أفادت دراسة جديدة بأن بعض النساء اللاتي يعانين انقطاع الطمث المبكر، قبل سن الأربعين، يتعرضن لخطر متزايد للإصابة بأمراض السرطان، وفي مقدمتها الثدي والمبيض.
وتقول المؤلفة الرئيسية للدراسة كورين فيلت، وهي أيضاً رئيسة قسم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي والسكري في جامعة "يوتا هيلث" بولاية يوتا الأميركية، إن هناك أيضاً خطراً أعلى للإصابة بسرطان الثدي والبروستاتا والقولون لدى أقارب هؤلاء النساء.
ونُشرت الدراسة خلال فعاليات الاجتماع السنوي لجمعية الغدد الصماء في مدينة بوسطن الأميركية.
وبدأت "فيلت" الدراسة بفرضية مفادها بأن بعض النساء المصابات بقصور المبيض الأولي وأفراد أسرهن قد يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالسرطان الإنجابي أو المرتبط بالهرمونات.
وقصور المبيض الأولي، المعروف أيضاً بـ"فشل المبيض المبكر"، هو حالة يتوقف فيها المبيض لدى المرأة عن العمل بشكل طبيعي قبل سن الأربعين.
وتؤدي هذه الحالة إلى انخفاض في إنتاج الهرمونات، مثل هرمون الإستروجين والبروجستيرون، والتي تعتبر ضرورية لتنظيم الدورة الشهرية ودعم الخصوبة.
عوامل وراثية لخطر الإصابة بالسرطان
وتشير الدراسة إلى أن هذا الخطر المتزايد قد يكون مرتبطاً بالعوامل الوراثية أو الهرمونية الأساسية، وبالإضافة إلى ذلك، فإن أقارب النساء المصابات بقصور المبيض الأولي يظهرون أيضاً ارتفاعاً في حالات الإصابة بسرطان الثدي والبروستاتا والقولون، ما يشير إلى وجود عنصر وراثي محتمل، ولا يعرف العلماء حتى الآن الآليات الدقيقة التي تسبب هذا المرض.
لكن وبحسب فيلت، فإن هناك رابطاً بين قصور المبيض الأولي والطفرات أو المتلازمات الجينية (على سبيل المثال متلازمة تيرنر) التي قد تهيئ الأفراد أيضاً للإصابة بسرطانات مختلفة، ويمكن أن تؤثر هذه التشوهات الجينية على نمو الخلايا وتنظيمها، ما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
كما أن انخفاض إنتاج هرمون الإستروجين والبروجستيرون يمكن أن يتسبب في تعطيل نمو الخلايا الطبيعية وتمايزها، ما قد يؤدي إلى الإصابة بالأورام الخبيثة.
وفي حين أن انخفاض مستويات هرمون الإستروجين ترتبط عادة بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي، فإن التقلبات أو الاختلالات في مستويات الهرمون قد يكون لها آثار معقدة على تطور السرطان.
انتشار السرطان بين أقارب النساء المصابات
ويشير ارتفاع معدل الإصابة بسرطان الثدي والبروستاتا والقولون بين أقارب النساء المصابات بالنقاط المهمة إلى وجود قابلية وراثية مشتركة محتملة، وقد تؤثر هذه العوامل الوراثية المشتركة على كل من وظيفة المبيض ومسارات خطر الإصابة بالسرطان.
وفي الدراسة، حدد الباحثون 613 امرأة تعاني قصور المبيض الأولي، و165 امرأة من انقطاع الطمث المبكر، من نظامين للرعاية الصحية في ولاية يوتا يخدمان 85% من السكان، وراجع الباحثون السجلات الطبية المؤرخة في الفترة بين 1995 و2021.
كما استخدموا معلومات الأنساب في قاعدة بيانات السكان في يوتا للعثور على الأقارب، وركزوا على تشخيص السرطان بين النساء وأفراد أسرهن باستخدام سجل السرطان في يوتا.
وعلى وجه التحديد، نظر الباحثون إلى أولئك الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الثدي والمبيض وبطانة الرحم والقولون والخصية والبروستاتا.
واكتشفوا أن النساء اللاتي يعانين انقطاع الطمث المبكر لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي بمعدل مرتين، وزاد هذا الخطر بنحو 4 مرات لسرطان المبيض.
كما زاد خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 1.3 مرة، وسرطان القولون بنسبة 1.5 مرة لدى الأقارب من الدرجة الثانية، أي العمَّات والأعمام والأجداد وبنات الأخ أو أبناء الأخ.
وارتفع معدل الإصابة بسرطان البروستاتا بمقدار 1.3 إلى 1.6 مرة لدى أقارب الدرجة الأولى والثانية والثالثة، أي الأجداد وأبناء العمومة من الدرجة الأولى.
وتقول فيلت إنه يجب على النساء اللاتي يعانين العقم بسبب انخفاض عدد البويضات، أو يعانين انقطاع الطمث المبكر، التأكد من إجراء فحص منتظم لسرطان الثدي، خاصة إذا كان لديهن أفراد في الأسرة أصيبوا بالسرطان.
وبحسب الدراسة، يجب على الأطباء الذين يمارسون الطب العام وأمراض النساء وعلاج الخصوبة أن يدركوا أن انقطاع الطمث المبكر يزيد من خطر الإصابة بعدد من الأمراض، كما ينبغي لهم أن يدركوا أن سرطان الثدي قد يكون أحد هذه الأمراض التي يجب مراقبتها.