فرنسا تحذر إيران: الاتفاق النووي "لن يبقى على الطاولة إلى الأبد"

time reading iconدقائق القراءة - 3
قصر الإليزيه في باريس. - REUTERS
قصر الإليزيه في باريس. - REUTERS
باريس - أ ف ب

اعتبرت فرنسا، الأربعاء، أنّه سيكون "خطأ جسيماً وخطيراً" أن يظنّ البعض أنّ الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني سيظلّ "إلى الأبد على الطاولة"، في تحذير يأتي بينما تراوح المفاوضات بشأن هذا الملف بين الدول الكبرى وإيران، مكانها.

جاء الموقف الفرنسي بعيد تحذير الموفد الأميركي المكلّف بملف المفاوضات النووية مع إيران روبرت مالي من أنّ فرص فشل محادثات إعادة إحياء الاتفاق تتجاوز إمكانية نجاحها، متعهّداً بعدم التراجع عن الضغط على طهران في حال تمسّكت بمطالبها.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، في مؤتمر صحافي افتراضي، إنّ "فرنسا، على غرار شركائها، لن تقبل أن تمتلك إيران قدرة نووية عسكرية. ندعو الأطراف إلى انتهاج مقاربة مسؤولة واتّخاذ القرارات اللازمة بشكل عاجل لإبرام هذا الاتفاق".

وأضافت: "سيكون خطأ جسيماً وخطيراً اعتبار أنّ (الاتفاق) يمكن أن يبقى على الطاولة إلى الأبد، في وقت يستمر فيه تقدّم البرنامج (النووي الإيراني) بنفس الوتيرة السريعة، الأمر الذي يهدد بتجريد الاتفاق من ميزاته في منع الانتشار النووي".

و"خطة العمل الشاملة المشتركة"، أي الاتفاق الذي أبرمته إيران مع الدول الكبرى في 2015 والذي فرض قيوداً صارمة على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية عنها، باتت في حكم الملغاة منذ انسحبت الولايات المتحدة منها أحادياً في 2018 في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ما دفع طهران للتراجع تدريجياً عن التزاماتها النووية.

"الحرس".. معضلة الاتفاق

وأعطى انتخاب الرئيس جو بايدن الأمل بإحياء الاتفاقية، لكنّ المفاوضات بين الدول الكبرى وإيران توقفت قبل شهرين على الرغم من أن مسودة النص بدت جاهزة للتوقيع.

ومن أسباب التعطيل مطالبة طهران بإزالة "الحرس الثوري" من القائمة الأميركية السوداء لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية"، لكن واشنطن تقول إن هذه العقوبة التي قررها ترمب بعد الانسحاب من الاتفاق، لا علاقة لها بالملف النووي ولا يمكن مناقشتها في إطار المفاوضات.

واعتبر مالي، خلال جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، لبحث ملف محادثات فيينا، أن بلاده "مستعدة للرد على أي تصعيد إيراني تجاه إسرائيل وحلفاء واشنطن الآخرين" في منطقة الشرق الأوسط.

وفي إبريل، أعرب رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي عن معارضته لشطب "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني من قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية"، وهو أحد شروط طهران للعودة للاتفاق النووي.

وقال الجنرال مارك ميلي أمام الكونجرس: "برأيي الشخصي، أعتقد أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، ولا أؤيد شطبه من قائمة المنظمات الإرهابية".

وحرص الجنرال ميلي الذي لا يشارك في المفاوضات النووية، على التوضيح أن هذا رأيه الشخصي فقط، وأنه يعبر عنه علناً لأنه كعسكري عليه أن يلتزم الإجابة عن الأسئلة التي يوجهها له المشرّعون الأميركيون، مضيفاً أن "الأمر مختلف بالنسبة للسياسيين".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات