"المجلة" تنشر وثائق إيرانية مسربة.. الدين والسياسة في سوريا (2)

time reading iconدقائق القراءة - 26
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يستقبل نظيره السوري بشار الأسد في طهران. 8 مايو 2022 - Reuters
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يستقبل نظيره السوري بشار الأسد في طهران. 8 مايو 2022 - Reuters
لندن -المجلة

كشفت وثائق إيرانية رسمية، سربتها "مجموعة قراصنة" معارضة، وتنشر "المجلة" في ثلاثة أجزاء ترجمة كاملة لنصوصها، مسودات اتفاقات بين دمشق وطهران بما فيها مسودة "مذكرة تفاهم للتعاون الاستراتيجي" بين البلدين، ممهورة بتوقيع الرئيسين إبراهيم رئيسي وبشار الأسد.

وكانت "الإدارة الثانية لشؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا" أعدت تقريرا من 27 صفحة تمهيداً لزيارة رئيسي إلى دمشق، والتي كانت مقررة يومي 27 و28 ديسمبر 2022. لكن الزيارة أرجئت وقتذاك بسبب رفض الأسد توقيع مسودات اتفاق تتضمن معاملة الإيرانيين في سوريا معاملة السوريين في مجالات محددة.

وبعد مفاوضات عديدة بشأن مسودة "مذكرة التفاهم"، زار رئيسي دمشق في مايو 2023، قبل توجه الأسد إلى جدة للمشاركة في القمة العربية غداة إعادة دمشق إلى الجامعة العربية بعد تجميد عضويتها لأكثر من عقد.

بعد نشر الجزء الأول، تنشر "المجلة" في الجزء الثاني المحاور السياسية المقترحة للزيارة، وتلك المتصلة بوزارتي النفط والثقافة، إضافة إلى محاور المفاوضات مع علماء الدين في سوريا، ومحاور المؤتمر الصحفي لرئيسي:

ب: المحاور السياسية المقترحة

الولايات المتحدة الأميركية

- تتمثل أولوية الولايات المتحدة في توفير الأمن للكيان الصهيوني وتأمين مصالحه واستهداف محور المقاومة وبسط هيمنتها على المنطقة حيث ما زالت واشنطن تنفذ سياسة زعزعة الأمن في المنطقة. إن سياسة استمرار الاحتلال في سوريا من قبل أميركا دليل واضح على عزم الولايات المتحدة على استمرار بسط سلطتها في المنطقة والحفاظ على الظروف السياسية الأمنية الحالية لصالح النموذج الأميركي.

- تمثل المقاومة الشعبية وتعزيز القوات المقاومة في المنطقة السبيل الوحيد للتخلص من تواجد المحتلين، وذلك بسبب هيكلية الأمم المتحدة والدور والحضور الأميركي الكبير فيها.

أوكرانيا

- لقد تبنت إيران موقفاً مبدئياً في الأزمة الأوكرانية، وهو معارضة الحرب وضرورة احترام مبادئ القانون الدولي منها السيادة الوطنية والاستقلال وسلامة أراضي الدول ولزوم حل الخلافات سلمياً. لقد تدخلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ الأيام الأولى للأزمة من أجل العمل على إنهاء الحرب، فأجرت مشاورات واسعة مع طرفي الحرب.

- بناء على اقتراح إيراني انعقدت مفاوضات ثنائية على مستوى الخبراء مع أوكرانيا لبحث المزاعم والاتهامات حول استخدام المسيرات الإيرانية في الحرب حيث أن الطرف الأوكراني لم ينجح في هذا الاجتماع في تقديم وثائق قابلة للاستناد عليها لإثبات مزاعمه.

العراق

- تتشارك إيران وسوريا مخاوف بشأن تواجد الجماعات الإرهابية في العراق. تقوم الجماعات الإرهابية في شمال العراق للأسف بدعم أميركي وصهيوني بتحركات تهدد الأمن القومي لدول الجوار حيث قامت طهران في إطار الدفاع المشروع عن النفس بإجراءات للحد من نشاط هذه الجماعات.

- لقد أجرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مشاورات مكثفة مع المسؤولين العراقيين لعودة سوريا إلى الجامعة العربية وتعزيز العلاقات السياسية بين دمشق وبغداد، وطالبنا مرات عدة المسؤولين العراقيين بجهود أكبر لتعزيز الدور الإقليمي لسوريا، وذلك في إطار الدعم للدور الإقليمي والدولي لسوريا.

اليمن

لقد رحبت ودعمت إيران تنفيذ وتمديد وقف إطلاق النار في اليمن عملياً وإعلامياً، ونستمر في المحاولات من أجل استئناف وقف إطلاق النار. ما زلنا نعتبر بأن الخلافات المطروحة قابلة للحل، ونسعى منع دخول الأزمة اليمنية إلى مرحلة جديدة وتصعيد القتال، ونستغل الفرصة السانحة من أجل السعي لوقف إطلاق النار المستدام ورفع الحصار الإنساني بشكل كامل واستئناف المفاوضات السياسية.

الإمارات

- الإشارة إلى أن الإمارات أصلحت بعض مواقفها خلال العامين الأخيرين حول قضايا المنطقة، منها الموقف الإماراتي من الاضطرابات في إيران، وعدم انسياقها وراء الدول الغربية والسعودية. وقامت وزارة الخارجية الإماراتية بهذا الصدد بتنديد الحادث الإرهابي في شاهجراج، وأن السفير الإماراتي اتخذ موقفاً ملائماً حول الاغتشاشات خلال لقائه مع مسؤولين إيرانيين. 

على المستوى الإعلامي، فإن وسائل الإعلام الإماراتية (خاصة في دبي والشارقة) اتخذت موقفاً أكثر اعتدالاً من السعودية حول الاغتشاشات، وإن تغطيتها الإعلامية حول التطورات الداخلية في إيران لم تكن استفزازية وواسعة خلافاً للسعودية.

- إن إحدى الأهداف الهامة للجمهورية الإسلامية في تعزيز العلاقات مع الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي هو زيادة الدعم السياسي والاقتصادي لصالح الجمهورية العربية السورية مما سيؤدي إلى تسريع عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وسيؤدي إلى جذب استثمارات الدول المطلة على الخليج الفارسي من أجل إعادة إعمار سوريا وتنميتها.

السعودية

لقد استضافت بغداد 5 جولات من المفاوضات بين إيران والسعودية حتى الآن ونحن على استعداد لمواصلة المفاوضات من أجل الوصول إلى نتائج ملموسة وبناءة، ونأمل بأن السعودية تدخل في الجولة الجديدة من المفاوضات بإرادة قوية وشفافة. سمعنا تصريحات إيجابية من وزير الخارجية السعودي خلال الأيام الماضية، ونعتبر السعودية بأنها دولة تتمتع بالأهمية والتأثير في المنطقة. نرى بأن الحوار والمفاوضات السبيل الأفضل لحل المشكلات، وذلك بالرغم من الانتقادات الكثيرة التي لدينا بشأن السعودية.

- إحدى أهم أهدافنا هو بناء جسر بين الدول العربية والجمهورية العربية السورية من أجل أن تقوم تلك الدول بتقديم الدعم السياسي والاقتصادي لسوريا، وذلك إلى جانب تطبيع العلاقات.

البحرين

- تريد الجمهورية الإسلامية أن تكون لديها علاقات جيدة مع كل دول الجوار الإسلامية، منها مملكة البحرين بناء على مصالح البلدين.

- بناء على تصريحات العاهل وولي العهد في البحرين خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها البابا فرنسيس إلى المنامة حول سياسات التسامح والحوار بين الأديان والمذاهب في البحرين نأمل بأن نشهد انفراجة في الظروف المعيشية وشؤون الشيعة في البحرين، ونشهد ثمرة هذه السياسة التي ستؤدي إلى نجاح الحكومة والشعب في البحرين في المستقبل القريب.

ج- الملاحظات

-آخر التطورات في الحرب في أوكرانيا:

- لقد توقفت الاشتباكات البرية في مناطق عدة في دونباس تقريباً، وذلك بالتزامن مع بدء فصل الشتاء، وأن الطرفين يجددان قواهما لاستئناف الهجمات الواسعة بعد موسم البرد.

- يسعى الجيش الروسي إلى تحميل أوكرانيا كلفة اقتصادية باهظة وإجبارها على المفاوضات، وذلك من خلال الهجمات الصاروخية الواسعة التي تستهدف البنى التحتية ومنشآت الطاقة في أوكرانيا. تشير التوقعات من الطرف الأوكراني بأن الهجمات الصاروخية والمسيرات الروسية أدت إلى تدمير نحو ٥٠ بالمائة من منشآت الطاقة في هذا البلد.

- كان استخدام روسيا للمسيرات الهجومية لاستهداف المنشآت في أوكرانيا توقف مؤقتاً، ولكنه استؤنف منذ أكتوبر، وأدى ذلك إلى خسائر كبيرة للقطاعات المختلفة حسب مزاعم الطرف الأوكراني. لقد تصاعدت مجددا الاتهامات ضد إيران، بسبب هذه الموجة الجديدة الروسية من الهجمات بالمسيرات في مناطق مختلفة في أوكرانيا.

- لقد زعم الطرف الأوكراني بأنه أسقط 400 مسيرة إيرانية من طراز شاهد حتى قبل بدء الموجة الجديدة من الهجمات الروسية بالمسيرات. لقد بدأت الحكومة الأوكرانية بخفض العلاقات الثنائية منذ سبتمبر بذريعة استخدام روسيا للمسيرات الإيرانية، وأبطلت أوراق اعتماد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أوكرانيا، وخفضت عدد الموظفين الدبلوماسيين للجمهورية الإسلامية في كييف، وتستمر بإلغاء أو تعليق بعض الاتفاقيات الثنائية منها اتفاقيات للتعاون في قطاعات الفضاء والمصارف والأبحاث.

- اقترحت الجمهورية الإسلامية بعقد مفاوضات ثنائية مع الحكومة الأوكرانية بهدف مناقشة المزاعم المطروحة، وذلك في إطار إدارة الحرب النفسية والاتهامات المطروحة من قبل وسائل إعلام غربية والحكومة الأوكرانية ضد إيران. انعقدت الجولة الأولى من المفاوضات في 14 نوفمبر بسلطنة عمان.

- تستمر التحركات الدبلوماسية لعدد من اللاعبين لإنهاء النزاع في أوكرانيا. تزعم المصادر الأميركية بأن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على كييف للعودة إلى طاولة المفاوضات مع روسيا وذلك بسبب كلفة الحرب الباهظة والقلق من توسيع رقعة الحرب.

من جهة أخرى، فإن هناك تقارير حول مفاوضات أمنية روسية وأميركية بشأن أوكرانيا. إضافة إلى ذلك فإن رؤساء جمهورية تركيا وفرنسا أجريا مفاوضات مع طرفي الصراع، غير أن إمكانية اتفاق وقف إطلاق النار بعيدة، بسبب مواقف الحكومة الأوكرانية.

كما أن دولاً عربية في المنطقة بدأت تتحرك ليكون لها دور في الأزمة الأوكرانية منها مشاركة السعودية والإمارات في عدد من مبادرات تبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا.

ملاحظات الانتخابات التركية القادمة:

- تأمل حكومة الأسد في فوز الأحزاب المعارضة لأردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية، وتتصور بأنها تنجح في إبرام اتفاق واسع معها، بسبب تقارب الهوية بينها وبين العلويين في تركيا. من جهة أخرى، فإن لأحزاب المعارضة لأردوغان في تركيا وخاصة حزب الشعب الجمهوري بزعامة السيد كمال كليجدار أوغلو تقارب كبير مع الاستراتيجيات الأميركية. كما أن آفاق الفوز الاحتمالي لأحزاب المعارضة لأردوغان ليست واضحة حتى اللحظة، وأن تكهن بماذا سيفعل أردوغان في اليوم التالي من فوزه الاحتمالي في الانتخابات صعب.

4- المحاور المقترحة لوزارة النفط ووزارة التراث الثقافي والحرف اليدوية والسياحة

وزارة النفط:

- تنشط الشركات الإيرانية الكفؤة التي يتم تقديمها إلى الطرف السوري من قبل وزارة النفط لبلادنا في صنايع الأم في سوريا من خلال ترك الشكليات في إطار عقود الامتياز والمشاركة في الإنتاج أو الاستحواذ على الخزانات بهدف زيادة قدرة إنتاج النفط والغاز في سوريا ومساعدة الحكومة السورية في سداد ديونها.
-إيجاد الهياكل القانونية والتأمينية اللازمة لتنفيذ الإجراءات المشار إليها من قبل الحكومة السورية.

- إيجاد تسهيلات في مسار تسجيل الشركات النفطية المقدمة من قبل وزارة النفط الإيرانية في سوريا.

- مصادقة الجانب السوري على القائمة الطويلة لموارد وزارة النفط (الشركات والسلع).

- تقديم إعفاءات جمركية وضريبية خاصة للشركات النفطية الإيرانية بهدف النشاط في سوريا.

وزارة التراث الثقافي والحرف اليدوية والسياحة

- الاستعداد للتوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون مع الجانب السوري في ترميم وإعادة تأهيل الآثار والمباني التاريخية والثقافية التي تضررت خلال الحرب.

- الاستعداد لإرسال أساتذة وخبراء في شؤون الترميم والأبحاث في قطاع الآثار القديمة وتسجيل التراث العالمي المادي وغير المادي.

- الاستعداد للتوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في قطاع السياحة مع الجانب السوري بهدف تبادل حجم متناسب من الزوار والسواح بين البلدين ورفع الموانع بهذا الشأن.

- الاستعداد لاستضافة معارض مشتركة في قطاع الحرف اليدوية والفنون التقليدية في البلدين.

٥-تقرير وضع الأمور الدينية والمذهبية والمحاور المقترحة للمفاوضات في اللقاء مع علماء الدين في سوريا

أ- وضع الأمور الدينية والمذهبية في سوريا

- يبلغ سكان الجمهورية العربية السورية نحو 22 مليون نسمة، وتتألف سوريا من أغلبية مسلمة والإسلام الدين الرسمي للبلاد. أيديولوجيا حزب البعث السوري (الحزب الحاكم) قائمة على الاشتراكية والاقتصاد السوري اشتراكي نوعاً ما، غير أن سوريا تعد بلدا إسلامياً، فتنص المادة الثالثة من الدستور (العام 2012) بأن الإسلام المصدر الأهم لوضع التشريعات في البلاد، وأن رئيس الجمهورية يجب أن يكون مسلماً، وأن يؤدي القسم على القرآن.

- إن السنة (97% يعتنقون مذاهب الشافعي والحنفي) يشكلون الأكثرية في سوريا غير أن أتباع بقية المذاهب الإسلامية على غرار العلويين الشيعة والإسماعيليين والدروز والمرشدية الصوفية و.. يشاركون في المشهد الديني والاجتماعي في سوريا. إضافة إلى ذلك فإن الطوائف المسيحية المختلفة تشكل نحو 10% من سكان سوريا حيث يتمركزون بشكل رئيس في شرق سوريا وحلب والمحافظات الساحلية ودمشق.

- كان لـ"مؤسسة الإفتاء العام" في سوريا ووزارة الأوقاف ووزيرها دور فاعل للغاية في توجيه الأمور الدينية في البلاد حتى نهاية 2021. أصدر السيد بشار الأسد أمرا رئاسيا في نهاية 2021 يقضي بإلغاء منصب مفتي الجمهورية، وأن يحل محله "المجلس العلمي الفقهي". يتكون "المجلس العلمي الفقهي" من 44 عضواً وهم ممثلون من علماء دين بارزين للمذاهب المختلفة في سوريا منها شيعة سوريا الذين يشكلون نحو 1% من سكان البلد.

- ويتولى وزير الأوقاف رئاسة المجلس. وقال وزير الأوقاف في أسباب إلغاء منصب مفتي الجمهورية في سوريا بأن "هذه الخطوة إصلاحية في إطار الشريعة الإسلامية التي تأمر بالشورى"، مضيفاً أن "العالم المعاصر بخاصة سوريا تلقى ضربات جسيمة من الفتاوى التي صدرت بناء على السلائق الشخصية لبعض الأفراد، وأن تلك الفتاوى لها جذور في التفكير الوهابي والإخوان المسلمين والتيارات التكفيرية".

- وبالتزامن مع إنشاء المجلس العلمي الفقهي قامت الحكومة السورية بإنشاء جامعة بلاد الشام للعلوم الشرعية بهدف زيادة سيطرتها على الأمور والتعاليم الدينية، حيث أن كلية الشريعة التابعة لمقام السيدة رقية (شيعي) ومجمع الشيخ كفتارو (حنفي) ومجمع الفتح الإسلامي (شافعي) تابعة لجامعة بلاد الشام للعلوم الشرعية.

- ويأتي إنشاء اتحاد علماء بلاد الشام في إطار الترويج للأطر التفكيرية التي تقرب بين المذاهب الإسلامية حيث يقع الاتحاد تحت إشراف وزارة الأوقاف. وتم تدشين مركزاً لمكافحة التطرف الديني في العام ذاته برعاية وزارة الأوقاف في دمشق. تتمتع وزارة الأوقاف وخاصة الوزير (السيد محمد عبد الستار السيد) بدور ونفوذ كبير في الشؤون المذهبية والدينية في البلاد. يتم إعداد نصوص الكلمات الدينية التي يلقيها السيد بشار الأسد من قبل وزارة الأوقاف، مما يدل على أهمية دور هذا الشخص.

- ولد السيد محمد عبد الستار السيد في مدينة طرطوس العام 1958، وهو سني (حنفي) حيث ترعرع في عائلة دينية. كان والده (عبد الستار السيد) رجل دين ومفتي في محافظة طرطوس ووزير الأوقاف. حصل السيد محمد عبد الستار السيد على شهادة الإجازة في الاقتصاد والتجارة من جامعة دمشق والماجستير في فرع الدراسات الإسلامية من جامعة الدراسات الإسلامية في دمشق والدكتوراه في الفقه من الجامعة الإسلامية في دمشق. ويزعم السيد محمد عبد الستار السيد بأن نسبه يرجع للسادات الحسيني، ولكن أجداده لم يرتدوا العمامة السوداء خوفا من العثمانيين الذين كانوا حكام الشام، وأن أجداده أخفوا نسبهم الذي يرجع للسادات الحسيني.

- كان السيد محمد عبد الستار السيد مدير الأوقاف والمفتي في محافظة طرطوس من 1985 حتى 2002، وعين بعد ذلك مساعد وزير الأوقاف في العام 2002، وفي العام 2007 قام رئيس جمهورية سوريا السيد بشار الأسد بتعيينه وزير الأوقاف، وهو مستمر في هذا المنصب حتى الآن. وله مؤلفات عديدة حول تفسير القرآن والفقه منها التفسير الجامع للقرآن الكريم والقول الحق ودراسات في القرآن الكريم وفقه الأزمة و..

ب- المحاور المقترحة في لقاء رئيس الجمهورية المحترم مع علماء الدين في سوريا

- التعبير عن الامتنان من الحضور الفاعل لعلماء الدين في سوريا خاصة وزير الأوقاف السوري في الشؤون الثقافية والدينية، ونأمل بمزيد من التوفيق لاستمرار هذه الأنشطة.

- الإشارة إلى استمرار دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للحكومة والشعب السوري وتمجيد الشهداء والقوات المسلحة والجيش السوري والجنرال الشهيد سليماني لجهودهم من أجل مكافحة "داعش" والجماعات الإرهابية.

- الإعلان عن استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية للوقوف إلى جانبكم وتقديم كل الدعم والمساعدات لكم كما في فترة إعادة الإعمار كما كانت إلى جانب الشعب والحكومة السورية في فترة الحرب.

- لدينا نحن وسوريا أعداء مشتركون بخطط ومشاريع متشابهة حيث حاولوا خلال الأسابيع الأخيرة إحداث اضطرابات في إيران من خلال نفس الأساليب التي حاولوا من خلالها زعزعة الأمن في سوريا خلال الأعوام الأخيرة، غير أن كل مخططاتهم باءت بالفشل بفضل يقظة الشعب الإيراني، وأن الأعداء لن يحققوا أهدافهم. 

- إن حقوق الإنسان الذي ينادي بها الغرب ومزاعم دعم حقوق المرأة ليست إلا وسيلة للوصول إلى أهدافهم الاستكبارية وأنهم لم، ولن يقلقوا أبداً بحقوق الإنسان وحقوق المرأة في إيران وسوريا، ولكنهم يريدون الوصول إلى أهدافهم السياسية بهذه الأداة.

- الإعلان عن أن الأعداء يحاولون تدشين حربا شاملة ضدنا من خلال استغلال القوة الناعمة في وسائل الإعلام والفضاء المجازي بالتركيز على المرأة والعائلات.

- بناء على استمرار المؤمرات وتهديدات المحور الغربي-العبري-العربي ضد الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيراني، فيبدو أن التعاون والتنسيق الشامل بين البلدين، ومنها تعزيز العلاقات الثقافية والدينية أكثر أهمية من ذي قبل، ويجب متابعة الأمر في أولويات البلدين.

- تحتاج العلاقات الاستراتيجية الثنائية في الوقت الراهن إلى تعزيز التعاون في مجالات أخرى على غرار علماء الدين والثقافة والعلوم وطلبة الجامعات والآثار والتقنيات، وذلك إلى جانب السياسة والأمن حيث يجب التأكيد على تعزيز العلاقات الثنائية وارتقاء مستوى العلاقات العلمية والثقافية والأكاديمية.

- تاريخياً وفلسفياً تؤدي المؤسسات الدينية والثقافية والجامعية وظيفيا ومنهجيا دوراً فاعلاً في التقارب بين الشعوب والثقافات من خلال إيجاد علاقات ومبادلات بينهم.

- نوصي بأن يحرص علماء الأديان والمذاهب والمنظرون والمؤسسات الأكاديمية في إيران وسوريا على تقديم الصورة الحقيقية لمحور المقاومة ومواجهة أكاذيب الأعداء الإعلامية وتقديم وتنفيذ برنامج لهذا الغرض.

٦-محاور المؤتمر الصحافي لرئيس الجمهورية المحترم في سوريا

-في البداية يجب أن أشكر الدعوة الأخوية والاستضافة الكريمة من قبل السيد الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية المحترم واستقبال واستضافة الشعب الشقيق السوري.

- لقد استحكمت العلاقات بين البلدين أكثر فأكثر يوم عن يوم بسبب الأواصر التاريخية للشعبين وإرادة قيادة البلدين، وأثبتت تأثيرها على المعادلات الإقليمية. نتحدث هذه الأيام بفخر عن الانتصار على الإرهابيين، والذي تحقق بسبب تضحيات الشعب السوري، وكل الشهداء السوريين والإيرانيين، وفي مقدمتهم الشهيد الجنرال قاسم، ونحن نؤدي تحية إجلال لهؤلاء الشهداء ونكرمهم.

- لقد وقفت الحكومة السورية على الدوام وخاصة في فترة الحرب المفروضة إلى جانب الشعب الإيراني، وها نحن نقف إلى جانب الشعب والحكومة السورية في مواجهة الإرهاب، ويجب أن نستمر في هذه العلاقات الوثيقة والصداقة.

- أرغب في بداية كلامي أن أؤكد على العناصر الأساسية والثابتة لبلدنا حول سوريا وهو ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا واحترام السيادة الوطنية واستقلال الجمهورية العربية السورية وانحصار حق تقرير مصير هذا البلد في يد شعبه دون التدخل الخارجي.

- لقد أصبح الشعب والحكومة السورية هدفاً للإرهاب الدولي، بسبب استقلالية مواقفهم وصمودهم أمام احتلال الكيان الصهيوني وهيمنة الولايات المتحدة. لقد أقر زعماء الإدارة الأميركية بأنهم صنعوا هذا الإرهاب، غير أن مخططات الإرهابيين وداعميهم الغربيين فشلت بسبب صمود الشعب السوري والتفافه حول الحكومة في الدفاع عن بلادهم ولذا أهنئ هذا الانتصار للشعب والحكومة في سوريا.

- لقد حان الوقت بأن نصل إلى هذه القناعة المشتركة التي تفيد بأن السلام والأمن في سوريا لن يتحققا إلا من خلال المفاوضات والحوار الوطني وعدم تدخل الدول الأجنبية وتسهيل شؤون إعادة الإعمار والتشجيع على عودة النازحين ورفع العقوبات الغربية الأحادية. نؤمن بأن أي تدخل أجنبي سيؤدي إلى زعزعة الأمن والثبات مجددا في سوريا وتدهور الظروف الاقتصادية والإنسانية للشعب السوري أكثر.

- أعلن بأن سوريا موحدة ومستقلة فارغة من التواجد الأجنبي غير الشرعي لا تؤدي فقط إلى عودة الهدوء للشعب السوري، بل وأنها ستسهم في استتباب الأمن في دول الجوار والمنطقة.

- لقد أدرك الجميع بأن العدو خسر المعركة العسكرية في الميدان، ولكن أعداء سوريا يريدون الحصول على ما لم ينجحوا في الحصول عليه في الميدان العسكري من خلال زعزعة الأمن والثبات في البلاد، وذلك من خلال ممارسة الضغوط السياسية والإرهاب الاقتصادي في إطار عقوبات اقتصادية على الحكومة والشعب السوري وتحقيق مطامعهم غير الشرعية. وأنا متأكد بأن هذه المؤامرة ستفشل بسبب صمود الشعب السوري البطل.

- تعد العقوبات الأحادية والإرهاب الاقتصادي انتهاكا للقوانين الدولية وسيادة الدول ولذا فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدين فرض أي عقوبات على الشعوب خاصة الشعب السوري الكريم، وتعلن استمرار دعمه أقوى من السابق، وتطالب برفع العقوبات.

- يمر الشعب السوري بظروف اقتصادية ومعيشية صعبة بسبب العقوبات الأحادية وفرض الحرب عليهم. لذا فإن الجمهورية الإسلامية وضعت على جدول أعمالها المساهمة في إعادة الإعمار وتحسين البنى التحتية في سوريا ولكنها تطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية أن يتخذوا إجراءات للمساعدة في إعادة إعمار سوريا والتقليل من مشاكل الشعب السوري والقيام بواجبهم الإنساني ومسؤولياتهم الإنسانية.

- نطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية ودول العالم بأن يلتزموا بتعهداتهم حول توفير الحد الأدنى من الظروف المعيشية على غرار البنى التحتية الأولية للنازحين ومساعدتهم على العودة إلى بلادهم، لأن مشاكل ملايين النازحين واللاجئين السوريين في الداخل وخارج سوريا تتفاقم.

- ندين علناً وبشدة الهجمات المتكررة للكيان الصهيوني على أراضي الجمهورية العربية السورية وتوسيع نطاق غاراته. يشكل الكيان الصهيوني المصدر الرئيس لزعزعة الأمن في المنطقة، ويجد بأن بقاء كيانه المصطنع مرهون بزعزعة الأمن في دول المنطقة منها سوريا. أؤكد أن عمليات الكيان الصهيوني في المنطقة لم، ولن تبق بدون رد، وأن المنطقة يقظة حول الفتن التي يثيرها الكيان الصهيوني، وأن تبعات أية مغامرة ستطال الكيان الغاصب.

