الفلسطينيون في رحلة نزوح مستمر وسط توالي أوامر الإخلاء الإسرائيلية

time reading iconدقائق القراءة - 4
نازحون فلسطينيون من مخيم البريج يصلون إلى دير البلح في وسط غزة مع ما تبقى لهم من أمتعة. 22 ديسمبر 2023 - AFP
نازحون فلسطينيون من مخيم البريج يصلون إلى دير البلح في وسط غزة مع ما تبقى لهم من أمتعة. 22 ديسمبر 2023 - AFP
البريج (غزة)-أ ف ب

وجد آلاف الفلسطينيين أنفسهم مضطرين للنزوح مجدداً، خلال الحرب حاملين أمتعتهم البسيطة بعد إصدار الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء جديد من مناطق بوسط قطاع غزة، في تكرار لرحلة نزوح لا تنتهي منذ اندلاع الحرب التي أدت إلى مغادرة نحو مليوني فلسطيني لمنازلهم.

ونشر الجيش الإسرائيلي في اليوم السابع والسبعين من حربه على غزة، منشورات تأمر سكان مخيم البريج للاجئين، وأحياء عدة مجاورة بـ"المغادرة فوراً حفاظاً على سلامتهم باتجاه دير البلح".

وجاء في الأمر "من أجل سلامتكم عليكم الانتقال بشكل فوري إلى المأوى في دير البلح وسط القطاع". وقالت ولاء المديني وهي مصرية فلسطينية "الظروف صعبة للغاية، هذه ليست حياة، لا ماء لا أكل ولا أي شيء".

وتتنقل المديني بواسطة كرسي متحرك بعد إصابتها بساقها في حي الشجاعية في مدينة غزة، ما دفعها إلى النزوح مع عائلتها إلى البريج.

وتشرح ما وقع لها قائلة "كنا عايشين في الشجاعية، فجأة وقع قصف، استشهدت ابنتي في حضني، أخرجوني من تحت الركام أنا وابني بعد ثلاث ساعات"، مضيفة "أن منزلها دمر مع كل شيء محيط بنا".

وتتابع:"رسالتي للعالم أن ينظروا إلينا، يروا وضع الشعب الذي مات، ماذا ينظرون، أنا من الناس التي تعبت، لم أنم منذ أربعين يوماً بسبب ألم الإصابة".

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا"، إن 90% من سكان غزة نزحوا داخلياً منذ بدء الحرب، وحذَّر متحدث باسم الأونروا، هذا الأسبوع، من أن الوضع الإنساني في القطاع "يتجه إلى نقطة اللاعودة".

"لا يوجد مكان آمن"

وقتلت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة حتى الآن أكثر من 20 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 50 ألف جريح، وفق أحدث حصيلة صادرة عن السلطات في القطاع الذي تحكمه حماس.

وفي أحد شوارع مخيم البريج، خرج كثيرون مع حقائب وحقائب ظهر، ممتطين عربات تجرها حمير.

وتحذّر وكالات الأمم المتحدة منذ أسابيع من الوضع الكارثي للمدنيين في القطاع الفقير والمكتظ، حيث دمر القصف الإسرائيلي أحياء بأكملها وشرد 1,9 مليون غزّي، أي 85% من السكان بحسب الأمم المتحدة.

وفرّ سالم يوسف في البداية إلى مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ظناً منه أنه سيحظى بالأمان، لكن الجيش الإسرائيلي أطلق عملية كبرى في المجمع في نوفمبر، متهماً حماس بـ"تحويله إلى مركز قيادة".

واتجه يوسف إلى مخيم النصيرات وسط القطاع، ومكث فيه شهراً ونصف، لافتاً إلى أنه سيتوجه إلى رفح أقصى جنوب القطاع حيث أقام عشرات الآلاف من النازحين مخيمات مؤقتة، مبيناً أن رفح لم تسلم من القصف الإسرائيلي "يقولون لنا إنه (مكان) آمن، لكن لا يوجد مكان آمن".

وعبر يوسف عن أمله في ألا يستمر قتل الأطفال الصغار، وهدم البيوت "مضيفاً "أنا مواطن، ما الذي سيخرجني؟ لماذا يرحلوننا منها؟ كل ما تقوم به إسرائيل هو خطأ".

تصنيفات

قصص قد تهمك