قمة الناتو: "إجراءات مختصرة" لضم أوكرانيا.. وأكبر خطة دفاعية منذ الحرب الباردة

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرج، الثلاثاء، اتفاق أعضاء الحلف خلال القمة المنعقدة في فيلنيوس على "دعوة" أوكرانيا للانضمام، "عند استيفاء الشروط المطلوبة" عبر "إجراءات مختصرة"، مشيراً إلى "اعتماد أكبر خطة دفاعية شاملة منذ نهاية الحرب الباردة".

وأضاف ستولتنبرج في مؤتمر صحافي بالعاصمة الليتوانية، أن "أوكرانيا ستصبح عضواً في حلف الناتو، وهناك اتفاق على تقليص خطة العمل التي تعداً شرطاً للانضمام لحلف الناتو، وهذا من شأنه أن يغير مسار أوكرانيا في الانضمام للحلف، من عملية ذات خطوتين إلى خطوة واحدة".

وأشار إلى أن الحلف "سيصدر دعوةً لأوكرانيا للانضمام للحلف عندما يتفق الحلفاء ويتم الاستفاء بالشروط المطلوبة"، لافتاً إلى أن "الحلفاء لم يحددوا جدولاً زمنياً لانضمام أوكرانيا".

وأكد أن "الحلفاء اعتمدوا أكبر خطة دفاعية شاملة منذ نهاية الحرب الباردة"، مضيفاً أن الهدف من ذلك هو "مواجهة روسيا وتهديداتها الأمنية"، موضحاً أن الناتو، سيكون لديه "300 ألف جندي على أهبة الاستعداد"، بما يشمل "قدرات جوية وبحرية"، كما سيزيد الحلف إنفاقه العسكري بنحو 8.3% خلال العام الجاري، "وهذا يعتبر أكبر زيادة منذ عقود".

حوار مع الصين

وبشأن الصين، لفت ستولتنبرج إلى أن "بكين ليست عدو لنا ويجب علينا الحوار معها لكنها باتت تتحدى بشكل متزايد النظام الدولي القائم على القواعد، كما أنها ترفض إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، وتدعم إيران، وترفع من مستوى قدراتها العسكرية بشكل كبير".

واجتمع زعماء حلف الناتو في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، الثلاثاء، في إطار مساعي  التغلب على انقسامات تهدد وحدة الحلف، إضافة لبحث عضوية أوكرانيا، ودعمها بالمعدات والأسلحة لمساعدتها في مواجهة الغزو الروسي.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال قمة الناتو، الثلاثاء، إن انضمام بلاده إلى الحلف سيجعلها "أكثر أماناً"، فيما ستجعل أوكرانيا من الحلف "أكثر قوة".

تقليص خطة عمل العضوية 

ولم يتفق قادة الناتو، على جدول زمني بشأن ضم أوكرانيا، لكن الرئيس الأميركي جو بايدن، شدد في حوار تلفزيوني، قبل مغادرته واشنطن إلى فيلنيوس، على أن ضم أوكرانيا "لن يتم قبل انتهاء الغزو الروسي" لأراضيها.

وألغى الحلف، حسبما ورد في بيان القمة، أحد إجراءات بالوفاء بـ"خطة عمل العضوية"، مما يزيل فعلياً عقبة كانت في طريق كييف للانضمام إليه.

وجاء في بيان وافق عليه القادة، "سنكون في وضع يسمح لنا بتوجيه دعوة لأوكرانيا للانضمام إلى الحلف عندما يوافق الأعضاء وتُستوفى الشروط".

وأيد أعضاء الحلف في الجناح الشرقي، موقف كييف، وقالوا إن وضع أوكرانيا تحت مظلة الأمن الجماعي للحلف هو الطريقة المثلى لـ"ردع" روسيا عن شن هجوم آخر، فيما أبدت دول مثل الولايات المتحدة وألمانيا موقفا أكثر حذراً، إذ عبرت عن مخاوف من أن يؤدي أي تحرك إلى انجرار الناتو إلى "صراع مباشر" مع روسيا وربما إلى "حرب عالمية".

ضمانات أمنية

ونقلت "رويترز" عن مصدر دبلوماسي أوروبي قوله إن مجموعة السبع، ستعلن تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا بعد قمة حلف شمال الأطلسي مباشرة.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الدنماركية، الثلاثاء، تشكيل تحالف من 11 دولة لبدء تدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة مقاتلات F 16 في أغسطس المقبل، فيما أشارت وزارة الدفاع الهولندية إلى "إنشاء مركز لتدريب الطيارين الأوكرانيين في رومانيا".

ومنذ أشهر تقود الدنمارك وهولندا العضوان في حلف الناتو، جهود تحالف دولي لتدريب الطيارين ودعم الكوادر وصيانة الطائرات وتزويد أوكرانيا بطائرات F 16 في نهاية المطاف.

أنشطة إيران

وأعرب بيان "قمة الناتو" عن بالغ قلقه من "الأنشطة الخبيثة" الإيرانية داخل أراضي الدول الأعضاء، داعياً طهران إلى وقف دعمها العسكري لروسيا والذي يتضمن توريد طائرات مسيرة.

ودعا الحلف في البيان الختامي، إيران، لـ"وقف دعمها العسكري لروسيا، ولا سيما نقلها للطائرات المسيرة المستخدمة لمهاجمة البنية التحتية الحيوية"، مشيراً إلى أن ذلك "تسبب في خسائر مدنية واسعة النطاق"، كما أعرب عن قلقه "البالغ إزاء أنشطة إيران الخبيثة داخل أراضي الحلفاء".

اقرأ أيضاً: