تفشي كورونا في الدول النامية يهدد سلاسل التوريد العالمية

time reading iconدقائق القراءة - 5
حاويات بضائع في أحد موانئ بنغلاديش - 24 يوليو 2021 - Getty Images
حاويات بضائع في أحد موانئ بنغلاديش - 24 يوليو 2021 - Getty Images
دبي -الشرق

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الثلاثاء، إن إغلاق المصانع في دول مثل فيتنام وبنغلاديش بسبب الموجات الجديدة من الإصابات بفيروس كورونا، أدى إلى تفاقم الاضطراب في سلاسل التوريد، ما قد يترك أرفف متاجر التجزئة في الولايات المتحدة خالية من المنتجات، مع بدء المستهلكين بالتسوق استعداداً للعودة إلى المدارس.

وذكرت الصحيفة، أن التوقف عن العمل في تلك الدول كان أحدث تطور في مشكلات التصنيع والنقل الناجمة عن جائحة كورونا المستمرة منذ ما يقرب من 18 شهراً.

وأضافت "واشنطن بوست"، أن ذلك التوقف يتزامن مع فرض اثنتين من أكبر خطوط السكك الحديد الأميركية قيوداً على الشحنات القادمة من موانئ الساحل الغربي للولايات المتحدة إلى شيكاغو (غرب أوسط)، حيث أدت زيادة حاويات الشحن إلى انسداد ساحات السكك الحديد.

وتتفاقم مشكلات التوريد، الممتدة من مدن المصانع الآسيوية إلى الغرب الأوسط للولايات المتحدة، في وقت يحاول التعافي الاقتصادي التغلب على متحور "دلتا" شديد العدوى.

وقالت الصحيفة إن توابع القيود التي فُرضت في وقت سابق على أحد الموانئ الصينية الرئيسية بسبب زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا، من المتوقع أن تزيد الحاويات المتراكمة في منشآت الساحل الغربي للولايات المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر.

وأوضحت الصحيفة أن التأخير المزمن للشحن يزيد التضخم مع استعداد المستهلكين لتخزين السلع للعام الدراسي المقبل، مشيرة إلى إمكان حدوث نقص في الملابس والأحذية في غضون أسابيع، ونقص في الألعاب الشهيرة خلال موسم العطلات. 

استمرار الأزمة حتى العام المقبل

ورغم التوقعات بتسجيل الولايات المتحدة لأسرع نمو اقتصادي منذ عام 1984، يُتوقع الآن أن تبقى خطوط الإمداد معطلة خلال النصف الأول من العام المُقبل أو لفترة أطول، وفقاً لمسؤولين تنفيذيين لشركات عدة. 

ونقلت الصحيفة عن مارك بيتزر، المدير التنفيذي لشركة "ويرلبول"، قوله لمحللين، الخميس الماضي، "أياً كان الوضع الجديد، سيحدث ذلك بعد وقت أطول مما يفترض الناس. يأمل الجميع بأن يكون الوضع الطبيعي الجديد في الربع المقبل، ولكن ذلك لن يحدث".

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة قد يؤدي إلى حدوث مشكلات كبيرة في الدول النامية. وأضافت أن جائحة فيروس كورونا كشفت ضعف سلاسل التوريد في قارات عدة، إذ ما أن حلّت إعادة فتح ميناء يانتيان بجنوب الصين إحدى المشكلات، حتى أدى إغلاق المصانع في بنغلاديش حتى 5 أغسطس المقبل إلى خلق مشكلة أخرى.

تضرر شركات عالمية

وقالت "واشنطن بوست" إن شركات مثل "ليفي شتراوس"، و"هارلي ديفيدسون"، و"يونيليفر" كانت ضمن شركات أخرى تعيد تشغيل خطوط توريدها وترفع أسعار منتجاتها لتعويض تكاليف الإنتاج.

ورفضت إدارة بايدن دعوات الدوائر الصناعية إلى دعم الشركات مالياً عن طريق إلغاء التعريفات الجمركية على الواردات الصينية، أو استخدام الحرس الوطني لإزالة البضائع المتراكمة.

وقال ريك وولدنبرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ليرننغ ريسورسز" المصنعة للألعاب التعليمية، للصحيفة: "ثمة أشياء يمكن القيام بها إذا أخذوا الأمر جدياً على أنه أزمة".

وأوضحت الصحيفة أن انقطاع التصنيع الصيني في بداية فترة الجائحة أسقط أول قطعة دومينو في أزمة سلاسل التوريد العالمية الحالية. 

وأضافت الصحيفة أن ناقلات الشحن الضخمة التي تصل قبالة ساحل جنوب كاليفورنيا (الساحل الغربي)، بعضها يحمل أكثر من 15 ألف حاوية شحن معدنية، كثيراً ما يتعين عليها الانتظار لأيام قبل إنزال حمولتها. وبمجرد إنزالها، تبقى الحاويات في التخزين المؤقت بانتظار وجود مساحة على شاحنة أو قطار لنقلها إلى الخارج، ما يؤدي إلى زيادة التكاليف.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن وقّع، في وقت سابق من الشهر الجاري، أمراً تنفيذياً لتعزيز المنافسة وخفض الأسعار في أسواق الشحن والنقل بالسكك الحديد، ولكن آثار ذلك لن تكون ملموسة إلا على المدى الطويل.