"بطليموس" الليبية تلملم بقايا مواقعها الأثرية

time reading iconدقائق القراءة - 3
مياه الفيضان داخل متحف بطليموس الليبي. 20 سبتمبر 2023_ Facebook.com/lpc.ly - hgavr
مياه الفيضان داخل متحف بطليموس الليبي. 20 سبتمبر 2023_ Facebook.com/lpc.ly - hgavr
دبي-الشرق

بينما لا يزال سكان المدن الساحلية الشرقية لليبيا يلملمون آثار الفيضان المدمّر، اكتشف علماء الآثار بقايا تاريخية جديدة اجتاحتها المياه، وبدأوا بتسجيل الأضرار وتقييم خسائر المواقع التراثية.

في موقع التراث العالمي لليونسكو في مدينة قورينا، وهي مدينة أسسها في الأصل المستوطنون اليونانيون، وتمّ تحويلها إلى الطراز الروماني عام 74 قبل الميلاد، تمّ اكتشاف أكثر من تمثال رخامي في المنطقة الجنوبية للموقع في معبد ديميتر، الذي شيّد عام 490 قبل الميلاد. 

على بعد حوالي 150 كلم غرب قورينا، وفي مدينة بطليموس الساحلية الواقعة على البحر المتوسط، التي تأسست كمستوطنة يونانية في القرن السابع قبل الميلاد، تمّ اكتشاف عمود رخامي وجدران على الشاطئ. وقد غمرت المياه متحف المدينة الصغير، "متحف بطليموس"، الذي يضمّ قطعاً ثمينة، مثل التماثيل وأرضيات الفسيفساء من العصرين الروماني واليوناني.

توكرا، موقع مدينة تاوتشيرا القديمة التي أسسها اليونانيون أيضاً، وتقع على بعد حوالي 40 كلم غرب بطليموس، فقدت بدورها أجزاء من جدارها الساحلي التاريخي.

تأثر وسط المدينة التاريخي بشدّة، وسوّي مسجد درنة القديم أو الجامع العتيق بالأرض، وكان بني عام 1656 على يد الحاكم العثماني محمد بن الحاج محمود باي القرملي، وأعيد بناؤه بين عامي 2001 و2005.

وقال أحمد إمراج، الأستاذ المساعد في قسم الآثار بجامعة بنغازي شمال شرق ليبيا، ومستشار دائرة الآثار الليبية، لصحيفة "آرت نيوز"، "إنها كارثة حقيقية، لقد اختفى كل شيء في عشر دقائق، إنه أمر مؤلم فعلاً".

أضاف: "لقد تمّ اعتبار تلك المواقع هشّة للغاية، ووضعت على قائمة اليونسكو للتراث العالمي للمواقع المهدّدة بالانقراض عام 2016"، لافتاً إلى "وجود خطة جاهزة للبدء بمسح المواقع بحلول الأسبوع المقبل، من أجل تحديد الخطوات التالية للإنقاذ".

ويثير وجود المياه المستمر قلق الخبراء من إلحاق المزيد من الضرر بالهيكلية الرئيسية للآثار، التي تشمل المعابد والمقدّسات والمدرج والمقابر.

تعدّ المدينة موطنًا للعديد من الكنوز التراثية مثل الحمامات الرومانية والبيزنطية، والجزر المحفوظة جيداً، التي تحتوي على منازل ذات أعمدة (بنيت في الفترة الهلنستية وتمّ توسيعها في أواخر العصر الروماني)، والمدرج الروماني ومسارح أخرى.

ويقول إمراج "إن الطين غطّى الأرضيات الرخامية والفسيفساء في المنازل، وهو ما قد يسبب أضراراً كبيرة، ويتطلب عملية تنظيف دقيقة. كما تهشّمت البقايا التاريخية في المنطقة، مما جعل من الصعب على علماء الآثار تحديد أصولها"، مؤكداً الحاجة إلى مهمة تنظيف ضخمة".

في الوقت نفسه، تكافح منظمات الإغاثة لمعالجة الدمار الأوسع الذي سببته الفيضانات. وأطلق الاتحاد الدولي للهلال الأحمر (IFRC) الأسبوع الماضي، نداءً طارئاً لجمع 10ملايين فرنك سويسري (حوالي 11 مليون دولار) للمساعدة في جهود الإغاثة في ليبيا.

وقال بشير عمر، المتحدّث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا: "إن المواقع الأثرية في ليبيا تحتاج إلى دعم دولي جماعي حتى تتمكن من الاستجابة لهذه الأزمة".

تصنيفات

قصص قد تهمك