
انتهز وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، وهو مرشح محتمل للرئاسة في انتخابات 2024، زيارة لتايبيه ليحضّ الولايات المتحدة على الاعتراف بتايوان كدولة، فيما اعتبرته الصين "سياسياً سابقاً مفلساً"، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".
بومبيو الذي يزور تايبيه بصفة غير رسمية، تلبية لدعوة من مؤسسة فكرية، شدد على "ضرورة تغيير 50 سنة من الغموض".
وأضاف: "فيما على الولايات المتحدة أن تواصل التعامل مع الصين بوصفها حكومة ذات سيادة، لم يعُد ممكناً تجاهل وتجنّب الاعتراف الدبلوماسي الأميركي بـ23 مليون مواطن تايواني محبّ للحرية، والحكومة القانونية المُنتخبة ديمقراطياً" في الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها وتلوّح باستعادتها، ولو بالقوة إذا لزم الأمر.
واعتبرت "بلومبرغ" أن التغيير الذي يروّج له بومبيو سيبدّل سياسة "غموض استراتيجي" انتهجتها الولايات المتحدة بشأن تايوان منذ أكثر من 4 عقود، وتستهدف تقليل أخطار نشوب نزاع مباشر مع الصين.
وأشارت إلى أن دعوة بومبيو تأتي في وقت حساس، إذ إن وضع تايوان أدى إلى مقارنات مع الغزو الروسي لأوكرانيا. لكن الرئيسة التايوانية، تساي إينج وين، بدّدت مخاوف من أن تؤدي الحرب في أوروبا إلى اندلاع أزمة مماثلة في آسيا، معتبرة أن الوضعين "مختلفان بشكل أساسي".
"سياسي سابق مفلس"
منذ أقامت الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع الصين في عام 1979، حافظت على علاقات غير رسمية "بين شعبين" مع تايوان، متجنّبة في الوقت ذاته اتخاذ موقف بشأن سيادة الجزيرة، علماً أن أيّ تحوّل في الموقف الأميركي قد يثير رداً غاضباً من بكين.
وفي وقت سابق من هذا العام، حذر السفير الصيني في واشنطن، تشين جانج، من أن بلاده والولايات المتحدة قد يخوضان نزاعاً عسكرياً إذا تحرّكت تايوان نحو إضفاء طابع رسمي على استقلالها.
ووصف الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج وينبين، بومبيو بأنه "سياسي سابق أفلست صدقيته منذ فترة طويلة"، مضيفاً: "هراء هذا الشخص لن ينجح".
وذكرت "بلومبرغ" أن زيارة بومبيو التي تداخلت مع رحلة إلى تايبيه أجراها الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة، الجنرال مايك مولن، سعت واشنطن إلى أن تكون إشارة دعم في ظلّ الغزو الروسي لأوكرانيا، التي تتشارك مع تايوان في مخاوف أمنية مماثلة. والتقى بومبيو ومولن الرئيسة تساي إينج وين، التي أغضبت الصين برفضها مزاعمها بشأن سيادتها على الجزيرة.
ودفع ذلك بكين إلى تكثيف ضغوطها على تايبيه، عسكرياً ودبلوماسياً واقتصادياً، ولا سيّما من خلال تنفيذ مقاتلات صينية نحو 960 توغلاً في منطقة الدفاع الجوي التايوانية في عام 2021، أي أكثر من الضعف عن العام السابق.
تظاهرة مؤيّدة لبكين
وتجمّع عدد ضئيل من متظاهرين ينتمون إلى أحزاب مؤيّدة للوحدة مع الصين، في فندق وسط تايبيه أدلى فيه بومبيو بتصريحاته. وعلّق الوزير السابق على الأمر، قائلاً إن الحق في التظاهر هو أحد الأشياء التي شكّلت خصوصية ديمقراطية تايوان. وتابع ممازحاً: "جعلوني أشعر وكأنني في المنزل".
ووصفت "بلومبرغ" بومبيو بأنه من أشدّ المنتقدين للحزب الشيوعي الحاكم في الصين، وكان وزيراً للخارجية خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، بين عامي 2018 و2021، علماً أنه مدير سابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه).
وكان بومبيو اعتبر أن سلوك الصين إزاء مسلمي أقلية الإيجور في إقليم شينجيانج بأقصى غرب البلاد، يشكّل "إبادة جماعية"، والتقى أشخاصاً قالوا إنهم كانوا في معسكرات عمل هناك. لكن بكين تصف هذه المزاعم بأنها "كذبة القرن"، وعقدت مؤتمرات صحافية متكررة تستهدف تشويه سمعة الذين التقوا وزير الخارجية آنذاك.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن بومبيو هو ضمن مسؤولين سابقين في إدارة ترمب، يُعتبرون مرشحين محتملين للرئاسة في عام 2024. وأسّس في العام الماضي مجموعة سياسية لدعم مرشحين محافظين لمناصب رسمية، وسيلقي خطاباً هذا الشهر خلال حفل لجمع تبرعات ينظمه الحزب الجمهوري في ولاية أيوا، التي تؤدي دوراً أساسياً في عملية الترشيح، بواسطة مؤتمراتها الحزبية المبكرة.
اقرأ أيضاً: