سلوفاكيا.. انتخابات برلمانية محتدمة تحدد مصير دعم أوكرانيا

نتائج استطلاعات الرأي النهائية أظهرت تقارباً بين الحزبين المتنافسين

time reading iconدقائق القراءة - 4
امرأة تدلي بصوتها في مركز اقتراع خلال الانتخابات البرلمانية المبكرة بمدينة براتيسلافا في سلوفاكيا. 30 سبتمبر 2023 - Reuters
امرأة تدلي بصوتها في مركز اقتراع خلال الانتخابات البرلمانية المبكرة بمدينة براتيسلافا في سلوفاكيا. 30 سبتمبر 2023 - Reuters
براتيسلافا-رويترز

بدأ الناخبون في سلوفاكيا، السبت، الإدلاء بأصواتهم في انتخابات برلمانية تشهد منافسة محتدمة بين الليبراليين المؤيدين للغرب ورئيس الوزراء السابق اليساري روبرت فيتسو، الذي تعهد بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا المجاورة.

وأظهرت نتائج استطلاعات الرأي النهائية أن الحزبين المتنافسين متقاربان، ومن المتوقع أن يحصل الفائز على أول فرصة لمحاولة تشكيل حكومة لتحل محل حكومة تصريف الأعمال التي تدير البلاد البالغ عدد سكانها 5.5 مليون نسمة منذ مايو.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في السابعة صباحاً وينتهي التصويت في الساعة 10 مساءً بالتوقيت المحلي، إذ ستظهر المؤشرات الأولية بعد إغلاق صناديق الاقتراع على أن تتاح النتائج في غضون عدة ساعات.

وقال خبير علم الاجتماع ميخال فازيتشكا إن "فيتسو استفاد من كل ذلك القلق الناتج عن جائحة كورونا وحرب أوكرانيا ومن الغضب المنتشر في سلوفاكيا في السنوات الثلاث الماضية".

توقعات وتعهدات 

ومن غير المتوقع أن يفوز حزب فيتسو "اتجاه-الديمقراطية الاجتماعية السلوفاكي" ولا حزب "سلوفاكيا التقدمية" بقيادة نائب رئيس البرلمان الأوروبي ميخال شيمتشكا بالأغلبية، ما يعني أن الحكومة المستقبلية من المرجح أن تعتمد على نتائج أكثر من 6 أحزاب صغيرة تتنوع بين التيارات الليبرالية إلى اليمينية المتطرفة.

أما حكومة بقيادة حزب "سلوفاكيا التقدمية" فستجعل البلاد تواصل نهجها الحالي في السياسة الخارجية مع الحفاظ على الدعم القوي لأوكرانيا ووضع الدولة في معسكر ليبرالي ومؤيد للاندماج في الاتحاد الأوروبي بشأن مسائل مثل تصويت الأغلبية لانتهاج سياسات مرنة وصديقة للبيئة.

ومن المتوقع أن يأتي حزب "هلاس" (صوت) المنتمي لتيار يسار الوسط بزعامة بيتر بليجريني، وهو عضو سابق في حزب "اتجاه-الديمقراطي الاجتماعية السلوفاكي" وتولى رئاسة الوزراء بين عاميْ 2018 و2020، في المركز الثالث وربما يكون صانع الملوك، إذ أبقى خياراته مفتوحة، لكنه قال الأسبوع الماضي إن حزبه "يميل إلى فيتسو".

وحكومة بقيادة فيتسو ستعني انضمام سلوفاكيا إلى المجر في تحدي توافق دول الاتحاد الأوروبي على دعم أوكرانيا، في وقت يتطلع فيه التكتل إلى الحفاظ على وحدته في معارضة الغزو الروسي لأوكرانيا.

كما أنها ستزيد عدد الدول الشيوعية السابقة في الشرق التي تديرها حكومات تعادي الليبرالية علناً، إلى جانب حزب "القانون والعدالة" القومي البولندي الذي يخوض أيضاً انتخابات في أكتوبر، لكن بولندا لا تزال مؤيدة لأوكرانيا.

واستغل فيتسو حالة السخط من ائتلاف يمين الوسط المتشاحن، الذي انهارت حكومته العام الماضي، ما عجل بهذه الانتخابات قبل نحو 6 أشهر من موعدها، كما تتوافق آراء فيتسو المؤيدة لروسيا مع المزاج العام في المجتمع السلوفاكي، الذي طالما كان يميل نسبياً إلى روسيا. 

وتعهد فيتسو بوقف الإمدادات العسكرية لأوكرانيا والسعي من أجل محادثات السلام، وهذا نهج قريب من سياسة الرئيس المجري فيكتور أوربان، لكن ترفضه أوكرانيا وحلفاؤها الذين يقولون إن هذا سيؤدي فقط إلى مساعدة روسيا.

كما انتقد العقوبات المفروضة على موسكو ودافع عن حق النقض للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لكن فيتسو كان أيضاً زعيماً ينتهج سياسة عملية في الماضي، لذا يرى دبلوماسيون ومحللون أجانب أنه يمكن أن "يروض" تحوله في السياسة الخارجية.

وتعاني سلوفاكيا من أكبر عجز في الموازنة بمنطقة اليورو بنحو 7 % من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، إذ رأى محللون ودبلوماسيون أن البلاد في حاجة ماسة إلى تمويل التحديث والتعافي من الاتحاد الأوروبي، وبالتالي، فإن أي حكومة ستفكر جيداً قبل الدخول في صراع مع بروكسل حول قضايا مثل سيادة القانون.

تصنيفات

قصص قد تهمك