بعد شهرين من ولايته الجديدة.. بوتين يتحدى جهود الغرب لعزله بـ20 اجتماعاً دولياً

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال عرض يوم البحرية في سانت بطرسبرج. 25 يوليو 2021 - via REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال عرض يوم البحرية في سانت بطرسبرج. 25 يوليو 2021 - via REUTERS
دبي -الشرق

يخوض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جولة دبلوماسية في الداخل والخارج، متحدياً الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وحلفاؤها لتصويره باعتباره "منبوذاً دولياً" بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ عقد أكثر من 20 اجتماعاً مع زعماء أوروبا وآسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط، بعد شهرين من بدء ولايته الرئاسية الخامسة في مايو الماضي.

وقام بوتين أيضاً بست زيارات خارجية، رغم أن نطاق سفره كان محدوداً منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، العام الماضي، مذكرة اعتقال بحقه بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" مزعومة في أوكرانيا، بحسب "بلومبرغ".

وكان العديد من محاوريه من دول تشعر بأنها ملزمة بالحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا أو جاءوا من دول تشارك بوتين موقفه المناهض للولايات المتحدة، لكن آخرين يمثلون البلدان التي سعت إلى الحفاظ على موقف محايد، ما يدل على أن جهود الزعيم الروسي لمغازلة ما يسمى بـ"الجنوب العالمي" كثقل موازن للنظام العالمي الذي تهيمن عليه واشنطن تؤتي ثمارها.

حوار مع الرئيس الصيني

واجتمع الرئيس الروسي مع نظيره الصيني شي جين بينج في العاصمة الكازاخستانية أستانا في 3 يوليو الجاري، كما لم يضيع أي وقت في تجديد صداقته مع زعيم الصين، فسافر إلى بكين بعد ما يزيد قليلاً عن أسبوع من أدائه اليمين الدستورية لفترة ولاية أخرى مدتها 6 سنوات. 

كما التقى الطرفان مجدداً هذا الشهر على هامش قمة "منظمة شنغهاي للتعاون" في كازاخستان، إذ قال شي، الذي ساعد دعمه روسيا على الصمود في وجه العقوبات الغربية غير المسبوقة، إن الصين "تقف دائماً على الجانب الصحيح من التاريخ"، حيث تعهد هو وبوتين بـ"تعزيز التنسيق الاستراتيجي الشامل".

زيارة مودي

في الجانب الآخر، تعد الزيارة التي أجاها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى موسكو هذا الأسبوع، الأولى له إلى روسيا منذ خمس سنوات، إذ أرسلت إشارة واضحة حول تصميم الهند على البقاء على مقربة من روسيا وسط التقارب الصيني- الروسي المتزايد. 

ولا تزال نيودلهي مشترٍ رئيسي للأسلحة الروسية حتى مع قيامها بتنويع احتياجاتها الدفاعية، وأصبحت تعتمد بشكل متزايد على النفط الروسي بسعر مخفض منذ بدء الحرب الأوكرانية.

وهذه أول زيارة خارجية لمودي منذ فوزه بولاية ثالثة الشهر الماضي، ويشكل قراره بالسفر إلى روسيا، بدلاً من الدول المجاورة مثل بوتان أو سريلانكا أو المالديف عقب ولايته الجديدة، كسراً للعرف الذي اتبعه زعماء الهند، وفق "بلومبرغ".

أوربان و"مهمة السلام"

بدوره، تحدى رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، انتقادات من زعماء الاتحاد الأوروبي لمبادرته للسلام المزعومة لإجراء محادثات مع بوتين في موسكو الأسبوع الماضي. 

وكان أوربان، الذي يُنظر إليه على أنه الشخصية الأكثر ودية لروسيا في الكتلة المكونة من 27 دولة، قد زار في وقت سابق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف وتوجه إلى الصين، بعد محادثاته مع بوتين للقاء شي.

وأدان زعماء أوربيون الزيارة، إذ قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، إن وجود أوربان في موسكو "لا يمثل الاتحاد الأوروبي بأي شكل من الأشكال".

دعوة أردوغان لزيارة تركيا

والتقى بوتين بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمرة الأولى منذ سبتمبر الماضي، على هامش قمة "منظمة شنغهاي للتعاون"، إذ ناقشا ازدهار السياحة الروسية إلى تركيا وتطورات بناء محطة "أكويو" للطاقة النووية التي تبنيها شركة "روساتوم" في البلاد. 

وقال أردوغان إن تركيا، العضو في حلف الناتو، تريد مواصلة تطوير العلاقات الدافئة مع روسيا، ودعا بوتين لزيارته "قريباً جداً".

التحالف مع كوريا الشمالية

وفي يونيو الماضي، قام بوتين بأول زيارة له منذ 24 عاماً إلى كوريا الشمالية، حيث وقع اتفاق دفاعي مشترك مع الزعيم كيم جونج أون، الذي تعهد "دون قيد أو شرط" بدعم روسيا في حربها على أوكرانيا. 

وأثارت الشراكة العسكرية مخاوف من أن روسيا قد توفر تكنولوجيا أسلحة متقدمة للدولة الشيوعية المعزولة، التي كانت ترسل ذخائر وصواريخ لمساعدة آلة الحرب الروسية، ومن بيونج يانج، سافر بوتين إلى فيتنام، التي تجاهلت الشكاوى الأميركية بشأن استضافة الزعيم الروسي.

وتشعر القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة بالقلق من التقارب المتسارع بين موسكو وبيونج يانج، ويتهم الغرب كوريا الشمالية بتزويد روسيا بذخائر لشن هجماتها في أوكرانيا، مقابل مساعدة تكنولوجية ودبلوماسية وغذائية من موسكو.

اتصالات أوسع

وكان بوتين مشغولاً منذ مايو الماضي، باجتماعات أخرى مع حكام أجانب، وبالإضافة إلى شي وأردوغان، التقى بوتين بقادة أذربيجان وكازاخستان ومنغوليا وباكستان وقطر على هامش قمة "منظمة شنغهاي للتعاون". 

وفي روسيا، أجرى محادثات مع نظرائه من زيمبابوي وبوليفيا وجمهورية الكونغو وكوبا وأرمينيا وطاجيكستان والبحرين، كما سافر بوتين إلى أوزبكستان وبيلاروس للقاء قادتهما.

وتلوح في الأفق المزيد من الدبلوماسية رفيعة المستوى، عندما تستضيف روسيا قمة مجموعة دول "بريكس" الموسعة في كازان أكتوبر المقبل، إذ من المرجح أن يمنح ذلك بوتين الفرصة للقاء قادة البرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا وإيران ومصر وإثيوبيا والإمارات.

تصنيفات

قصص قد تهمك