مع انعدام الخدمات وغياب أدوات الوقاية.. "تراكم الجثامين" في غزة يهدد بتفشي الأوبئة

تقرير حقوقي: إسرائيل تستخدم الجثث كسلاح لإجبار السكان على "الهجرة القسرية"

time reading iconدقائق القراءة - 4
أشخاص يتجمعون بالقرب من جثث فلسطينيين قتلوا في الغارات الإسرائيلية بالمستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة. 18 نوفمبر 2023 - Reuters
أشخاص يتجمعون بالقرب من جثث فلسطينيين قتلوا في الغارات الإسرائيلية بالمستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة. 18 نوفمبر 2023 - Reuters
دبي -الشرق

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، السبت، إن استمرار تراكم جثث الفلسطينيين في طرقات غزة وتحت أنقاض المباني المدمرة ينذر بكارثة صحية كبرى بسبب انتشار الأوبئة، متهماً إسرائيل بـ"استخدام ترك الجثث المتراكمة في الطرقات وتحت أنقاض المباني" كسلاح في دفع سكان غزة نحو التهجير القسري.

وأضاف المرصد الحقوقي، في بيان، أن "عدد البلاغات عن المفقودين تحت أنقاض المباني المدمرة في الهجمات الجوية والمدفعية الإسرائيلية تجاوز 4150"، وحذر من "كارثة صحية كبرى" ناتجة عن تعفن الجثث وتحللها في القطاع الذي يتعرض لحرب إسرائيلية دامية للأسبوع السابع على التوالي.

وأشار إلى أن الوضع الإنساني شديد التدهور في القطاع، بسبب انقطاع المياه والكهرباء وغيرها من أدوات الوقاية والدفن السليم، قد يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض، ويساهم في مخاطر صحية وبيئية، جرَّاء احتمال أن تكون الجثث حاضنة لأمراض سارية ومعدية إضافة لأمراض تنفسية وجلدية.

وحذر المرصد من أن "طول مدة تحلل جثث القتلى يعرض لخطر الإصابة بعدة أمراض مثل السل، والفيروسات المنقولة بالدم والتهابات الجهاز الهضمي مثل الكوليرا"، كما لفت إلى خطر تلوث إمدادات المياه، باعتبار أن وجود الجثث قرب مرافق إمدادات المياه أو داخلها قد يسبب مشكلات صحية.

وقال المرصد إن إسرائيل "تتعمد قتل كل مظاهر الحياة في قطاع غزة ودفع سكانه للتهجير القسري"، وذلك عبر سلسلة من الأسلحة، من ضمنها ترك الجثث المتراكمة في الطرقات وتحت أنقاض المباني في انتهاك للقانون الدولي الإنساني وتجاهل صارخ للجانب الديني والروحاني بحفظ كرامة الميت.

ويفتقد قطاع غزة، بحسب بيان المرصد، لأدنى الخدمات اللازمة للبحث عن الجثث تحت الأنقاض سواء جرّاء انعدام إمكانات عمال الإنقاذ والدفاع المدني، أو بسبب الشلل الحاصل في عمل سيارات الإسعاف والطواقم الطبية.

وأضاف البيان أن انقطاع الكهرباء يجعل من الصعب وضع الجثث في ثلاجات الموتى، وكل ذلك يؤدي إلى عدم الدفن بشكل سليم.

وحذرت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق، من خطر متزايد لانتشار الأمراض في قطاع غزة بسبب القصف الجوي الإسرائيلي الذي أدى إلى تعطل النظام الصحي وصعوبة الحصول على المياه النظيفة وتكدس الناس في أماكن الإيواء.

وقال ريتشارد بيبركورن ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية "نشعر بقلق بالغ بخصوص انتشار الأمراض عند حلول موسم الشتاء".

وأضاف أنه جرى رصد أكثر من 70 ألف حالة عدوى تنفسية حادة، ونحو 44 ألف حالة إسهال في القطاع المكتظ بالسكان، مشيراً إلى أن الأعداد أعلى بكثير من المتوقع.

من جهته، وصف المدير الإقليمي للمنظمة الأممية، أحمد المنظري، الوضع الصحي العام في غزة بأنه "في حالة مزرية"، وأشار إلى افتقاد أهلها لـ5 من مقومات الحياة الأساسية الستة.

وقال المنظري لوكالة أنباء العالم العربي AWP: "الوضع الصحي العام في غزة في حالة مزرية، ليس فقط على مستوى المؤسسات الصحية"، لافتاً إلى نزوح 1.7 مليون شخص من سكان القطاع إلى الجنوب".

وأضاف: "5 مقومات حياتية أساسية مفقودة في غزة من أصل 6، هي الماء والغذاء والدواء وكذلك العمل وأماكن الإيواء. لم يتبق لهم سوى الهواء، وهذا مقلق جداً".

تصنيفات

قصص قد تهمك