إيران تلوّح بقدرتها على إنتاج قنبلة نووية وتلمح لعودة قريبة إلى "فيينا"

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس إبراهيم رئيسي برفقة رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي يحضرون احتفال "يوم التكنولوجيا النووية" في العاصمة طهران. 9 أبريل 2022 - AFP
الرئيس إبراهيم رئيسي برفقة رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي يحضرون احتفال "يوم التكنولوجيا النووية" في العاصمة طهران. 9 أبريل 2022 - AFP
دبي -الشرقوكالات

قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، الاثنين، إن لدى بلاده القدرة التقنية لإنتاج قنبلة ذرية "لكنها لا تنوي ذلك"، فيما ذكر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أنه "سيتم تحديد موعد لاستئناف مفاوضات الاتفاق النووي (محادثات فيينا) في الأيام المقبلة".

وقال كنعاني، حسبما ذكرت صحيفة "طهران تايمز"، إن بلاده تسعى إلى اتفاق "شامل ودائم وقوي"، مشيراً إلى أن  التطورات الأخيرة تشمل "تبادلاً جاداً للرسائل".

وأضاف: "نرحب بأي مبادرة أو أي وساطة في هذا الشأن. طهران أبدت المرونة اللازمة.. بعد مراجعتنا للنص المقترح من قبل الاتحاد الأوروبي، خلصنا إلى تحديد توقيت الجولة الجديدة من المفاوضات.. ما زلنا متفائلين ونأمل أن يشارك الطرف الآخر بجدية".

ونقلت "وكالة أنباء الطلبة" الإيرانية عن عضو الهیئة الإدارية في لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجية بالبرلمان یعقوب رضا زاده قوله إن "الجولة الجدیدة من المفاوضات قد تُعقد في فیینا".

وتابع: "اقترحنا أن تجري المفاوضات في إيران، لكن في نهایة المطاف سیتم تحدید المكان النهائي للمفاوضات بعد اتفاق الجانبین".

وأوضح أن أعضاء اللجنة عقدوا خلال الأیام الماضية اجتماعات مع رئیس الفریق النووي المفاوض، قائلاً إنه "نظراً لجهود الأطراف الأوروبیة لإثمار المفاوضات النووية، قد نشهد خلال الأیام المقبلة الجولة الجدیدة من المفاوضات".
          
وشدد على أن "هذه الجولة من المفاوضات ستعقد في ظل وجود الإرادة الجادة لدینا والجانب الآخر".

قدرات تقنية

وكان كمال خرازي، كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، قال في منتصف يوليو الماضي، إن بلاده تملك القدرات التقنية اللازمة لتصنيع قنبلة ذرية، مشدداً على "عدم وجود قرار بذلك".

وتعمل إيران على تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء انشطاري 60%، وهو أعلى بكثير من الحد الأقصى البالغ 3.67% المحدد بموجب اتفاق طهران النووي لعام 2015، في حين أن إنتاج قنبلة نووية يحتاج تخصيباً بدرجة نقاء تصل إلى 90%.

وبدأت إيران خلال يونيو الماضي، بإزالة معدّات المراقبة وكاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي وضعت بموجب الاتفاق النووي، وهو ما اعتبر المدير العام للوكالة رافاييل جروسي أنه "قد يشكّل ضربة قاتلة" لفرص إحياء الاتفاق الذي انسحبت واشنطن منه في عام 2018.

وقال نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بيجمان شيرمردي، السبت، إن "نحو 90% من معدات مجال التكنولوجيا النووية تم إنتاجها محلياً، معتبراً أن "الإنجازات النووية" هي "الورقة الرابحة" لوزارة الخارجية الإيرانية في مفاوضات خطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي)، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".

وكانت محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي بدأت في أبريل 2021 في العاصمة النمساوية، وبعد 11 شهراً من المحادثات أعلن مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في 11 مارس 2022 عن توقف المفاوضات وعودة المفاوضين إلى عواصمهم للتشاور.

واستضافت قطر في يونيو الماضي محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، بهدف إعادة مفاوضات فيينا إلى مسارها الصحيح، ولكن تلك المحادثات انهارت بعد يومين.

"فرصة أخرى"

وأعلن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني، الأحد، أنّ بلاده قررت إعطاء "فرصة أخرى" للولايات المتحدة "لإظهار حسن النية"، من أجل العودة إلى الاتفاق النووي.

وقال كني في تغريدات على تويتر: "تبادلنا أفكارنا المقترحة سواء من حيث الجوهر أو الشكل، لتمهيد السبيل للتوصل إلى نهاية سريعة لمحادثات فيينا، التي كانت تهدف إلى إصلاح الوضع المعقد الضار الناجم عن الانسحاب الأميركي الأحادي وغير القانوني".

وأضاف: "نعمل بشكل وثيق مع شركائنا في خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي)، ولا سيما المنسق (الأوروبي إنريكي مورا)، لإعطاء فرصة أخرى للولايات المتحدة لإظهار حسن النية والتصرف بمسؤولية".

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهیان، أبلغ منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مكالمة هاتفية، الأربعاء، بترحيب طهران بمواصلة الجهود الدبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي، وذلك بعدما طرح بوريل مسودة جديدة لإنقاذ الاتفاق.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية، عن عبد اللهيان قوله لبوريل إن "إيران ترحب بمواصلة الدبلوماسية والمفاوضات". وأضاف: "تقول الولايات المتحدة دائماً إنها تريد اتفاقاً، لذا يجب رؤية هذا النهج في الاتفاق وفي الممارسة العملية".

واشنطن تشكك

في المقابل، قالت الخارجية الأميركية، الخميس، إن "الولايات المتحدة لم تر أي مؤشر من إيران على استعدادها للعودة للالتزام بالاتفاق النووي"، ولذا فإنها تواصل "الاستعداد لكل السيناريوهات بما فيها عدم العودة للاتفاق"، لكنها تراجع المسودة التي قدمها الاتحاد الأوروبي".

وأكد برايس أن الولايات المتحدة على "اتصال وثيق" مع مجموعة 5+1، وتراجع مسودة التفاهم التي أعدها الاتحاد الأوروبي لمحاولة إحياء الاتفاق النووي، مشدداً على أن بلاده تخطط للقيام بتلك المراجعة "بسرعة".

مسودة لإحياء الاتفاق

وأعلن جوزيب بوريل الأسبوع الماضي، اقتراح مسودة نص جديدة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، قائلاً إنه "لم يعد هناك مجال لمزيد من التنازلات الكبيرة".

وكتب بوريل مقالاً في صحيفة "فاينانشال تايمز" جاء فيه: "لقد وضعت الآن على الطاولة نصاً يتناول بالتفصيل الدقيق رفع العقوبات بالإضافة إلى الخطوات النووية اللازمة لاستعادة العمل بخطة العمل الشاملة المشتركة"، في إشارة إلى اتفاق عام 2015.

ومضى قائلاً: "يمثل هذا النص (الذي اقترحه) أفضل اتفاق يمكن أن أراه، بصفتي مكلفاً بتيسير المفاوضات، وقابلاً للتنفيذ بقدر الإمكان. إنه ليس اتفاقاً مثالياً، ولكنه يعالج جميع العناصر الأساسية، ويتضمن تنازلات توصل إليها جميع الأطراف بشق الأنفس. ولا بد من اتخاذ قرارات الآن لاغتنام هذه الفرصة الفريدة لتحقيق النجاح، وتحرير الإمكانات الكبيرة لاتفاق يُنفذ بالكامل".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات