قال مسؤولون في باكستان، الاثنين، إن 51 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في هجمات شنها مسلحون انفصاليون على مراكز للشرطة، وخطوط سكك حديدية، ومركبات على طرق سريع في إقليم بلوشستان جنوب غربي البلاد.
وتعد هذه الهجمات الأوسع نطاقاً منذ سنوات في إطار تمرد عرقي يشنه مسلحون منذ عقود للمطالبة بانفصال الإقليم الغني بالموارد عن باكستان.
ويوجد في بلوشستان، عدد من المشروعات الصينية الكبرى، من بينها ميناء استراتيجي ومنجم للذهب والنحاس.
واستهدف أكبر الهجمات التي أكدتها السلطات، الاثنين، مركبات مختلفة من الحافلات إلى شاحنات البضائع على طريق سريع رئيسي، وقال المسؤولون، إنه أودى بحياة 23 شخصاً، وتسبب في احتراق 10 مركبات.
وذكر محمد كاشف المسؤول بالسكك الحديدية، أن عبوات ناسفة انفجرت في خط يربط بين باكستان وإيران، وجسر للسكك الحديدية يربط بين كويتا عاصمة الإقليم وبين باقي مناطق باكستان، مشيراً إلى توقف حركة القطارات من وإلى كويتا.
وفي الوقت نفسه تقريباً، استهدف المسلحون مراكز للشرطة وقوات الأمن في الإقليم مترامي الأطراف، وفقاً للمسؤولين. وأسفر أحد الهجمات عن مصرع ما لا يقل عن 10.
وأعلنت جماعة "جيش تحرير بلوشستان" في بيان، أرسل عبر البريد الإلكتروني إلى صحافيين، المسؤولية عن هجمات أخرى، بما في ذلك هجوم على قاعدة شبه عسكرية رئيسية، إلا أن السلطات الباكستانية لم تؤكد وقوع هذه الهجمات بعد.
وقال المسؤول الكبير بالشرطة، أيوب أتشاكزاي، لوكالة "رويترز"، إن مسلحين قطعوا طريقاً سريعاً في بلوشستان مساء الأحد، وأنزلوا الركاب من المركبات وأطلقوا النار عليهم بعد التحقق من بطاقات الهوية الخاصة بهم.
وقال حميد زاهر المسؤول بالمنطقة: "لم يقتل المسلحون الركاب فقط، بل وسائقي شاحنات تحمل فحماً"، مشيراً إلى أن ما لا يقل عن 10 شاحنات اشتعلت فيها النيران بعد مصرع سائقيها.
ويستهدف المسلحون العمال القادمين من إقليم البنجاب شرقي البلاد، ويعتبرون أنهم يستغلون موارد بلوشستان. وفي السابق، استهدفوا أيضاً المصالح الصينية والصينيين الذين يعملون في الإقليم.
وتدير الصين ميناء جودار الاستراتيجي في جنوب بلوشستان، بالإضافة إلى منجم ذهب ونحاس في الغرب.
وقالت جماعة "جيش تحرير بلوشستان" في بيان، إن مقاتليها استهدفوا عسكريين يتنقلون في ملابس مدنية، وإنه تم إطلاق النار عليهم بعد التحقق من هوياتهم.
وذكرت وزارة الداخلية في باكستان، أن "الضحايا مواطنون أبرياء".
وندد مكتب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، بالهجمات، وتعهد في بيان بالرد، وتقديم المسؤولين عن الهجمات إلى العدالة.
ويتاخم إقليم بلوشستان، إيران وأفغانستان، وهو أكبر إقليم في باكستان من حيث المساحة لكنه الأقل سكاناً ولا يزال بعيداً عن مظلة التنمية والعمران وترتفع فيه مستويات الفقر.