موسكو-وكالات
بدأت روسيا اليوم الثالث والأخير من الانتخابات الرئاسية، الأحد، واتهمت أوكرانيا بشن هجمات جوية لمحاولة تخريب العملية الانتخابية التي يتوقع أن يفوز فيها الرئيس فلاديمير بوتين، فيما أطلقت المعارضة الروسية ما أسمته "الظهيرة ضد بوتين".
وقال مسؤولون روس إن أكثر من نصف الناخبين الروس توجهوا بالفعل إلى صناديق الاقتراع في أول يومين من الانتخابات التي تجري على مدى 3 أيام، وسيكون اليوم الأخير اختباراً لقوة المعارضة في البلاد، والتي دعت جميع أنصارها إلى التصويت في الوقت نفسه عند الظهر في تحرك أُطلق عليه "الظهيرة ضد بوتين".
وأفادت رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية إيلا بامفيلوفا بأن نسبة المشاركة الإجمالية في الانتخابات الرئاسية، مع الأخذ بعين الاعتبار التصويت عن بُعد (حتى الساعة 09:45 بتوقيت موسكو) بلغت 61.37%.
وأشارت إلى أن 1115 مراقباً وخبيراً دولياً من 129 دولة يراقبون عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية الروسية. ولفتت إلى أنه منذ بداية التصويت، تم إحباط 280 ألف هجوم على نظام التصويت عن بُعد.
وشهدت الانتخابات بالفعل احتجاجات متفرقة، لكن أحدث تطورات الحرب مع أوكرانيا ألقت بظلالها على عمليات التصويت، إذ اتهم بوتين، الجمعة، كييف بمحاولة عرقلة الانتخابات بشن هجمات مكثفة بطائرات مسيّرة وصواريخ على روسيا وأراضٍ تسيطر عليها موسكو في أوكرانيا، متوعداً بـ"معاقبة" أوكرانيا على الهجمات.
ولم يتطرق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الهجمات المذكورة في خطابه المسائي المصور، السبت، لكنه شكر قواته العسكرية ومخابراته على "القدرات الأوكرانية الجديدة بعيدة المدى".
"الظهيرة ضد بوتين"
ولا يشكل أي من المرشحين الثلاثة الآخرين في الاقتراع أي تحدٍ لبوتين (71 عاماً)، لكن أنصار أبرز معارضي الرئيس الروسي، الراحل أليكسي نافالني الذي أُعلنت وفاته في مستعمرة عقابية بالقطب الشمالي في فبراير، دعوا الناخبين في أنحاء روسيا إلى الإدلاء بأصواتهم في الوقت نفسه، ظهر الأحد، بكل من المناطق الزمنية المختلفة وعددها 11.
ويأتي تحرك "الظهيرة ضد بوتين"، الذي أيّدته يوليا نافالنايا زوجة المعارض الراحل نافالني، كوسيلة للتعبير عن المعارضة دون التعرض لخطر الاعتقال، لأنهم سيصطفون للتصويت بشكل قانوني، في حين حذَّر الكرملين من المشاركة في تجمعات بلا تصاريح.
وتعتبر كييف الانتخابات التي تجري في أجزاء من أراضيها تسيطر عليها روسيا "غير قانونية وباطلة"، في حين يرى محللون عسكريون أن القصف اليومي الذي تشنه كييف ويستهدف بشكل رئيسي منشآت الطاقة وغيرها من البنية التحتية الرئيسية هو محاولة لـ"زعزعة شعور الروس بالاستقرار وتقويض المجهود الحربي لموسكو".
هجمات أوكرانية جديدة
وأعلنت روسيا في وقت مبكر الأحد، أن أوكرانيا أطلقت 35 طائرة مسيّرة نحو عدة مناطق روسية في هجمات أدت إلى نشوب حريق لفترة وجيزة في مصفاة لتكرير النفط، واستهدفت موسكو وتسببت في انقطاع الكهرباء في مناطق حدودية.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية عبر "تليجرام" بأنه تم تدمير طائرات مسيّرة فوق منطقة كراسنودار بجنوب البلاد، ومناطق أخرى من بينها موسكو.
وذكرت إدارة مقر العمليات في منطقة كراسنودار على "تليجرام" أنه "تم تحييد الطائرات المسيّرة، لكن اندلع حريق نتيجة سقوط إحدى الطائرات".
وأشارت إلى أنه تم إخماد الحريق الذي نشب في مصفاة سلافيانسك في كراسنودار دون أن يسفر عن إصابات، لكن معلومات أولية تشير إلى وفاة شخص متأثراً بأزمة قلبية.
وتعالج مصفاة سلافيانسك، التي تبعد نحو 70 كيلومتراً شمالي كراسنودار، نحو 4.5 مليون طن من الخام سنوياً وتنتج الوقود بشكل أساسي للتصدير.
وبينما تواجه موسكو هجمات كييف، قال الجيش الأوكراني، الأحد، إن هجمات جوية روسية ألحقت أضراراً بمؤسستين زراعيتين ودمرت عدة مبانٍ صناعية في ميناء أوديسا على البحر الأسود.
وفي سياق متصل، أصدر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، تعليمات بتزويد سفن أسطول البحر الأسود بأسلحة إضافية، لتدمير مسيّرات تابعة للقوات الأوكرانية، كما أوعز بإجراء تدريبات ليلية ونهارية لصد الهجمات وزيادة قدرة عمل سفن الأسطول لأطول فترة ممكنة.
وأضافت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء أن شويجو زار مركز القيادة التابع لسلاح البحرية، الأحد. ويتعرض الأسطول الروسي في البحر الأسود لهجمات متكررة من القوات الأوكرانية.
وفي وقت لاحق الأحد، قالت هيئة مراقبة الطيران الحكومية الروسية في بيان إنه تم رفع القيود المفروضة على الرحلات الجوية في مطارات "دوموديدوفو، وفنوكوفو، وجوكوفسكي" بالعاصمة موسكو.
وفُرضت القيود، صباح الأحد، بعدما أسقطت الدفاعات الجوية الروسية 5 طائرات مسيّرة أوكرانية بالقرب من موسكو.
تصنيفات
