القمة العربية.. توافقات سياسية على أولوية وقف حرب غزة وإنهاء نزاع السودان

time reading iconدقائق القراءة - 6
لوحات إعلانية في العاصمة البحرينية المنامة تحمل أعلام الدول المشاركة في القمة العربية الـ33. 14 مايو 2024 - Reuters
لوحات إعلانية في العاصمة البحرينية المنامة تحمل أعلام الدول المشاركة في القمة العربية الـ33. 14 مايو 2024 - Reuters
المنامة -عبد الرزاق طاهير

يجتمع القادة العرب، الخميس، بالعاصمة البحرينية المنامة في القمة الـ33 لمجلس جامعة الدول العربية، بجدول أعمال يبحث عدداً من القضايا "الطارئة"، في مقدمتها وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، إلى جانب ملفات أخرى إقليمية مثل الوضع في البحر الأحمر، والتطورات في لبنان وسوريا، وكذلك النزاع في السودان.

واكتملت، الثلاثاء، التحضيرات الخاصة بـ "قمة المنامة" باجتماع وزراء الخارجية الذي أقرّ مشروع جدول الأعمال الذي سيعرض على القادة، وسط حديث عن "توافقات واسعة" على مجمل القضايا المطروحة للنقاش، خاصة السياسية.

وتشهد مراسم افتتاح القمة تسليم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرئاسة الدورية إلى البحرين بشكل رسمي.

القمة العربية الأولى التي تستضيفها البحرين، تأتي في "ظروف دقيقة" تواجه الأمة العربية، على حد وصف ملك البلاد حمد بن عيسى آل خليفة، الذي أكد عشية انطلاق أعمال اجتماع القادة، أن الوضع العربي الراهن "يستوجب الخروج بنتائج إيجابية وقرارات بنّاءة".

وقال مستشار ملك البحرين لشؤون الإعلام، نبيل بن يعقوب الحمر، إن بلاده تأمل بأن تتوّج القمة العربية بـ "قرارات مهمة" تعكس تطلعات الشعوب العربية.

وأشار محمد العباسي، المتحدث الرسمي باسم مركز الاتصال الوطني البحريني، في تصريحات لـ "الشرق"، إلى أن "الظروف الإقليمية الاستثنائية" هي التي تجعل قمة المنامة "مهمة جداً"، وأضاف أن "سقف التطلعات يبقى عالياً للخروج بقرارات على أرض البحرين".

مبادرة بحرينية

وأشارت مصادر دبلوماسية بحرينية، إلى أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، سيطرح على نظرائه "مبادرة" تشمل أبرز الملفات التي سيتم اعتمادها في نهاية أعمال القمة الـ33.

وكان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، ألمح إلى إلى أن مملكة البحرين، طرحت بالفعل، "أفكاراً ومبادرات" ستتوج ما سمّاه "إعلان البحرين" الذي سيشمل الموضوعات المدرجة ضمن محاور النقاش، الخميس.

وتتصدر الحرب على غزة، أبرز الملفات التي ستناقش على مستوى اجتماع القادة، ويجري الحديث عن "توافقات سياسية" تدفع من أجل الضغط على المجتمع الدولي لمنع إسرائيل من شن عملية برية في رفح.

لكن السفير حسام زكي أبدى حذراً لدى خوضه في هذا الملف، وقال: "حتى الولايات المتحدة التي لها أكبر تأثير على إسرائيل لم تنجح في وقف الحرب، ولا حتى قرارات مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية".

أولوية مبادرة السلام العربية

ولن تبحث القمة، تطورات "ما بعد الحرب على غزة"، وبرّر السفير حسام زكي ذلك، بالتأكيد على أن "الجانب العربي يتعامل مع الوضع الراهن فقط من أجل إنهاء الحرب، وهذه أولويتنا. ستشهدون في إعلان البحرين موقفاً عربياً قوياً يتعلق بالتطورات في رفح وغزة عموماً".

