روسيا تعلن تغييرات هيكلية بالجيش.. وشويجو يتفقد قوات جبهة أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في موسكو. 26 مارس 2022 - AFP
وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في موسكو. 26 مارس 2022 - AFP
دبي - الشرق

وجّه وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، الثلاثاء، بإجراء تغييرات واسعة النطاق في الجيش الروسي بعد ساعات من إعلان زيارته للقوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا.

وأفادت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية بأن شويجو أعلن خلال اجتماع مع نوابه وقادة أركان القوات المسلحة، تغييرات واسعة النطاق في الجيش الروسي، على وجه الخصوص، زيادة عدد القوات إلى 1.5 مليون شخص، خلال الفترة من 2023 إلى 2026.

من جهتها، ذكرت وكالة "تاس" الروسية أن شويجو قال إنه سيتم إنشاء منطقتين عسكريتين، موسكو، ولينينجراد كجزء من خطوات لضمان أمن البلاد، مضيفاً أنه سيتم كذلك نشر "مجموعات مكتفية ذاتياً من القوات على أراضي المناطق المنضمة حديثاً إلى روسيا"، في الإشارة إلى 4 أقاليم أوكرانية أعلنت موسكو ضمها مؤخراً إلى روسيا الاتحادية.

وخلال الاجتماع، أشار الوزير شويجو إلى ضرورة إيلاء اهتمام خاص لتجنيد القوات بعسكريين متعاقدين، إلى جانب ضمان نقل الأسلحة للوحدات العسكرية في الوقت المحدد، وزيادة عدد ساحات التدريب، وزيادة حجم تدريب المتخصصين.

وفي السياق ذاته، أشار وزير الدفاع الروسي إلى أنه سيتم تحديد حجم تدريب الطلاب العسكريين والطلاب في جامعات التابعة لوزارة الدفاع، بحسب وكالة "ريا نوفوستي"، التي أشارت إلى أن شويجو أوعز عقب الاجتماع، بتعزيز العنصر القتالي لدى القوات البحرية والجوية-الفضائية والصاروخية الاستراتيجية، وفق

من ناحيته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن زيادة عدد القوات الروسية يعود إلى الحرب بالوكالة التي يخوضها الغرب ضد روسيا، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن "الأخبار الخاطئة بشأن التعبئة المستمرة، مبالغ فيها وتأتي من الخارج".

كما رفض بيسكوف التعليق على مزاعم المخابرات الأوكرانية بأن الرئيس فلاديمير بوتين أمر رئيس الأركان فاليري جيراسيموف بتحرير دونباس بحلول مارس 2023.

تفقد القوات في أوكرانيا

وجاء الإعلان عن التغييرات الجديدة بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق، الثلاثاء، أن شويجو زار القوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع، نقلته وكالة "تاس" الروسية، أن شويجو "تفقد مركز قيادة المجموعة القتالية (فوستوك) في منطقة العملية العسكرية الخاصة"، في إشارة إلى خط الجبهة في أوكرانيا، إذ تصف روسيا، غزو أوكرانيا بأنه "عملية عسكرية خاصة".

وأوضح البيان أن قائد المجموعة القتالية التابعة للجيش الروسي، رستم مرادوف قدم لوزير الدفاع تقريراً عن الوضع الحالي في المنطقة، و"سير تنفيذ المهام القتالية في الاتجاهات الرئيسية".

ونقل البيان عن شويجو قوله للجنود الروسي: "تؤدون خدمتكم العسكرية بشكل لائق، تدافعون عن الوطن، وتساعدون كل من يحتاج المساعدة، وتبذلون كل جهد لتقريب اليوم المنشود، يوم النصر".

وفي 18 ديسمير الماضي، قالت وزارة الدفاع الروسية إن شويجو "تفقد القوات الروسية المنتشرة في منطقة العملية العسكرية الخاصة"، بما في ذلك خط الجبهة للتحدث مع الجنود.

وبعد أيام قليلة، قالت الوزارة في 22 ديسمبر، إن شويجو أجرى زيارة ثانية إلى خط المواجهة في أوكرانيا لتفقد مواقع الجيش الروسي.

أوكرانيا تطلب معدات قتالية

وحثت أوكرانيا الغرب على تسريع إمدادها بالأسلحة بعد سقوط 40 في هجوم صاروخي روسي أصاب أحد المباني السكنية بمدينة دنيبرو، مع تعرض القوات الأوكرانية لضغوط متزايدة على الجبهة الشرقية.

وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني، الثلاثاء، إن روسيا شنت أكثر من 70 هجوم صاروخي في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأضافت أن القوات الروسية قصفت أكثر من 15 منطقة سكنية بالقرب من مدينة باخموت في منطقة دونيتسك بشرق البلاد، بما في ذلك بلدة سوليدار لتعدين الملح، حيث تستعر الاشتباكات بين روسيا وأوكرانيا منذ أسابيع.

ودمر القصف الروسي المتواصل مدينة باخموت بشكل كامل وألحق أضراراً جسيمة بمدينة أفدييفكا في وسط دونيتسك.

وقال المحلل العسكري الأوكراني أوليه زدانوف عبر يوتيوب إن "القتال العنيف للغاية مستمر في القطاعين الرئيسيين.. باخموت وأفدييفكا".

وأضاف: "العدو يشن هجمات على مدار الساعة. ونحاول الحفاظ على مواقعنا. القوات الروسية تنشط ليلاً.. نحن في حاجة ماسة إلى معدات الرؤية الليلية".

ولم تتمكن "رويترز" من التحقق من تقارير ساحات القتال.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب مسائي مصور، الاثنين، إن الهجوم على دنيبرو ومحاولات روسيا لامتلاك اليد العليا في الحرب أبرز حاجة الغرب "لتسريع اتخاذ القرار" في توريد الأسلحة.

وزودت دول الغرب أوكرانيا بإمدادات ثابتة من الأسلحة منذ غزو القوات الروسية لها في 24 فبراير  الماضي، لكن زيلينسكي وحكومته يصرون على أنهم بحاجة إلى دبابات.

تقدم روسي

يأتي ذلك فيما تحاول القوات الروسية استعادة زمام المبادرة في أوكرانيا، بعد انتكاساتها الكثيرة في الخريف، إذ تكثف قصف منشآت الطاقة الأوكرانية وتضاعف جهودها في معركة الاستيلاء على مدينة باخموت شرق البلاد التي تشهد معارك دامية منذ الصيف.

وعلى خط الجبهة الشرقية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على مدينة سوليدار منذ 12 يناير الجاري، فيما تقول هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القتال في المدينة "مستمر".

في غضون ذلك، يسود الترقب في سيفرسك الواقعة على مسافة 25 كيلومتراً شمالي سوليدار، إذ يُحتمل أن تتحول سريعاً إلى مدينة على خط المواجهة الجديدة.

إلى ذلك، رأى معهد دراسات الحرب الأميركي أنه "من غير المرجح أن يمهد" الاستيلاء على سوليدار "لتطويق وشيك لباخموت"، التي تبقى الهدف الرئيسي للجيش الروسي. وتقع على بعد 15 كيلومتراً جنوب غربي سوليدار. 

وأشار المعهد في نشرته اليومية، إلى أن ذلك "لن يسمح للقوات الروسية بفرض سيطرتها على خطوط الاتصال الأرضية الأوكرانية المهمة باتجاه باخموت". 

وتستعر المعارك منذ أشهر داخل باخموت وحولها، لكنها أصبحت أعنف في الأيام الأخيرة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات