غرق الطراد "موسكفا" يثير غضباً داخل روسيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
طراد الصواريخ الروسي "موسكفا" قبل غرقه - REUTERS
طراد الصواريخ الروسي "موسكفا" قبل غرقه - REUTERS
دبي- الشرق

بعد أيام على غرق طراد الصواريخ "موسكفا"، يبدو أن تسجيلاً مصوّراً نشرته وزارة الدفاع الروسية يُظهر عشرات من أفراد طاقمها بزيهم الرسمي، وهم يقفون في تشكيل، لم يُجب عن أسئلة عالقة بشأن مصير السفينة وأفرادها الذين يتجاوز عددهم 500 فرد.

وبلغ الأمر حداً، دفع فلاديمير سولوفيف، وهو مقدّم برامج حوارية في أوقات الذروة على التلفزيون الروسي، وتعكس تعليقاته سياسات الكرملين غالباً، إلى الإعراب عن "غضبه" من غرق السفينة في البحر الأسود الأربعاء الماضي، كما طرح أسئلة في هذا الصدد، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وتساءل سولوفيف كيف افتقر الطراد إلى نظام لإطفاء الحرائق، إذا اشتعلت النار فيه قبل أن يغرق، كما يزعم الروس. وإذا غرقت السفينة بعد إصابتها بصاروخين أوكرانيين من طراز "نبتون"، كما زعم مسؤولون أوكرانيون وآخرون في وزارة الدفاع الأميركية، فلماذا افتقر الطراد إلى نظام مضاد للصواريخ؟ وقال المذيع السبت: "اشرحوا لي فقط كيف فقدتم" السفينة.

واعتبرت "نيويورك تايمز" أن تساؤلات سولوفيف ليست عادية، لأسباب ليس أقلّها أنه طرح فكرة تمكّن أوكرانيا من إغراق "موسكفا"، في واحدة من أفدح الخسائر البحرية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

"النازية الجديدة الأوكرانية الأميركية"

يأتي ذلك فيما بدأ مزيد من الخبراء والمذيعون التلفزيونيون في روسيا، يصفون القتال في أوكرانيا بأنه "حرب"، مع إشارتهم إلى اتحاد حلف شمال الأطلسي (ناتو) بأكمله، بما في ذلك الولايات المتحدة، ضد روسيا. لكنهم لا يصفون الغزو الروسي بأنه جزء من حرب، ولا يذكرون أن الكرملين بدأ النزاع.

بشكل عام، تواصل وسائل الإعلام الرسمية الروسية الإشارة إلى الغزو على أنه "عملية عسكرية خاصة"، ولكن مع توسيع تعريف العدوّ، إذ وصفت صحيفة حكومية الأسبوع الماضي العدوّ بأنه "النازية الجديدة الأوكرانية الأميركية".

وحمّل معلّقون كثيرون كييف مسؤولية غرق الطراد، إذ قال فلاديمير بورتكو، وهو مخرج سينمائي وعضو سابق في مجلس الدوما (البرلمان) الروسي، إن الهجوم على السفينة يجب أن يُعتبر هجوماً على روسيا. وأضاف: "العملية العسكرية الخاصة انتهت الليلة الماضية، عندما هوجم وطننا الأمّ. الهجوم على أراضينا هو سبب للحرب، وسبب مطلق لحرب حقيقية". وأشار إلى أن ردوداً محتملة، تشمل قصف العاصمة الأوكرانية كييف، وشبكات النقل التي مكّنت مسؤولين أجانب من زيارتها، أو "قصفهم مرة واحدة وينتهي الأمر".

وأثارت تعليقات بورتكو بشأن الحرب، توبيخاً من أولغا سكاباييفا، مقدّمة برنامج "60 دقيقة" الشهير، التي اعتبرت أنه يتحدث في سياق عدوان "الناتو" على روسيا.

إعلان تعبئة عامة

ويعتقد محللون أن الحديث عن هجوم الحلف على موسكو، يستهدف إعداد الأساس لتعبئة عامة محتملة للذكور، علماً أن إعلان الأحكام العرفية هو خطوة مسبقة ضرورية، ويتطلّب ذلك خوض حرب أو التعرّض لتهديد، بحسب الصحيفة الأميركية.

لكن البرامج الإخبارية الروسية لا تصف أحداث أوكرانيا بأنها حرب. وقال فاسيلي جاتو، وهو محلّل لوسائل الإعلام الروسية، مقيم في الولايات المتحدة: "لا خلافات في الرأي. لن يجازفوا بتفسير التقارير الواردة من وزارة الدفاع" الروسية.

وعندما يتعلّق الأمر بالطراد "موسكفا"، التزمت تقارير وسائل الإعلام الروسية بمنشورات الوزارة، التي ردّدت صداها وكالة "تاس" الرسمية الروسية للأنباء. وتفيد هذه الرواية بأن حريقاً على السفينة أشعل مخزن ذخيرة، ما ألحق أضراراً بالغة بـ"موسكفا".

تسجيل مصوّر لطاقم الطراد

وأشارت الوزارة إلى إجلاء طاقم الطراد، ويضمّ 510 رجال على الأقلّ، قبل غرقه نتيجة أمواج هائجة لدى سحبه إلى سيفاستوبول، مقرّ الأسطول في شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها موسكو من أوكرانيا في عام 2014. لكن كييف أعلنت أنها قصفت السفينة بصاروخين، مشيرة إلى أنها غرقت بسرعة.

وبثّت الوزارة السبت تسجيلاً مصوّراً على قناتها الرسمية في تطبيق "تليجرام"، وكذلك على قناة شبكتها التلفزيونية Zvezda، ويظهر فيه الأدميرال نيكولاي يفمينوف، قائد البحرية الروسية، وضباط آخرون، مجتمعين مع أفراد من طاقم الطراد في سيفاستوبول.

وأظهر التسجيل، ومدته 26 ثانية، يفمينوف وهو يخاطب عشرات البحارة، ولكن لم يكن هناك تفسير لمصير الآخرين. وقال: "سيتم الحفاظ بعناية على تقاليد طراد الصواريخ موسكفا، وستستمر بالطريقة التي تم قبولها دوماً في البحرية". وذكر أن الطاقم سيواصل الخدمة في مكان آخر.

وأشارت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى وفاة بعض أفراد الطاقم، لكن الحصيلة ليست واضحة، بحسب "نيويورك تايمز".

وتواصلت "إذاعة أوروبا الحرة"، المموّلة من الولايات المتحدة والتي تتخذ براغ مقراً، مع أرملة ضابط في السفينة، أكدت وفاته، مشيرة إلى أن 27 من أفراد طاقمها ما زالوا مفقودين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات