"فاينانشيال تايمز": بوتين يقيل قائد البحرية الروسية بعد خسائر في البحر الأسود

ألكسندر مويسيف يتولى القيادة خلفاً لنيكولاي إيفمينوف

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إلى اليمين) والقائد العام للبحرية الروسية نيكولاي يفمينوف يصلان لحضور عرض للأسطول الروسي كجزء من الاحتفال بيوم البحرية في سانت بطرسبرغ.28 يوليو 2019. - AFP
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إلى اليمين) والقائد العام للبحرية الروسية نيكولاي يفمينوف يصلان لحضور عرض للأسطول الروسي كجزء من الاحتفال بيوم البحرية في سانت بطرسبرغ.28 يوليو 2019. - AFP
دبي-الشرق

قال مسؤولون أوكرانيون إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقال منذ مطلع الأسبوع قائد البحرية الروسية نيكولاي إيفمينوف، فيما عيّن قائد الأسطول الشمالي ألكسندر مويسيف خلفاً له، وذلك بعد تكبد القوات الروسية سلسلة من الخسائر في البحر الأسود، وفقاً لما أوردته صحيفة "فاينانشيال تايمز".

ولفت المسؤولون إلى أن استخدام أوكرانيا الأسلحة المتطورة التي يزودها الغرب بها، إضافة إلى تلك المحلية الصنع وقدرات الطائرات بدون طيار، في استهداف منشآت روسية حساسة وإغراق عدة سفن حربية روسية، أجبر موسكو على نقل أسطولها في البحر الأسود ووقف عمليات الاستطلاع الجوي على مدار الساعة لساحة المعركة.

بدورها، نقلت صحيفة "إزفيستيا" التي يملكها أحد أقرب أصدقاء بوتين، عن مصدر لم تسمه قوله إن "مويسيف قد حل محل إيفمينوف"، في حين رفض الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، التعليق على التقرير، لكنه قال إن "هناك مراسيم مصنفة على أنها سرية لا أستطيع التعليق عليها". 

والشهر الماضي، أفاد مدونون لهم علاقات وثيقة بالجيش الروسي، بأن قائد أسطول البحر الأسود الروسي، فيكتور سوكولوف، قد أعفي من منصبه، إذ أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال الأسبوع الماضي بحق سوكولوف وسيرجي كوبيلاش، قائد الطيران الروسي، بتهمة ارتكابهما "جرائم ضد الإنسانية"، بعد توجيه ضربات صاروخية ضد منشآت الطاقة في أوكرانيا.

تعطيل قدرات روسيا

وأفاد المسؤولون الأوكرانيون للصحيفة البريطانية، بأن الهجوم الذي شنته أوكرانيا نهاية الأسبوع على مصنع لتصنيع الطائرات في مدينة تاغانروغ بجنوب روسيا ليل الجمعة، ألحق أضراراً جسيمة بطائرتيْ تجسس روسيتين طويلتيْ المدى من طراز A-50.

بدوره، قال ممثل لمديرية المخابرات العسكرية الأوكرانية، الاثنين، أن الوكالة لا تزال تعمل على توضيح حجم الأضرار التي لحقت بالطائرات، فيما رفض تقديم مزيد من المعلومات، كما رفضت القوات الجوية الأوكرانية التعليق.

وقال رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، إن روسيا "كانت لديها 8 طائرات كشف رادارية طويلة المدى من طراز A-50، قبل أن تسقط القوات الأوكرانية إحداها فوق بحر آزوف في يناير الماضي".

وأضاف بودانوف إن تدمير طائرة واحدة فقط من طراز A-50 قد يؤثر على الأرجح في قدرة روسيا على العمل والتواصل بمنطقة الحرب على مدار الساعة، فيما أوضح المسؤولون أن تدمير 3 طائرات أخرى قد يكون له تأثير كبير على قدراتها على عمليات الاستطلاع والاتصال.

وبعد الخسارة الثانية لطائرة A-50، قالت الاستخبارت الدفاعية البريطانية "من المحتمل جداً أن يٌمنع الأسطول من الطيران لدعم العمليات في أوكرانيا".

ووفقاً لـ"فاينانشيال تايمز"، فإن القرار يسلط الضوء على الكيفية التي أجبرت بها أوكرانيا روسيا على التراجع في البحر حتى مع سيطرة القوات الروسية على الأرض في أماكن أخرى على طول خط المواجهة لأكثر من عامين منذ بدء الحرب.

كما أن دفع الأسطول الروسي في البحر الأسود نحو الشرق يحد أيضاً من قدرة موسكو على إطلاق الصواريخ التي دمرت المدن الأوكرانية خلال السنوات الماضية.

من هو إيفمينوف؟

ووفقاً لمجلة maritime-executive الأميركية، فإن إيفمينوف بدأ حياته المهنية في مجتمع الغواصات النووية التابع للبحرية الروسية، وتدرج في الرتب بقسم غواصات الصواريخ الباليستية التابع لأسطول المحيط الهادئ. 

وبعد سلسلة من المهام، تولى قيادة الأسطول الشمالي في 2016، وتم تعيينه قائداً عاماً للبحرية الروسية في 2019، واستطاع إيفمينوف الاحتفاظ بمنصبه خلال العامين الأولين من غزو أوكرانيا، على الرغم من سلسلة من الخسائر المدمرة في البحر الأسود. 

ورغم افتقار البحرية الأوكرانية إلى أسطول، إلا أنها دمرت أو ألحقت أضراراً بأكثر من 12 سفينة حربية روسية باستخدام الصواريخ بعيدة المدى والطائرات الانتحارية بدون طيار. 

وسيحل مويسيف، الذي أمضى عاماً في قيادة أسطول البحر الأسود في الفترة من 2018 إلى 2019، محل إيفمينوف، وكانت أوكرانيا اتهمته بالتورط في حادثة مضيق كيرتش.

وأدت نجاحات أوكرانيا في البحر الأسود إلى كسر الحصار الذي فرضته موسكو على الموانئ الأوكرانية، ما سمح لكييف باستئناف تصدير الحبوب إلى السوق العالمية الشهر الماضي، بحسب "فاينانشيال تايمز".

ووصلت تلك الصادرات إلى أعلى مستوياتها منذ بدء الغزو الروسي، إذ تم شحن أكثر من 8 ملايين طن من المنتجات المتنوعة، بما في ذلك 5 ملايين طن من السلع الزراعية، وفقاً للمجلس الزراعي الأوكراني، وهو منظمة غير حكومية مقرها كييف.

تصنيفات

قصص قد تهمك