أريزونا تتهم مقربين من ترمب بمحاولة قلب نتيجة انتخابات 2020

time reading iconدقائق القراءة - 9
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يرمي قبعة كتب عليها "أنقذوا أميركا" خلال تجمع انتخابي في ولاية أريزونا. 9 أكتوبر 2022 - REUTERS
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يرمي قبعة كتب عليها "أنقذوا أميركا" خلال تجمع انتخابي في ولاية أريزونا. 9 أكتوبر 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

سلمت هيئة المحلفين الكبرى في ولاية أريزونا، لائحة اتهام ضد حلفاء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، على خلفية جهودهم لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2020، والتي ضمت "ناخبين مزيفين في الولاية" و"شخصيات مرتبطة بحملة الرئيس السابق".

ومن ضمن المدرجين على لائحة الاتهام، بوريس إبشتين المساعد السابق في البيت الأبيض والذي لا يزال أحد أهم مستشاري ترمب، ومارك ميدوز رئيس موظفي البيت الأبيض السابق، ورودي جولياني المحامي السابق لترمب، وفق ما نقلته شبكة CNN عن مصدر وصفته بـ"المطلع على التحقيق".

وأعلنت المدعية العامة في أريزونا، الديمقراطية كريس مايز، الأربعاء، لائحة الاتهام التي ركزت على "11 شخصاً تصرفوا كناخبين مؤيدين لترمب في الولاية"، مشيرة إلى وجود أسماء متهمين آخرين "لا تزال محجوبة" وفي انتظار "تنقيحها".

وأضافت في بيان: "أصدرت هيئة المحلفين الكبرى بالولاية لوائح اتهام جنائية ضد جميع الناخبين الجمهوريين الـ11، إلى جانب العديد من الأشخاص الآخرين المرتبطين بهذا المخطط".

ووصفت مايز الاتهامات بـ"الخطيرة"، لكنها قالت: "هذه هي العقبة الأولى التي يتعين على الولاية اجتيازها في إطار منظومة العدالة الجنائية الدستورية الخاصة بنا"، معربةً عن اعتزامها "إثبات أن هذه الجرائم قد ارتُكبت بما لا يدع مجالاً للشك".

ورغم عدم تضمين اسم ترمب في لائحة الاتهام، إلا أن تفاصيل هذه اللائحة تشير إلى أنه "المتآمر رقم 1 غير المتهم"، بحسب CNN التي ذكرت أن اللائحة شملت 9 تهم، منها "التآمر" و"التزوير" ووصولاً إلى "المشاركة في مخططات احتيالية".

ونظراً لأن لائحة الاتهامات لا تزال "قيد التنقيح جزئياً"، لم يتضح بعد طبيعة التهم التي يواجهها حلفاء ترمب مثل ميدوز وإبشتين وجولياني، وفقاً للشبكة الأميركية.

نص لائحة الاتهام

وورد في لائحة الاتهامات أنه "في أريزونا، والولايات المتحدة بوجه عام، انتخب الأميركيون جو بايدن رئيساً للبلاد في 3 نوفمبر 2020، ولكن، نظراً لعدم رغبتهم في قبول هذه الحقيقة، خطط المتهمون والمتآمرون غير المتهمين لمنع الانتقال القانوني للرئاسة، من أجل إبقاء المتآمر غير المتهم رقم 1 في منصبه (في إشارة إلى ترمب)، في تحد سافر لإرادة الناخبين بأريزونا".

ووفقاً للائحة، صوّت "الناخبون المزيفون بشكل احتيالي لصالح ترمب، زاعمين زوراً أنهم الناخبين المؤهلين والمنتخبين حسب الأصول لرئيس ونائب رئيس الولايات المتحدة من ولاية أريزونا".  

وذكرت لائحة الاتهام، أن "المتهمين خدعوا مواطني أريزونا بادعائهم الزائف بأن هذه الأصوات مشروطة فقط بطعن قانوني من شأنه أن يغير نتيجة الانتخابات". 

وأضافت أنه "في الواقع، قصد المتهمون أن أصواتهم الزائفة لصالح ترمب ونائبة مايك بنس من شأنها أن تشجع بنس على رفض أصوات بايدن ونائبته كامالا هاريس في 6 يناير 2021، بغض النظر عن نتيجة الطعن القانوني".

ولفتت إلى أن هذا المخطط "فشل في 6 يناير 2021، عندما قبل مايك بنس، الأصوات الانتخابية لجو بايدن".   

وتأتي القضية في الوقت الذي سيسعى فيه الفريق القانوني لترمب خلال جلسة أمام المحكمة العليا، الخميس، لمنح الرئيس السابق "الحصانة ضد الملاحقة القضائية في القضية الفيدرالية الخاصة بالتدخل في الانتخابات".

كما يخضع ترمب أيضاً للمحاكمة في نيويورك على خلفية دفع أموال لـ"شراء الصمت" للتستر على علاقة مزعومة قبل انتخابات 2016، وفقاً للشبكة الأميركية.

تهم إبشتين

ولم يتم اتهام بوريس إبشتين المساعد السابق في البيت الأبيض من قبل على خلفية الجهود التي أعقبت انتخابات 2020 لقلب خسارة ترمب، ونظراً لعمله كمستشار قانوني للرئيس السابق الذي كان إبشتين يتحدث بشكل منتظم معه، وفي فترات معينة لعدة مرات خلال اليوم الواحد.  