وحول طبيعة هذا الموقف، أجاب زكي: "لم يُناقَش هذا الأمر، ونحن نمنح الأولوية لمبادة السلام العربية. ذلك هو الموقف السليم".

وبحسب خالد المالك، رئيس تحرير صحيفة "الجزيرة" السعودية، فإن القمة العربية تتحمل "المسؤولية التاريخية" لـ "اتخاذ قرارات حاسمة" لوقف "العدوان على غزة"، متسائلاً في حديثه مع "الشرق"، عن مدى قدرة المنظومة العربية في "الخروج من هذا الوضع المعقد".

وشدّد المالك، على أن الضغط "يجب أن يمارَس أيضاً على الإدارة الأميركية لإعادة الحقوق المشروعة للفلسطينيين".

السودان و"مسار جدة"

ومن الملفات ذات الأولوية التي تبرز في أعمال القمة العربية الـ33 بالبحرين، الوضعُ الإنساني في السودان على ضوء استمرار النزاع الذي يهدد بمفاقمة الأوضاع أكثر.

وشهد اليومان الماضيان تحركات دبلوماسية بين الوفود المشاركة للخروج بموقف يدفع طرفي النزاع الأساسيين (الجيش والدعم السريع) للعودة إلى مفاوضات "مسار جدة".

وعُقدت اجتماعات ترويكا مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء خارجية رئاسات القمة الحالية والسابقة والمقبلة، لمناقشة الخطوات المقبلة بشأن الأوضاع في السودان.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان التقى، الثلاثاء، نظيره السوداني المكلف السفير حسين عوض على هامش اجتماع وزراء الخارجية التحضيري، وبحث معه "مستجدات الأوضاع الراهنة في السودان، وتداعياتها والجهود المبذولة بشأنها" حسبما ورد في بيان للخارجية السعودية.

وضِمن مشروع البيان الختامي للقمة، سيتم إدراج "قرار" خاص بالسودان، تقول عنه مصادر بجامعة الدول العربية، إن من شأنه أن "يؤثر على وقف الصراع، ويضمنَ عدم اتساع رقعة الحرب بما قد يهدّد وحدة السودان وتماسكه الإقليمي".

وأكد السفير حسام زكي، في تصريحات لـ "الشرق"، أن من مصلحة أطراف الصراع في السودان "العودة إلى طاولة الحوار"، وكشف أن وزير الخارجية السوداني المكلف قدّم، في الاجتماع الوزاري التحضيري، تقييماً للأوضاع "وأصبحت الصورة أكثر وضوحاً لدى الدول العربية".

ومن وجهة نظر خالد المالك، رئيس تحرير صحيفة "الجزيرة" السعودية، فإنه: "لا يجب إعطاء الفرصة لأطراف أجنبية للعبث بالوضع في السودان"، مؤكداً أن "مسار جدة يبقى الإطار التفاوضي الأكثر نجاعة لإنهاء الصراع في السودان".

ويُطرح على جدول أعمال القمة، متابعة تعزيز العمل العربي المشترك على المستويات الاقتصادية والاجتماعية ومسائل الأمن القومي، كما ستتكرر ملفات أخرى نفسها مثلما جرت العادة في القمم السابقة، على شاكلة الأزمات اليمنية والسورية واللبنانية، بالإضافة إلى العراق وعلاقاته بالجوار الإقليمي، وهي في الغالب على ارتباط وثيق بما يجري في المنطقة من تصعيد أمني.

بالإضافة إلى العلاقات العربية مع إيران وتركيا والصين، إذ من المتوقع أن يحمل البيان الختامي إشارات إليها من مستويات سياسية وأمنية واقتصادية. وكذلك الأوضاع في ليبيا مع استمرار الانقسام بشأن تشكيل حكومة تضمن تأطير وتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية وفق الأجندة الأممية.

تصنيفات

قصص قد تهمك