إقالة جنرال روسي اتهم كبار الضباط بـ"الفشل" في أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة متداولة للميجور جنرال الروسي إيفان بوبوف - Twitter@wartranslated
صورة متداولة للميجور جنرال الروسي إيفان بوبوف - Twitter@wartranslated
موسكو/دبي-رويترزالشرق

أعلن قائد عسكري روسي إقالته من منصبه، بعد أن أبلغ القيادة العسكرية بالوضع المتدهور في جبهة القتال بأوكرانيا، متهماً وزارة الدفاع بـ"الخيانة"، بسبب إخفاقات كبار الضباط العسكريين.

وقال الميجور جنرال إيفان بوبوف، قائد جيش الأسلحة المشتركة الـ58 في رسالة صوتية، نشرها النائب الروسي أندريه جوروليوف عبر قناته في "تيليجرام"، إنه "أقيل من منصبه".

وأضاف بوبوف في الرسالة: "كان هناك موقف صعب مع القادة الكبار، وكان يتعين علي فيه إما أن التزم الصمت وأصبح جباناً، أو أصف الأمر كما هو".

وأضاف: "لم يكن من حقي الكذب باسمكم، باسم رفاقي في السلاح الذين سقطوا، لذا فقد كشفت كل المشاكل الموجودة".

وذكر أنه أثار مسألة سقوط الجنود الروس في عمليات قصف بالمدفعية الأوكرانية، قائلاً إن الجيش "يفتقر لأنظمة البطاريات المضادة المناسبة، وسبل استطلاع تحركات العدو".

وأردف: "يبدو أن كبار القادة شعروا أنني أشكل نوعاً من الخطر، فأعدوا بسرعة أمراً من وزير الدفاع، في يوم واحد فقط، وتخلصوا مني. لم يستطع الجيش الأوكراني اختراق صفوفنا على الجبهة، لكن قائدنا الأكبر وجه لنا ضربة مفاجئة، وقطع رأس الجيش بوحشية، في أصعب وأشد اللحظات".

وقال بوبوف في هذا الصدد، إن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو "وقع الأمر وتخلص مني، كما قال العديد من القادة اليوم".

ويعد بوبوف أحد كبار القادة المشاركين في ما تصفه روسيا بأنه "عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا".

"لا احتياطات تشغيلية"

وكانت مصادر أوكرانية وروسية، قالت إن فرقة الجنرال بوبوف تعرضت لهجوم صاروخي في وقت مبكر، الثلاثاء، وفق ما أوردته شبكة "CNN".

وقال المدون العسكري الروسي البارز فويني أوسفيديوميتيل:" سقط نائب قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، الجنرال أوليج تسوكوف نتيجة لقصف بصواريخ كروز نوع (ستورم شادو)، استهدف مركز قيادة الجيش بالقرب من منطقة بيرديانسك". 

وذكر "معهد دراسة الحرب" ومقره واشنطن في تقييمه، أن هناك تقارير تفيد بأن بوبوف، أخطر رئيس هيئة الأركان العامة الروسية وقائد العمليات العسكرية في أوكرانيا الجنرال فاليري جيراسيموف، بأن الجنود الذين يحاولون منع التقدم الأوكراني في غرب زابوروجيا، كانوا بحاجة إلى التناوب بعد القتال لفترة طويلة وتكبد خسائر كبيرة.

وشاركت فرقة بوبوف بشكل كبير في الدفاع عن المواقع الروسية في اتجاه أوريكيف، حيث كانت القوات الأوكرانية تحاول تحقيق اختراق، إذ زعم قادة أوكرانيون، أن الروس يخسرون ما يقرب من سريتين في اليوم بين ضحايا وجرحى على طول الجبهة الجنوبية.

بدوره، ذكر "معهد دراسة الحرب"، أن التقارير المتعلقة باحتجاجات بوبوف، حال إثباتها "قد تدعم التقديرات السابقة بأن القوات الروسية تفتقر إلى الاحتياطيات التشغيلية التي من شأنها أن تسمح لها بإجراء عمليات تناوب للأفراد الذين يدافعون ضد الهجمات المضادة الأوكرانية، وأن الخطوط الدفاعية الروسية قد تكون هشة".

ولم تدل وزارة الدفاع الروسية بتعليق حتى الآن، لكن محللون قالوا إن الاستقالة العلنية أو إقالة مثل هذا الضابط الكبير وسط نزاع مفتوح حول سير الحملة الروسية، يعدّ "أمراً غير مسبوق".

وتأتي تلك القضية، بعد توتر الأوضاع بين قائد ومؤسس مجموعة "فاجنر" العسكرية الخاصة يفجيني بريجوجين، ووزارة الدفاع الروسية، إذ اتهم بريجوجين الجيش بقصف قواته.

ودأب بريجوجين منذ أشهر قبل تمرد وقع الشهر الماضي، على اتهام شويجو ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف، بعدم الكفاءة في منصبيهما، قبل أن يتهمهما بقصف قواته في أوكرانيا. 

هرمجدون "في راحة"

وفي سياق متصل، قال نائب عن الحزب الحاكم في روسيا، الأربعاء، إن نائب قائد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرجي سوروفيكين المعروف بـ"هرمجدون"، والذي لم يظهر على الملأ منذ تمرد مجموعة "فاجنر"، في "راحة".

وسُمع رئيس لجنة الدفاع بمجلس النواب الروسي (مجلس الدوما) أندري كارتابولوف يقول في مقطع مصور نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، إن "سوروفيكين في راحة حالياً. (إنه) غير متاح الآن".

وكانت آخر مرة ظهر فيها سوروفيكين على الملأ في مقطع مصور يناشد فيه بوقف تمرد مجموعة "فاجنر" يومي 23 و24 يونيو الماضيين.

ويُعرف سوروفيكين في الصحافة الروسية باسم "الجنرال هرمجدون"، بسبب خططه العنيفة في الحرب السورية.

ويُعتقد أن لسوروفيكين علاقات جيدة مع "فاجنر" وبريجوجن الذي أشاد بالجنرال، بينما كان ينتقد بانتظام القيادة العسكرية الروسية.

وذكرت بعض وسائل الإعلام الروسية والدولية الشهر الماضي، أنه أُلقي القبض على سوروفيكين، لكن لم يرد تأكيد رسمي بشأن ذلك، كما رفض الكرملين الإجابة على تساؤلات بخصوصه.

وشكل التمرد الذي وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه كان يمكن أن يسقط روسيا في حرب أهلية، أكبر تحد للكرملين منذ تولي بوتين سدة الحكم قبل 23 عاماً.

عضوية سوروفيكين

شبكة "سي إن إن" الأميركية قالت في نهاية يونيو الماضي، إنها حصلت على وثائق تشير إلى عضوية الجنرال سيرجي سوروفيكين في "فاجنر"، مضيفة أنه "كان عضواً سرياً من كبار الشخصيات ضمن قائمة VIP".

واكتنف الغموض مصير عدد من كبار القادة العسكريين في روسيا الذين تواروا عن الأنظار، في أعقاب تمرد "فاجنر"، وسط "تكهنات" وتقارير غير مؤكدة بشأن احتجاز سوروفيكين بدعوى أنه كان "على علم مسبق" بالأحداث، بحسب "نيويورك تايمز".

وأضافت "سي إن إن" أن الوثائق أظهرت أن الجنرال الروسي لديه "رقم تسجيل شخصي مع فاجنر"، لافتة إلى أنه "مُدرج مع ما لا يقل عن 30 من كبار المسؤولين العسكريين والمخابرات الروس كأعضاء VIP".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات