حذَّرت الجمعية الطبية في كوريا الجنوبية، الجمعة، من أن ارتفاع حالات الإصابة بمرض كوفيد-19، والإضراب المستمر من قبل الأطباء المتدربين، قد يشل غرف الطوارئ في المستشفيات الشهر المقبل، في وقت سيغيب فيه العديد من الأطباء أيضاً بسبب عطلة رسمية.
ومع ذلك، شككت الحكومة في مخاوف إغلاق غرف الطوارئ، والتي أشارت إليها الجمعية الطبية الكورية، وقالت إنها تقدم دعماً إضافياً عند الحاجة.
وأضرب آلاف الأطباء المتدربين عن العمل في فبراير احتجاجاً على خطة لزيادة أعداد طلاب القطاع الطبي بمقدار ألفي طالب سنوياً، لتلبية ما تتوقع السلطات أن يكون نقصاً حاداً في الأطباء.
عودة فيروس كورونا
وقالت الحكومة إن المستشفيات التي اعتمدت على الأطباء المتدربين في تخصصات طبية متعددة، اضطرت إلى رفض استقبال المرضى في غرف الطوارئ، مرجعة ذلك لنقص العاملين، في حين يتحمل الأطباء الحاليون أعباء عمل إضافية.
وذكرت الجمعية الطبية الكورية، التي تمثل الأطباء الممارسين أن المزيد من أطباء الطوارئ في المستشفيات الجامعية استقالوا بسبب كثرة ساعات العمل، والخوف من مواجهة دعاوى سوء الممارسة التي تفاقمت بسبب الإرهاق.
وشهدت كوريا الجنوبية عودة ظهور الإصابات بمرض "كوفيد-19"، هذا الشهر، لكن وزارة الصحة قالت إن ما يزيد عن 95% من المرضى الذين زاروا غرف الطوارئ هم حالات يمكن علاجها في العيادات.
واقترحت الحكومة، ضمن خطة لإصلاح القطاع الطبي، تقديم حوافز للأطباء لممارسة المهنة في التخصصات الأساسية، وفي مناطق خارج سول والمدن الكبيرة الأخرى.
"كوفيد طويل الأمد"
على صعيد عالمي، ومنذ عام 2020، بات مصطلح "كوفيد طويل الأمد"، المرتبط بتوابع فيروس كورونا، شائعاً ويدل على المشكلات الصحية التي تؤثر على جودة حياة ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، كما يكلف الاقتصادات مليارات الدولارات، بسبب انخفاض إنتاجية الموظفين وإجمالي القوى العاملة.
وأفادت شبكة CBS News الأميركية، في يوليو، بأن الجهود العلمية المكثفة التي أثارتها مشكلة "كوفيد طويل الأمد" أسفرت عن أكثر من 24 ألف منشور علمي، ما يجعلها الحالة الصحية الأكثر بحثاً خلال السنوات الأربع من تاريخ البشرية المُسجل.
ويصف "كوفيد طويل الأمد" مجموعة من الأعراض طويلة المدى الناجمة عن الإصابة بفيروس SARS-CoV-2، وتتراوح هذه الأعراض من مشكلات تنفسية مثل ضيق التنفس، إلى التعب الشديد أو ضبابية الدماغ الذي يحد من قدرة الأشخاص على العمل، وحالات مثل قصور القلب والسكري، والتي من المعروف أنها تستمر مدى الحياة.
وخلال النصف الأول من عام 2024، أضافت سلسلة من الدراسات والأبحاث العلمية بشأن أعراض "كوفيد طويل الأمد"، مزيداً من الوضوح إلى هذه الحالة المعقدة، إذ قدمت بعض الرؤى حول كيفية تمكن فيروس كورونا من إحداث اضطرابات في العديد من أعضاء الجسم بعد سنوات من الإصابة الأولية بالفيروس، بالإضافة إلى الأدلة الناشئة على استمرار وجود الفيروس في الجسم والخلل المناعي الذي يستمر لأشهر أو سنوات بعد الإصابة الأولية.