محاكمات ترمب وسن بايدن.. سباق انتخابي أميركي خارج عن المألوف

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث إلى أنصاره في ولاية أوهايو. 16 مارس 2024 - AFP
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث إلى أنصاره في ولاية أوهايو. 16 مارس 2024 - AFP
واشنطن-أ ف ب

يتوقع أن تكون حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية فريدة من نوعها، وإن كانت تفتقد إلى الحماسة والزخم، فالسباق إلى البيت الأبيض يشهد مواجهة بين رجلين عليهما التعايش مع عقبات لم يسبق أن اعترضت مرشحين أميركيين، حيث يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب متاعب قضائية، فيما باتت مسألة سن الرئيس الحالي جو بايدن الثمانيني تثقل كاهله.

المنافسة المعلنة لانتخابات الخامس من نوفمبر المقبل هي تكرار لسيناريو 2020، غير أن ترمب بات محاصراً منذ ذلك الحين بالاتهامات التي وجهها إليه القضاء في 4 قضايا جنائية.

وتجري حملته الثالثة للاستحقاق الرئاسي على وقع الجلسات في قاعات المحاكم، التي يحولها إلى منبر انتخابي، في موقف لم يشهده القضاء الأميركي من قبل.

"دور الضحية"

وفي كل جلسة يحضرها أمام القضاء، يتابع الأميركيون مشهد موكب رجل الأعمال السبعيني ينطلق من أحد مقرات إقامته الفخمة، ثم يصل إلى المحكمة، فيدخل ترمب المبنى واجماً رافعاً قبضته باتجاه الفضوليين المتجمعين.

وينصب اهتمام وسائل الإعلام بالكامل على هذه الجلسات، وهو ما يحسن الملياردير استغلاله لصالحه.

وسيكون لهذا المنبر المتاح له وقعاً أكبر مع انطلاق أول محاكمة جنائية له في 15 أبريل المقبل في نيويورك.

وأوضح تود بيلت الأستاذ بجامعة "جورج واشنطن"، أنه "يحب أن يلعب دور الضحية، وهذا ما يمكنه القيام به في المحاكم".

لكن هذه الاستراتيجية لها ثمن، إذ ترتب عليه تكاليف باهظة لمحاميه، تكاليف يمول جزءاً منها عن طريق صناديق حملته الانتخابية، كما أنها "تمنعه من عقد مهرجاناته الحاشدة مع أنصاره"، بحسب ما أوضح بيلت لوكالة "فرانس برس".

ومنذ أن حسمت المواجهة رسمياً بين المرشحين، لم ينظم ترمب سوى تجمع واحد من تجمعاته الشهيرة، وجرى في ولاية أوهايو.

وهذه المناسبات تكون فرصة يغتنمها ترمب ليقدم لأنصاره الجذلين استعراضه المفضل، فيسخر من سن منافسه، في حين أنه لا يكبره سوى بـ4 سنوات، ويقلّد بايدن متظاهراً بأنه تائه، غير قادر عن النزول من المنصّة.

"دون ضعيف الطاقة"

أما بالنسبة لجو بايدن، فإن حملته تجري وفق إستراتيجية "مفصّلة على المقاس" لمرشّح عمره 81 عاماً، لا يتمتع بكثير من الكاريزما.

ويجول الرئيس الديمقراطي على "الولايات المتأرجحة" التي ستعلب دوراً حاسماً، فزار خلال بضعة أسابيع ميشيجان وويسكونسن وأريزونا ونيفادا ونورث كارولاينا وبنسلفانيا وغيرها.

ويقابل فريق حملته هذا الزخم بالتنقلات النادرة التي يقوم بها ترمب، وقد أطلِق عليه على منصة "إكس" لقب "دون ضعيف الطاقة"، بعدما بادر الملياردير بوصف منافسه بلقب "جو النعس".

ولا ينظم الرئيس تجمعات كبرى، بل يفضّل عقد اجتماعات ولقاءات صغيرة بعضها بعيداً عن الصحافيين.

ويقوم الديمقراطي الذي يجد صعوبة في الكلام، ويسعى فريقه لتجنيبه أي هفوات، بزيارة متاجر صغيرة، مثل محلّ حلّاق زبائنه من الأميركيين ذوي الأصول الإفريقية، أو مطعم مكسيكي، ويجري نقاشات مع عائلات من الطبقة الوسطى يغيب عنها الإعلام، وبعد ذلك ينشر فريق حملته مقاطع فيديو تعزز صورته.

"التواصل الإنساني"

ويظهر بايدن في بعض هذه المقاطع جالساً أمام همبرجر يتحدّث مع طالبة، أو يواسي طفلاً يعاني من عسر في النطق على غراره في شبابه.

ويؤكد بين ويكر رئيس الحزب الديمقراطي في ويسكونسن، أن "نجاح (بايدن) السياسي يقوم في جزء منه على قدرته على إقامة تواصل إنساني. وهذا يختلف عن التجمعات الكبرى التي ينظمها ترمب".

وجمع فريق الرئيس الديمقراطي تمويلاً طائلاً لحملته، ما يسمح له بنشر إعلانات تلفزيونية مستهدفاً فئات محددة.

فهل تكون هذه الإستراتيجية مجدية؟ لا بدّ لبايدن من خوض المعترك الإعلامي إن أراد طمأنة الناس بشأن سنّه.

ويرى تود بيلت أن فريقه على يقين بأن "عليه أن ينزل على الأرض للتخلص من صورة رجل متقدم في السن يفتقر إلى الطاقة، هم يعلمون أنه لا يمكنهم الاستمرار في إبقائه بمنأى".

وبدأت نسب التأييد للرئيس الأميركي ترتفع في الأسابيع الأخيرة في بعض استطلاعات الرأي.

تصنيفات

قصص قد تهمك