حذر زعماء في الشرق الأوسط، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال جولته الدبلوماسية هذا الأسبوع، من أن الجمهور العربي يلقي باللوم على الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل في ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة، وذلك بحسب ما نقلته شبكة "إن بي سي نيوز" عن عدد من كبار المسؤولين في الإدارة والمصادر الدبلوماسية ومسؤولين بالكونجرس.
وقالت مصادر مطلعة على مناقشات بلينكن خلال جولته بالمنطقة، إن القادة العرب "وجهوا الرسالة نفسها إلى وفد من مجلس الشيوخ يزور المنطقة هذا الأسبوع".
وبدأ بلينكن جولة إقليمية من تركيا، واليونان، زار خلالها الأردن، والإمارات، والسعودية، التي غادرها الاثنين، متوجهاً إلى إسرائيل، قبل أن يتوجه إلى الضفة الغربية، ومصر.
وذكرت المصادر أن القادة العرب أبلغوا بلينكن ووفد مجلس الشيوخ، أن هذا الشعور الشعبي القوي تُغذيه الصور الكارثية للدمار الناجم عن الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة.
ورغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث عن أشهر من القتال في المستقبل، إلا أن مسؤولاً كبيراً في الإدارة الأميركية، يرافق بلينكن في جولته قال لشبكة "إن بي سي نيوز"، إن الولايات المتحدة تتوقع أن ينتهي القتال في غضون أسابيع.
ومن المتوقع أن يخبر بلينكن إسرائيل، في اجتماعات هذا الأسبوع أنها بحاجة إلى إنهاء حملتها العسكرية في أقرب وقت ممكن واستخدام أساليب استهداف أفضل لتقليل عدد الضحايا المدنيين.
وتأتي هذه الرسالة مع تزايد الغضب في جميع أنحاء المنطقة.
ويبدو أن الرأي العام سلبي بشكل خاص في الأردن، الذي ظل لعقود حليفاً مقرباً للولايات المتحدة.
وقال عدد من أعضاء وفد مجلس الشيوخ، إن مسؤولين أخبروهم في عَمّان، أن استطلاعاً حديثا كشف عن أن 70% ممن شملهم الاستطلاع قالوا إنهم يؤيدون "حماس".
وقال دبلوماسي أردني مخضرم لشبكة "إن بي سي نيوز"، إن المشاعر المناهضة للولايات المتحدة، الآن مرتفعة للغاية لدرجة أن سلاسل المحلات المحلية ذات العلامات التجارية الأميركية مثل "ماكدونالدز"، و"ستاربكس" شهدت انخفاضاً كبيراً في أعمالها، مع إغلاق العديد منها.
وركز وزير الخارجية الأميركي خلال جولته في المنطقة، على الأزمة الإنسانية، لافتاً إلى أن أولوياته العليا الأخرى في هذه الرحلة تتمثّل في إخراج الرهائن الأميركيين وغيرهم من غزة، ومنع الصراع من الانتشار إلى جبهات أخرى.
ونقلت "إن بي سي نيوز" عن العديد من مسؤولي الخارجية الأميركية قولهم إنهم حريصون على سماع ما يقوله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لمحاربة الحوثيين المدعومين من إيران، الذين يُهاجمون ممرات الشحن الدولي في البحر الأحمر.
وبعد اجتماعه مع ولي العهد في السعودية، الاثنين، توجه بلينكن إلى إسرائيل لإجراء محادثات، تليها محطات أخيرة في الضفة الغربية ومصر قبل العودة إلى الولايات المتحدة، الخميس.
وأكد ولي العهد السعودي لبلينكن خلال اللقاء "أهمية وقف العمليات العسكرية في غزة، وتكثيف المزيد من الجهود على الصعيد الإنساني، والعمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم"، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس".
بدوره، قال بلينكن، إنه وجد الزعماء في الشرق الأوسط عازمين على منع اتساع الصراع، وإنه سيبلغ إسرائيل بما سمعه خلال جولته بالمنطقة، وإنه سيضغط على إسرائيل لفعل المزيد لحماية المدنيين، وسيتحدث عن "رؤيتنا للمستقبل، وأثق بوجود مسار مستقبلي سيحقق السلام والأمن لإسرائيل".