف (حماس) يظهر بوضوح عدم اهتمامها المطلق باتفاق تفاوضي، ويشهد على الضرر الذي أحدثه قرار مجلس الأمن الدولي"، لافتاً إلى "رفض الحركة جميع العروض الأميركية للتوصل إلى حل وسط، بينما احتفلت بقرار مجلس الأمن".

 وأشار البيان إلى أن إسرائيل لن تتعامل مع "مطالب (حماس) الوهمية"، لكنها "ستسعى لتحقيق أهدافها في الحرب العادلة".

وتزيد الآثار الناتجة عن هذا الجمود من التوتر المتصاعد بالفعل في العلاقات بين نتنياهو، وإدارة بايدن، وفقاً لـ"أكسيوس".

غضب أميركي

وقال مسؤولان أميركيان كبيران، إن البيان الإسرائيلي أغضب البيت الأبيض الذي اعتبره محاولة من نتنياهو لمواصلة الخلاف الذي بدأ في اليوم السابق بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن قرار مجلس الأمن.

وقال أحد المسؤولين إن "هذا البيان غير دقيق من جميع النواحي تقريباً وغير عادل للمحتجزين وعائلاتهم".

وأضاف: "كان رد فعل (حماس) مُعداً حتى قبل إجراء التصويت في الأمم المتحدة، لن نلعب بالسياسة في هذه المسألة الأكثر أهمية وصعوبة، وسنركز على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين".

ورد أحد مساعدي نتنياهو على المسؤول الأميركي قائلاً: "رحبت (حماس) بقرار مجلس الأمن، وتعثرت محادثات المحتجزين، هذا يخبرك بكل ما تحتاج إلى معرفته".

والتقى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الثلاثاء، في واشنطن مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز.

وقال أوستن في بداية اجتماعه مع جالانت: "المفاوضات بشأن قضية المحتجزين ومواقف (حماس) تتطلب منا أن نتكاتف في جهودنا العسكرية والدبلوماسية".

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، التقى بيرنز ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير "الموساد" ديفيد برنيع، وكبار مسؤولي المخابرات المصرية بالدوحة، في محاولة لدفع المفاوضات إلى الأمام.

وكانت "حماس" قالت في بيان، إن "المسؤولية عن فشل المفاوضات تقع على نتنياهو وحكومته المتطرفة".

وذكر مسؤولون إسرائيليون أنه عندما أصدرت "حماس" البيان، لم تتلق إسرائيل بعد الرد الرسمي من الوسطاء، مضيفين أنه تم تلقيه في وقت لاحق، الاثنين.

ونقل "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله: "عندما قرأ مدير (الموساد) رد (حماس) المكتوب، كان من الواضح أننا في طريق مسدود وأن الحركة لا تريد المضي قدماً بغض النظر عن استعداد إسرائيل لتقديم تنازلات".

وأشار إلى الحركة الفلسطينية "تريد فقط إطالة الأمد حتى يزداد الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء الحرب بالقوة".

وبعد فترة وجيزة، أمر برنيع فريق المفاوضات الإسرائيلي بالعودة إلى إسرائيل. وأشار مصدر وصفه "أكسيوس" بالمطلع، إلى أن إدارة بايدن وقطر ومصر تعتبر الوضع الحالي "توقفاً مؤقتاً" في المحادثات، وتتوقع استئنافها خلال الأيام القليلة القادمة.

وتابع: "عاد الإسرائيليون للتشاور، الجميع يريد مواصلة الحديث، لذلك لا نعتقد أنها انتهت".

"تفويض محدود"

ولكن الجمود أكثر خطورة بكثير، وفقاً لمسؤول إسرائيلي كبير آخر مشارك في المفاوضات، أضاف أن نتنياهو والوسطاء الأميركيين والقطريين والمصريين قد حسبوا موقف "حماس" بشكل خاطئ.

ولفت المسؤول الإسرائيلي إلى أن "الكثيرين ظنوا أن (حماس) لم تكن جادة في مطالبها، وأن الوسطاء يمكنهم تحريكها نحو حل وسط، وهذا لم يحدث، كان يجب أن يكون واضحاً من البداية ولكن بعض الأشخاص لم يرغبوا في رؤيته".  

وأوضح أن "التفويض الذي حصل عليه فريق المفاوضات الإسرائيلي من مكتب رئيس الوزراء لم يكن واسعاً بما يكفي لتحقيق تقدم حقيقي".

وأوضح المسؤول، أن "العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة والضغط الدبلوماسي للوسطاء لم يغير مواقف (حماس) الأساسية، وخاصة السماح بالعودة الكاملة للمدنيين الفلسطينيين إلى شمال غزة". 

وأضاف: "نحن عالقون بشكل كبير، وهناك فجوة كبيرة، ويمكننا الانخراط في لعبة اللوم لكنها لن تعيد المحتجزين، إذا كنا نريد اتفاقاً، علينا أن نعترف بالواقع".

تصنيفات

قصص قد تهمك