وسط تقدم ميداني روسي.. زيلينسكي يتعهد بالنصر في الذكرى الثانية للحرب

time reading iconدقائق القراءة - 7
كييف-أ ف ب

تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، بـ"هزيمة" روسيا، مع دخول الحرب عامها الثالث، فيما تواصل القوات الأوكرانية القتال على الرغم من تراجع المساعدات الغربية، وبينما تحقق القوات الروسية مكاسب ميدانية جديدة.

وفي كلمة ألقاها بمطار جوستوميل العسكري قرب العاصمة كييف التي شهدت معركة مع القوات الروسية في الأيام الأولى للغزو، قال زيلينسكي: "نقاتل من أجل ذلك، منذ 730 يوماً من حياتنا، وسننتصر، في أفضل يوم من حياتنا".

وكان زيلينسكي محاطاً برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو، وبلجيكا ألكسندر دي كرو الذين يزورون كييف بمناسبة الذكرى الثانية لبدء الغزو.

اتفاقيات ثنائية

أعلن زيلينسكي وجاستن ترودو أنهما وقّعا، السبت، اتفاقاً أمنياً ثنائياً، وذلك بموازاة اتفاق مماثل تم التوصّل إليه بين كييف وروما.

وجاء في بيان لمكتب ترودو الذي يجري زيارة لأوكرانيا أن "هذا الاتفاق الأمني الجديد والتاريخي" ينص على توفير مساعدات مالية وعسكرية لكييف بنحو 2.2 مليار دولار في العام 2024.

وعن الاتفاق الثنائي مع إيطاليا، قال زيلينسكي: "ترسي هذه الوثيقة قواعد صلبة لشراكة أمنية بعيدة المدى بين أوكرانيا وإيطاليا"، وذلك بعدما وقعت كييف مؤخراً اتفاقات مماثلة مع دول أوروبية عدة بينها ألمانيا وفرنسا.

وبعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "عملية عسكرية خاصة" فجر 24 فبراير 2022، توقع كثيرون أن تنتصر روسيا في غضون أيام لكن أوكرانيا تصدت للهجوم، في حين منيت الأخيرة أيضاً بانتكاسات مع فشل هجومها المضاد في 2023. 

وفي المقابل تمكن الجيش الروسي من اكتساب موقع قوة بفضل تعزيز إنتاجه الحربي، في حين تعاني القوات الأوكرانية من نقص في العدد والعدة من مدفعية ودفاعات جوية يزودها بها الغرب. 

وأعرب قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي عن ثقته من النصر "لأن النور ينتصر دائماً على الظلام".

لكن المشهد العام يظل قاتماً بالنسبة لكييف في ظل عرقلة الكونجرس الأميركي حزمة مساعدات حيوية بقيمة 60 مليار دولار، والتأخير في وصول إمدادات أوروبية موعودة.

وتكثف روسيا هجومها في الشرق، وكانت بلدة ماريينكا المدمرة بالقرب من دونيتسك آخر النقاط الساخنة التي سيطرت عليها بعد أفدييفكا الشديدة التحصين في 17 فبراير الجاري.

وفي الشرق، بمدينة بوكروفسك، وهي نقطة تجمع للمدنيين الفارين من القتال، بعثت القوات برسالة واضحة إلى القادة الأجانب المجتمعين في كييف. 

وفيما تواصل روسيا شن هجمات مدمرة بالمسيرات والصواريخ على المدن الأوكرانية، قالت السلطات الأوكرانية، الجمعة، إن 3 مدنيين سقطوا في دنيبرو وأوديسا.

كما أعلنت أوكرانيا، السبت، أنها قصفت أحد أكبر مصانع الصلب في روسيا بمسيرة، فيما أبلغت روسيا عن اندلاع حريق بمصنع نوفوليبيتسك الضخم في منطقة ليبيتسك في الغرب. 

وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي حريقاً ضخماً، وإذا تأكد الهجوم فسيكون الأحدث في حملة أوكرانيا المتصاعدة ضد أهداف في العمق الروسي.

وذكر رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، أن صفارات الإنذار من الغارات الجوية دوت 989 مرة في العاصمة خلال عامين من الحرب، أي بمعدل أكثر من مرة في اليوم.

وأضاف كليتشكو أن "ما يقرب من 200 مدني" قتلوا في العاصمة خلال هذه الفترة، بينهم 6 أطفال، فيما تقدر أوكرانيا العدد الإجمالي للمدنيين الذين قتلوا بنحو 50 ألف شخص.

ولم يعلن أي من الطرفين عن أعداد الضحايا والجرحى العسكريين، فيما تؤكد كل جهة إلحاقها خسائر فادحة بالأخرى.

في أغسطس 2023، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين قولهم: إن "أوكرانيا خسرت 70 ألف قتيل و120 ألف جريح من العسكريين". كما أشارت تسريبات استخباراتية أميركية في ديسمبر الماضي، إلى سقوط أو جرح 315 ألف عسكري روسي.

وذكر الجيش الروسي، السبت، أن وزير الدفاع سيرجي شويجو تفقد قواته في مناطق بجبهة أوكرانيا، ليؤكد لها أنه "فيما يتعلق بنسبة القوات، فإن الوضع في صالحنا".

روسيا تتوعد "بالانتقام"

زادت الحرب من عزلة روسيا عن الغرب، مع فرض الولايات المتحدة وحلفائها سلسلة من العقوبات عليها، وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، فرض عقوبات إضافية على روسيا لوقف "آلة الحرب".

وتعهد الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، السبت، بأن موسكو "ستنتقم".

واستخدم الكرملين الحرب لتأجيج المشاعر الوطنية وشن حملة قمع أشد قسوة على المعارضة، بحسب وكالة "فرانس برس".

وذكرت وسائل إعلام مستقلة أن عدة أشخاص اعتقلوا، السبت، خلال احتجاج في موسكو نظمته زوجات جنود يقاتلون في أوكرانيا للمطالبة بعودتهم إلى ديارهم. لكن في شوارع موسكو، قال معظم الذين التقتهم وكالة "فرانس برس" إنهم يؤيدون الحرب. 

وقالت ناديجدا (27 عاماً) وهي مهندسة بيئية: "أنا فخورة برجالنا. بالطبع أنا قلقة عليهم، لكن يغمرني شعور جميل لأنهم يقومون بعمل رائع، إنهم يقاتلون هناك من أجل بلدنا".

لكن كونستانتين أستاذ الدراما الذي يعمل حالياً نادلاً كان له رأي مغاير، وقال: "أنا ضد كل الحروب. مر عامان ويزعجني أن الناس لا يتحاورون وما زالوا في حالة حرب".

تصنيفات

قصص قد تهمك