تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب يطرح تساؤلات أخلاقية

جوتيرش غاضب من استخدام إسرائيل للذكاء الاصطناعي في حرب غزة

time reading iconدقائق القراءة - 5
فلسطينيون يتفقدون مباني دمرتها القوات الإسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة- 7 أبريل 2024 - AFP
فلسطينيون يتفقدون مباني دمرتها القوات الإسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة- 7 أبريل 2024 - AFP
باريس-أ ف ب

يُفاقم الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في الحروب المخاوف من خطر التصعيد ودور البشر في اتخاذ القرارات.

وأثبت الذكاء الاصطناعي قدرته على اختصار الوقت، لكنه ليس بالضرورة أكثر أماناً أو أخلاقية.

وفي هذا السياق، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الجمعة، أنه يشعر بـ"انزعاج عميق" من تقارير إعلامية بشأن استخدام إسرائيل الذكاء الاصطناعي لتحديد أهداف في غزة، ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين.

وبمعزل عن برنامج "لافندر" الذي تناولته التقارير والنفي الإسرائيلي، في ما يلي لمحة عن التطورات التكنولوجية التي تغيّر وجه الحروب.

3 استخدامات رئيسية

كما هو الحال بالنسبة لبرنامج "لافندر"، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي مفيداً خصوصاً في تحديد الأهداف، عبر معالجة خوارزمياته فائقة السرعة كميات هائلة من البيانات للتعرّف على التهديدات المحتملة.

لكن النتائج لا يمكن أن تكون قائمة سوى على الاحتمالات، إذ يُحذّر الخبراء من أن الأخطاء لا يمكن تجنّبها.

ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً أن يعمل على أساس تكتيكي. على سبيل المثال، سيكون بمقدور أسراب مسيّرات التواصل مع بعضها البعض والتفاعل بناء على أهداف محددة مسبقاً، وهو ما تعمل الصين على تطويره بشكل سريع.

وعلى صعيد استراتيجي، سينتج الذكاء الاصطناعي نماذج لميادين المعارك، ويقترح كيفية الرد على الهجمات، لربما حتى عبر استخدام الأسلحة النووية.

التفكير بشكل أسرع

ألكسندر أكورسي الباحث في مجموعة الأزمات الدولية قال: "تخيل نزاعاً شاملاً بين بلدين والذكاء الاصطناعي يبتكر استراتيجيات وخططاً عسكرية، ويتعامل مع وضعيات حقيقية".

وأضاف: "ينخفض الوقت الذي يتطلبه رد الفعل بشكل كبير. ما يمكن للبشر بأن يقوموا به خلال ساعة، يمكن (للذكاء الاصطناعي) إنجازه في ثوان".

ويمكن لنظام القبة الحديدية الإسرائيلي للدفاع الجوي أن يرصد وصول مقذوف، ويحدد طبيعته ووجهته والأضرار المحتملة الناجمة عنه.

وأوضحت لور دو روسي روشجوند من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية أن "أمام المشغّل دقيقة لاتخاذ قرار بشأن إن كان عليه تدمير صاروخ أم لا".

وتابعت: "يكون عادة مجنّداً شاباً في الـ20 من عمره وغير مطلع بما فيه الكفاية على قوانين الحرب. ويمكن التشكيك في مدى سيطرته على الوضع".

ثغرة أخلاقية مثيرة للقلق

في ظل سباق التسلح والغموض المعهود للحرب، لربما ينتقل الذكاء الاصطناعي إلى ميادين المعارك في ظل عدم إدراك كامل لدى جزء كبير من الناس لعواقبه المحتملة.

وتقول روشجوند إن البشر "يتخذون قرارات بناء على توصيات الآلة، لكن من دون معرفة الحقائق التي اعتمدت عليها الآلة، وحتى إن كان من يضغط على الزر إنساناً، فإن نقص المعرفة، إلى جانب السرعة، يعني أن سيطرته على القرار ضعيفة".

من جانبها، أكدت أولريكه فرانك من المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية أن الذكاء الاصطناعي "ثقب أسود. لا نفهم بالضرورة ما يعرفه ويفكر فيه أو كيف يتوصل إلى هذه النتائج".

وتساءلت أولريكه: "لماذا يقترح الذكاء الاصطناعي هدفاً ما؟ لماذا يُقدّم لي معلومات استخباراتية معيّنة؟ إذا سمحنا له بالسيطرة على سلاح، فإن ذلك يطرح سؤالاً أخلاقياً حقيقياً".

أوكرانيا كمختبر

استخدمت الولايات المتحدة خوارزميات، مثلاً، في الضربات الأخيرة التي استهدفت المتمرّدين الحوثيين في اليمن.

لكن "التغيير الحقيقي لقواعد اللعبة الآن هو أن أوكرانيا باتت مختبراً للاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي".

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، بدأ الفرقاء "تطوير وطرح حلول بواسطة الذكاء الاصطناعي لمهام مثل الاستطلاع الجغرافي المكاني، والعمليات باستخدام أنظمة ذاتية التشغيل، والتدريب العسكري، والحرب الإلكترونية"، بحسب فيتالي جونشاروك من مرصد الذكاء الاصطناعي الدفاعي بجامعة هلموت شميت في هامبورج.

وقال جونشاروك: "نتيجة لذلك، أصبحت الحرب في أوكرانيا أول نزاع يتنافس فيه الطرفان باستخدام الذكاء الاصطناعي، والذي بات عاملاً حاسماً للنجاح".

التفوق على الخصم والخطر النووي

لعل "ذي ترمينايتور"، الروبوت القاتل الذي يفقد البشر السيطرة عليه، مجرّد قصة خيالية اخترعتها هوليوود، إلا أن الحسابات التي تُجريها الآلة بكل برود تعكس واقع الذكاء الاصطناعي الحديث الذي يفتقر إلى غريزة البقاء والتشكيك.

ونشر باحثون من 4 معاهد وجامعات أميركية دراسة في يناير عن 5 نماذج لغوية كبيرة (وهو نظام يشبه البرمجيات التوليدية في ChatGPT) في حالات النزاع.

وأشارت الدراسة إلى اتجاه "لتطوير دينامية سباق تسلح تؤدي إلى نزاعات أكبر، وفي حالات نادرة، نشر أسلحة نووية".

لكن القوى العالمية الكبرى تسعى لضمان انتصارها في سباق الذكاء الاصطناعي المستخدم عسكرياً، ما يُعقّد جهود تنظيم القطاع.

واتفق الرئيسان الأميركي جو بايدن والصيني شي جين بينج، خلال نوفمبر، على تكليف خبراء من الطرفين بالعمل على هذه المسألة.

كما بدأت محادثات قبل 10 سنوات في الأمم المتحدة، لكنها لم تُفض إلى نتائج ملموسة.

وقال أكورسي: "هناك نقاشات بشأن ما ينبغي القيام به في قطاع الذكاء الاصطناعي المدني.. لكنها أقل بكثير عندما يتعلق الأمر بقطاع الدفاع".

تصنيفات

قصص قد تهمك