نظريات المؤامرة تحاصر الأميرة كيت رغم إعلانها الإصابة بالسرطان

time reading iconدقائق القراءة - 6
أمير وأميرة ويلز يتحدثان مع بعض الأشخاص بالقرب من قلعة وندسور بيركشاير حيث يقام حفل تتويج الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا. 7 مايو 2023 - Reuters
أمير وأميرة ويلز يتحدثان مع بعض الأشخاص بالقرب من قلعة وندسور بيركشاير حيث يقام حفل تتويج الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا. 7 مايو 2023 - Reuters
واشنطن-أ ف ب

أثار كشف كيت أميرة ويلز عن إصابتها بالسرطان ردود فعل منددة بالتكهنات المثيرة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن صحتها، خصوصاً على منشورات ادعى أصحابها أن الأميرة البريطانية توفيت، لكن الخبر لم يوقف موجة نظريات المؤامرة التي لا نهاية لها على ما يبدو.

وحظيت كيت ميدلتون (42 عاماً) بموجة تعاطف عالمي بعد أن كشفت في رسالة مصورة، نُشرت الجمعة، أنها تخضع للعلاج الكيميائي الوقائي، سعياً منها لوضع حد لدوامة ادعاءات لا أساس لها من الصحة جرى التداول بها وسط غيابها عن الحياة العامة لأشهر.

وأدى توزيع قصر كنسينجتون على وسائل الإعلام صورة ملكية تبيّن أنها معدّلة، إضافة إلى ثقافة السرية السائدة في النظام الملكي البريطاني؛ إلى إثارة الكثير من التكهنات عبر الإنترنت.

لكن انتشار نظريات خالية من الأدلة على وسائل التواصل الاجتماعي، بينها منشورات مليئة بالرموز التعبيرية على شكل جمجمة تدّعي أن الأميرة ماتت أو في غيبوبة؛ يجسد الطبيعة الجديدة لفوضى المعلومات في عصر الذكاء الاصطناعي والمعلومات المضللة التي شوهت فهم الوقائع لدى الرأي العام.

واتخذت هذه التكهنات منعطفاً خطراً الأسبوع الماضي، عندما طُلب من الشرطة البريطانية التحقيق في محاولة للوصول إلى سجلاتها الطبية السرية.

وكتبت الكاتبة هيلين لويس في مجلة "ذي أتلانتيك" الأميركية: "لقد تعرضت كيت للتخويف فعلياً" إثر هذه التطورات، لكنّ "البديل، أي سيل الأقاويل ونظريات المؤامرة، كان أسوأ".

كما انتقدت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية الحملات على الأميرة كيت، متسائلة: "كيف يشعر كل هؤلاء المتصيدين الحقيرين على الإنترنت الآن؟".

ادعاءات مستمرة

لكن يبدو أن أصحاب نظريات المؤامرة لم يقولوا كلمتهم الأخيرة، إذ ادعى كثيرون على منصتي إكس وتيك توك أن رسالة الفيديو التي نشرتها كيت أنشئت بتقنية التزييف العميق المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

ونشر بعض المستخدمين نسخاً بطيئة من الفيديو لدعم ادعاء لا أساس له بأن المقطع المذكور خضع للتلاعب الرقمي، متسائلين عن سبب عدم تحرك أي شيء في خلفية الفيديو، كالورق الأخضر أو العشب.

وحلل آخرون حركات وجهها، متوقفين أيضاً عند عدم ظهور دملة كانت واضحة في صور سابقة.

وجاء في أحد المنشورات على منصة إكس: "عذراً يا أسرة وندسور، وكيت ميدلتون ووسائل الإعلام القديمة، ما زلت لا أصدّق ما تحاولون إقناعنا به".

كما انتشرت معلومات خاطئة بشأن السرطان نفسه، إذ تزعم منشورات كاذبة أن المرض ليس قاتلاً، مشبّهة العلاج الكيميائي بـ"السم".

كذلك، كان للناشطين المناهضين للقاحات حصة من المناقشات. ولم يتوان كثر منهم عن ركوب موجة نظريات المؤامرة، متحدثين من دون أي أدلة عن تشخيص إصابة كيت بـ"السرطان السريع" (turbo cancer) وهي شائعة جرى دحضها مراراً تتهم لقاحات كوفيد-19 بزيادة خطر الإصابة السريعة بالسرطان.

وقال خبير المعلومات المضللة من جامعة ألبرتا في كندا تيموثي كولفيلد: "لا دليل يدعم كذبة السرطان السريع"، مضيفاً أن أصحاب نظريات المؤامرة "محتالون قساة يروّجون للخوف والمعلومات المضللة".

"انعدام الثقة"

ويسلط انتشار النظريات الجامحة هذه الضوء على التدقيق المتزايد بالوقائع المنشورة عبر الإنترنت في ظل تنامي التضليل الإعلامي، وهو منحى متعاظم بسبب عدم ثقة الجمهور في المؤسسات ووسائل الإعلام التقليدية.

ويقول الباحثون إن هذا الانعدام في الثقة أفسد المحادثات عبر الإنترنت بشأن قضايا جدية، بينها الانتخابات والمناخ والرعاية الصحية.

وتوضح أستاذة علم النفس الاجتماعي في جامعة كينت، كارين دوجلاس، أن "الناس لا يثقون بما يرونه ويقرأونه".

وتضيف: "بمجرد زرع بذرة الشك، وفقدان الناس الثقة، تصبح نظريات المؤامرة قادرة على اكتساب المزيد من الاهتمام".

وانتشرت الشائعات المحيطة بكيت منذ انسحابها من الحياة العامة، بعد حضورها قداس عيد الميلاد وخضوعها لعملية جراحية في البطن في يناير.

وشهد الإنترنت سيلاً من نظريات المؤامرة بعد أن أقرت أميرة ويلز بأنه تم التلاعب بصورة عائلية نُشرت لمناسبة عيد الأم في بريطانيا قبل أسبوعين، وهي خطوة دفعت بوكالات أنباء عالمية إلى سحبها.

وعندما نُشر مقطع فيديو في وقت لاحق يُظهر كيت وهي تتجول في السوق مع زوجها، ادعى أصحاب نظرية المؤامرة من دون أي أدلة بأن الأميرة استُبدلت ببديلة عنها.

وتقول داناجال يونج من جامعة ديلاوير: "عندما يتعلق الأمر بمؤسسة قديمة ومبهمة مثل العائلة الملكية، فإن انعدام الثقة العامة يفتح شهية كبيرة على عمليات التقصي".

وحققت الوسوم عن الأميرة انتشاراً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي، لدرجة أن الكثير من المستخدمين بدأوا في استخدامها للترويج لمنشورات غير ذات صلة، عن مواضيع تحظى باهتمام أقل بكثير، بما فيها انتهاكات لحقوق الإنسان في الهند والشرق الأوسط.

ويرى الباحثون أن ما جعل هذا الجنون أسوأ هو ثقافة السرية الملكية والثغرات في استراتيجية العلاقات العامة للقصر.

وتقول دوجلاس "لكي أكون صادقة، كان من الممكن للقصر أن يقضي على الوضع في مهده قبل ذلك بكثير".

تصنيفات

قصص قد تهمك