- يستمر التواجد ونشاط الجماعات الإرهابية المدعومة من قبل أميركا في سوريا وذلك بالرغم من مزاعم مسؤولي الإدارة الأميركية حول مكافحة الإرهاب في سوريا. كانت مزاعم مكافحة داعش بمثابة غطاء لسرقة الموارد الطبيعية السورية على غرار النفط والمنتجات الزراعية في هذه المنطقة. يمثل احتلال القوات الأميركية لأجزاء من سوريا بذريعة مكافحة داعش انتهاكا للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة. تعتبر المقاومة أمام المحتل من خلال وسائل مختلفة حقا مطلقا للشعب والحكومة السورية، وعلى القوات الأميركية المعتدية والمحتلة أن تخرج من الأراضي السورية بدون شروط. تدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشكل حازم هذا الحق ومطلب الشعب والحكومة في سوريا.

- وفي النهاية أود أن أؤكد مرة أخرى بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية على غرار السابق إلى جانب الحكومة والشعب في سوريا من أجل مكافحة الإرهابيين واستتباب الأمن والهدوء إلى البلد. نأمل بأن نتائج هذه الزيارة واللقاءات والقرارات ستؤدي إلى تطوير التعاون الثنائي أكثر من ذي قبل وتعزيز مسار السلام والأمن في سوريا والمنطقة. أسأل الله التطور والسعادة المستدامة لشعبي البلدين.

الإشارة إلى سجل بعض المواضيع الهامة بهدف الاطلاع إذا تم طرح أسئلة من قبل الصحافيين:

- المفاوضات الأمنية السورية التركية

سعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ بداية الأزمة السورية إلى إشراك دول الجوار في مسار المفاوضات والتوافق مع الحكومة السورية. وأكدنا دوما على مشاركة الدول الثلاثة الضامنة في مسار أستانا في كل المسارات واتخاذ القرارات في الشؤون السياسية والأمنية والعسكرية التي تخص سوريا. يحظى هذا المسار من المفاوضات السياسية بين سوريا وتركيا بأهمية بالغة لمستقبل تواجد بلادنا في سوريا.

الحالة الإنسانية في سوريا

يتمثل موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في حض الطرف السوري على تمديد القرار الدولي وإصلاح عدم التوازن الحالي في النفقات في المناطق السورية المختلفة في إطار قيام الأمم المتحدة بإعادة النظر المبدئية، لأن عدم تمديد القرار الدولي لن يؤدي إلى إيقاف الأطراف المختلفة من إرسال الإمدادات إلى الجماعات الإرهابية في شمال سوريا وبالتالي لا يمكن مطالبة هذه الأطراف بالإنفاق في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

لجنة الدستور

لقد عقدت لجنة الدستور في سوريا ٨ جولات من المفاوضات حتى الآن بهدف تعديل الدستور السوري، وذلك بحضور وفد الحكومة السورية وممثلي المعارضة والمجتمع المدني بوساطة مبعوث الأمم المتحدة السيد غير بيدرسون في جنيف. لقد توقفت المفاوضات، وأن روسيا مع بدء الصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا طالبت تغيير مكان مفاوضات اللجنة بذريعة انحياز سويسرا في الصراع المذكور، مما أدى إلى توقف المفاوضات لمدة ٩ أشهر. لقد أكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ البداية على ضرورة حلحلة المشكلة بين روسيا وسويسرا وعدم الإصرار على مكان معين للمفاوضات. لقد أكدنا على الدوام للروس والأتراك والأمم المتحدة بأن إيران ستوافق على أي مكان تتفق عليه الأطراف السورية.

(المبعوث الأممي جير بيدرسون مع الأطراف السورية)

مبادرة خطوة مقابل خطوة

لقد ركز بيدرسون خلال مفاوضاته مع مسؤولين سوريين خلال زيارتين قام بهما إلى دمشق خلال الشهرين الأخيرين على مبادرة خطوة مقابل خطوة. لم نرفض ولم نؤيد هذه المبادرة حتى الآن، وطالبنا فقط بأن يقدم المبعوث الدولي تفاصيل أكثر حول هذه المبادرة، ولكنه لم ينجح حتى الآن بتلبية هذا المطلب.

حلقة ثالثة وأخيرة الثلاثاء: النص الكامل لمسودة التعاون الاستراتيجي

هذا المحتوى من مجلة "المجلة"*

تصنيفات

قصص قد تهمك