ويُنظر إلى إبشتين على نطاق واسع على أنه أحد أكثر مستشاري ترمب ولاء له منذ انضمامه إلى حملة الرئيس السابق لانتخابات 2016.  

ورافق إبشتين الرئيس السابق إلى نيويورك بعد توجيه الاتهام إلى ترمب جنائياً، وجلس إلى جواره في قاعة المحكمة أثناء نظر قضيته، كما رافقه في أسفاره لحضور جلسات المحاكمة في ولاية جورجيا، والعاصمة واشنطن.

ورغم أنه لا يمثله في أي من قضاياه القانونية المنظورة أمام محاكم مختلفة في الوقت الحالي، إلا أن إبشتين لعب دوراً محورياً في تعيين العديد من محامي ترمب وفي الاستغناء عنهم بعد ذلك، إلى الحد الذي دفع ببعض الموالين لترمب إلى القول بأن سلوك إبشتين "المتهور" يمكن أن يشكل "عبئاً" على ترمب.

وبينما لا تزال أسماء عدة متهمين في قضية أريزونا "محجوبة" لأنه "لم يتم تنقيحها بعد"، إلا أن لائحة الاتهام تصف صراحة أدوار هؤلاء في تلك المؤامرة المزعومة.  

في هذا السياق، قال مصدر مطلع على التحقيق لـCNN، إن "قائمة الأفراد الآخرين المتهمين بموجب لائحة اتهام أريزونا، ولكن أسماءهم لا تزال محجوبة، تتضمن حلفاء لترمب مثل مايك رومان المسؤول في حملة 2020، وجينا إليس محامية الحملة، والمحامي المحافظ جون إيستمان".

وتم اتهام رومان وإليس وإيستمان أيضاً في قضية "إفساد" انتخابات جورجيا، كما هو الحال بالنسبة لميدوز وجولياني. 

واعترفت إليس بـ"الذنب" في إحدى التهم بقضية جورجيا، فيما دفع الآخرون بـ"عدم الذنب".  

وورد في لائحة الاتهام أن ميدوز، الذي تم حجب اسمه في لائحة الاتهام، ولكنه مدرج كرئيس موظفي ترمب في 2020، "عمل مع أعضاء حملة ترمب لتنسيق وتفعيل أصوات الناخبين الجمهوريين الزائفة في أريزونا و6 ولايات أخرى"، و"شارك جهود عدة من أجل إبقاء ترمب في السلطة، رغم هزيمته في صناديق الاقتراع".

وأشارت CNN، إلى أن جولياني " قام بالترويج لدعاوى زائفة" تتعلق بتزوير أصوات الناخبين في جميع أنحاء البلاد عقب انتخابات عام 2020، كما زعم محامي ترمب السابق "زوراً" أن مسؤولي أريزونا "لم يبذلوا أي جهود لمعرفة ما إذا كان التصويت دقيقاً"، كما "شجع الناخبين الجمهوريين في ولاية أريزونا و6 ولايات أخرى متنازع عليها على التصويت لصالح ترمب وبنس في 14 ديسمبر 2020"، بحسب لائحة الاتهام.

"اضطهاد سياسي"

وأفاد تشارلز بورنهام، محامي إيستمان، لـCNN بأن موكله "بريء من أي سلوك إجرامي".

وقال جيك هوفمان، عضو مجلس شيوخ ولاية أريزونا، وأحد الناخبين المزيفين المدرجين في لائحة الاتهام، على منصة "إكس": "اسمحوا لي أن أكون صريحاً. أنا بريء من ارتكاب أي جريمة، وسأدافع عن نفسي بكل قوة. وأتطلع إلى اليوم الذي تتم فيه تبرئتي من هذا الاضطهاد السياسي المثير للاشمئزاز عبر إجراءات قضائية". 

من جانبه، انتقد الحزب الجمهوري بأريزونا في بيان، الأربعاء، بشدة لائحة الاتهام، قائلاً إنها "تمثل إساءة استخدام غير مسبوقة وفجة لسلطة الادعاء التي لا تهدف سوى إلى صرف انتباه الجمهور عن النقاشات السياسية المهمة التي يجب أن تركز عليها بلادنا، مع اقتراب انتخابات 2024".  

وعلى الجانب الآخر، أعربت حاكمة ولاية أريزونا الديمقراطية كاتي هوبز، الأربعاء، عن أملها في أن "ترى المتهمين يخضعون للمحاسبة".

وذكرت هوبز لـBBC، أنها "قامت بالإشراف على انتخابات حرة ونزيهة وآمنة في أريزونا، ودافعت عن أصوات الملايين من سكان أريزونا"، معربة عن ثقتها بأن المدعية العامة مايز "أجرت تحقيقاً عادلاً ومحايداً، والآن ستنجز منظومة العدالة مهمتها".  

تأتي قضية أريزونا كأحدث ملاحقة قضائية على مستوى الولايات تستهدف مخططات قلب الفوز الانتخابي لبايدن، إذ وجه المدعون العامون في ميشيجان وجورجيا ونيفادا تهماً جنائية ضد أشخاص وقعوا كـ"ناخبين مزيفين" في هذه الولايات، فيما يجري المحققون في ولاية ويسكونسن تحقيقاً مماثلاً.

تصنيفات

قصص قد تهمك