نقلت وكالات أنباء روسية عن الرئيس فلاديمير بوتين قوله للطيارين العسكريين، الأربعاء، إنه إذا زودت الدول الغربية أوكرانيا بمقاتلات F-16، فإن تلك الطائرات لن تغير الوضع في ساحة المعركة.
وذكرت الوكالات أن بوتين قال إن المقاتلات يمكنها حمل أسلحة نووية، وسيتعين على موسكو أن تأخذ ذلك في الاعتبار في تخطيطها العسكري.
جاءت تصريحات بوتين أمام الطيارين خلال اجتماع شمالي موسكو في أعقاب تعليقات أدلى بها في وقت سابق الأربعاء، وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قال فيها إن الطائرات يتعين أن تصل إلى أوكرانيا خلال الأشهر المقبلة.
وفي وقت سابق الأربعاء، أسفر قصف روسي على مناطق أوكرانية عدة من بينها خاركوف، عن سقوط 3 أشخاص على الأقل وإصابة 28 آخرين، ما دفع كييف إلى المطالبة بالحصول على المزيد من منظومات باتريوت للدفاع الجوي من حلفائها الغربيين.
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، حلفاءه الغربيين مجدداً إلى "تسريع تسليم" بلاده طائرات مقاتلة من طراز F-16 بالإضافة إلى منظومات باتريوت.
وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي أن "تعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا وتسريع تسليمها طائرات F-16 مهمتين حيويتين".
وأضاف: "لا مبرر منطقياً لتفسير سبب عدم تغطية صواريخ باتريوت التي يوجد الكثير منها حول العالم، سماء خاركوف وغيرها من المدن والبلدات التي يهاجمها الإرهابيون الروس".
ضربات روسية على خاركوف
وفي خاركوف التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب حوالي مليون ونصف المليون نسمة، أدت ضربة روسية إلى سقوط شخص على الأقل وإصابة 16 آخرين، من بينهم 4 أطفال، وفق ما أفادت السلطات المحلية.
وأوضح حاكم المنطقة أوليج سينيجوبوف: "ضرب العدو اليوم خاركوف بصاروخ موجه من العيار الثقيل للمرة الأولى".
وتقع خاركوف على الحدود الشمالية لروسيا، وتتعرّض بانتظام لنيران القوات الروسية.
وقال سينيجوبوف في وقت سابق إن 4 أشخاص أصيبوا بضربات ليلية وبهجوم بطائرة مسيّرة على المنطقة.
وقُتل شخصان آخران، الأربعاء، بضربات روسية على مناطق أوكرانية أخرى.
وأعلن حاكم منطقة خيرسون (جنوب) أن امرأة تبلغ 61 عاماً قُتلت في منزلها إثر هجوم بمسيّرة على قرية ميخائيليفكا الواقعة على ضفة نهر دنيبرو.
وقُتل شخص آخر بنيران المدفعية في بلدة نيكوبول الواقعة جنوب شرق البلاد وفق ما أعلن حاكم منطقة دنيبروبتروفسك، سيرجي ليساك.
كذلك، أصيب 8 مدنيين في مدينة ميكولايف جنوب أوكرانيا بهجوم صاروخي باليستي، بحسب رئيس البلدية ألكسندر سيينكيفيتش.
190 صاروخاً في أسبوع
وتطلب أوكرانيا من حلفائها الغربيين أن يسلّموها مساعدات إضافية وبشكل أسرع. لكن في بروكسل كما في واشنطن، أعاقت الانقسامات السياسية تسليم كييف أسلحة ومساعدات في الأشهر الأخيرة.
من جهته، أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الأربعاء، أن دفاعاً قوياً مضاداً للطائرات سيساهم في "إنقاذ آلاف الأرواح"، وتقليل الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية في أوكرانيا ومساعدة الجنود على الجبهة.
ودعا كوليبا الدول التي تملك منظومات صواريخ باتريوت إلى إرسالها لأوكرانيا التي سُلّمت أول بطارية من هذا الطراز في أبريل 2023.
وأكد أن روسيا كثفت أخيراً هجماتها الجوية إذ أطلقت، وفقاً له، 190 صاروخاً وألقت 700 قنبلة موجهة في الفترة الممتدة من 18 إلى 24 مارس.
وشدد الوزير على أن "الهجمات الروسية الحالية تتميز بالاستخدام المكثف للصواريخ البالستية التي يمكن أن تصل إلى هدفها بسرعة كبيرة، ما يترك القليل من الوقت للمدنيين للاحتماء".
زيلينسكي مع الجنود
والأربعاء، زار زيلينسكي منطقة سومي في شمال شرق أوكرانيا لتفقّد الخطوط الدفاعية الجديدة التي بدأت بلاده إقامتها على عجل قبل أسابيع لوقف التقدم الروسي.
وكتب على تليجرام: "عملية بناء تحصينات في منطقة سومي مستمرة. تفقّدت خنادق وملاجئ ومواقع لإطلاق النار وقيادة ومراقبة"، مؤكداً أن أوكرانيا "تعزز دفاعاتها".
وكثف الروس قصفهم على أوكرانيا، خصوصاً منذ الأسبوع الماضي، قائلين إن ذلك بمثابة انتقام.
وأفاد سلاح الجو الأوكراني بأن القوات الروسية أطلقت 13 مسيّرة هجومية إيرانية الصنع على أوكرانيا ليلا أُسقط 10 منها فوق منطقة خاركوف ومنطقة سومي المجاورة وقرب العاصمة كييف.
وأعلنت روسيا من جهتها أن أنظمة الدفاع الجوي التابعة لها أسقطت 18 صاروخاً قرب مدينة بيلجورود الحدودية التي شهدت أخيراً ازدياداً في عدد الهجمات الأوكرانية الدموية.
وأكد حاكم بيلجورود فياتشيسلاف غلادكوف إصابة شخص في الهجوم.