روسيا.. تصاعد الهجمات يرافق اليوم الثاني من الانتخابات الرئاسية

ألقت حرب أوكرانيا بظلالها على الانتخابات الرئاسية في روسيا، إذ شهد اليوم الثاني من الاقتراع العديد من الهجمات المسلحة، فيما قالت موسكو إن كييف تستخدم "أنشطة إرهابية" لمحاولة عرقلة الانتخابات.

وأفادت لجنة الانتخابات المركزية الروسية، السبت، بأن نسبة مشاركة الناخبين في اليوم الثاني من الانتخابات الرئاسية، بلغت 57.11% حتى الساعة 20:19 بتوقيت موسكو.

وفي اليوم الثاني من ثلاثة أيام من التصويت، قالت وزارة الخارجية الروسية إن كييف "كثفت أنشطتها الإرهابية"، فيما يتعلق بالانتخابات، وذلك بهدف "إظهار نشاطها إلى الدول الغربية صاحبة النفوذ (على أوكرانيا)، ومن أجل تسول مزيد من المساعدات المالية والأسلحة الفتاكة".".

وأشارت إلى أنه في إحدى الهجمات، أسقطت طائرة مسيرة أوكرانية قذيفة على مركز اقتراع في زابوريجيا، وهي جزء من الأراضي التي انضمت إلى روسيا بعد استفتاء ترفضه كييف والأمم المتحدة.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله، إن الرئيس فلاديمير بوتين تلقى تقارير عسكرية في الأيام الأخيرة عن محاولات لمهاجمة الأراضي الروسية في منطقتي بيلغورود وكورسك الحدوديتين، بما في ذلك عدة محاولات توغل خلال الليل.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" عن بيسكوف قوله: "تم صد جميع الهجمات".

وفي تعليقها على تخريب صنادق الاقتراع في بعض المدن، قالت رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية إيلا بامفيلوفا، إن "التعليمات الخبيثة لتدمير صناديق الاقتراع تأتي من أوكرانيا والدول الأوروبية".

بدوره، قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، السبت، إن المحتجين الذين حاولوا إضرام النيران في المناطق المخصصة لإدلاء الناخبين بأصواتهم وسكب أصباغ في صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الرئاسية الروسية هم "خونة" يساعدون أعداء البلاد.

وأضاف في منشور على تيليجرام، في إشارة إلى الهجمات الأوكرانية: "هذه مساعدة مباشرة للمنحطين الذين يقصفون مدننا اليوم".

ومن المتوقع أن تظهر النتائج الأولية للانتخابات في 17 مارس بعد الساعة 21:00 بتوقيت موسكو.

هجمات داخل روسيا

وأدى هجوم صاروخي أوكراني إلى سقوط شخصين في روسيا، فيما تسبب هجوم منفصل بمسيرة إلى إشعال النار في مصفاة لتكرير النفط، السبت.

وفي منطقة بيلغورود، حيث أصبحت الهجمات عبر الحدود من أوكرانيا جزءاً من الحياة اليومية، أفاد الحاكم فياتشيسلاف جلادكوف عن سقوط رجل وامرأة، وإصابة شخص آخر في وقت سابق، السبت، بعدما أشار إلى أن الدفاعات الروسية أسقطت 15 صاروخاً على منطقة بيلغورود.

وقال ديمتري أزاروف حاكم منطقة سامارا، الواقعة على بعد 850 كيلومتراً جنوب شرقي موسكو، إن النيران اشتعلت في مصفاة "سيزران"، لكن تم إحباط هجوم على مصفاة ثانية.

وذكر مسؤولون أنه تمت السيطرة على الحريق بعد ساعات، لكن الأحداث سلطت الضوء على قدرة أوكرانيا على ضرب مئات الأميال داخل الأراضي الروسية لاستهداف صناعة الطاقة لديها. 

واشتعلت النيران في مصفاتين كبيرتين أخريين في وقت سابق من هذا الأسبوع بسبب هجمات بطائرات مسيرة، ما أدى إلى توقف نصف إنتاجهما أو أكثر.

الانتخابات في سانت بطرسبرج

وفي مدينة سانت بطرسبرج، واصل الناخبون توافدهم إلى مراكز الاقتراع بأعداد ملحوظة. 

وتعتبر سانت بطرسبرج، ثاني أكبر مدينة روسية، وهي مسقط رأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبلغت نسبة المشاركة في سان بطرسبرج في الساعة 15:00 بالتوقيت المحلي 43.52%، علماً أنها بلغت في اليوم الأول نسبة 30.50%، من مجموع عدد الناخبين الذي يفوق 3.8 مليون شخص.

وبحسب لجنة الانتخابات في المدينة، حضر أكثر من 1.6 مليون ناخب الانتخابات الرئاسية في المدينة، مع وجود 1947 مركز اقتراع دائم و47 مركزاً مؤقتاً، بالإضافة إلى 7 مكاتب خاصة، لتسهيل عملية التصويت.

ورغم الهدوء الذي ساد المدينة في اليوم الثاني من الانتخابات، إلا أن بعض الحوادث التخريبية سجلت في بعض المناطق، حيث قام بعض المواطنين بمحاولات لتدمير لافتات إعلانية، وحتى محاولات رمي القنابل الحارقة نحو صناديق الاقتراع.

في حديث مع "الشرق"، قال دميتري سولونيكوف، عضو هيئة المراقبة العامة للانتخابات الروسية في سانت بطرسبورج، أن هذه الانتخابات تمثل حدثاً فريداً في تاريخ البلاد، حيث تجرى للمرة الأولى على مدى ثلاثة أيام. 

كما أشار سولونيكوف إلى أهمية الانتخابات في ظل الضغط السياسي الخارجي الذي تعرضت له روسيا.

بدوره، قال نائب رئيس لجنة الانتخابات المركزية الروسية جيورجي كروجلوف لـ"الشرق"، إن الناخبين يتوافدون بأعداد كبيرة على مراكز الاقتراع، متوقعاً زيادة هذه الأعداد خلال الأيام المقبلة.

وعلى الرغم من بعض الحوادث البسيطة، فإن عملية الانتخابات تسير بشكل عام بسلاسة في سانت بطرسبورج، مع تأكيد المسؤولين على عدم تسجيل أي انتهاكات في المراكز الانتخابية.