اعترافات المتهمين بقتل مسؤول "القوات اللبنانية" ترجح دافع السرقة

السلطات اللبنانية توقف 7 سوريين متورطين في الحادثة ووزير الداخلية يدعو إلى التعقل

time reading iconدقائق القراءة - 7
باسكال سليمان،  عضو حزب القوات اللبنانية - facebook/lebanese.forces.mediadivision.official.page/
باسكال سليمان، عضو حزب القوات اللبنانية - facebook/lebanese.forces.mediadivision.official.page/
بيروت -الشرقأ ف ب

أوقفت السلطات اللبنانية 7 سوريين يُشتبه في ضلوعهم في قتل مسؤول بحزب القوات اللبنانية عُثر على جثته في سوريا، حسبما قال مصدر قضائي وآخر عسكري لوكالة "فرانس برس"، الثلاثاء.

وقال مصدر قضائي لبناني إن إفادات المتهمين بقتل منسق حزب القوات اللبنانية في جبيل، باسكال سليمان، أجمعت على أن الدافع الوحيد للجريمة هو السرقة.

وأضاف المصدر القضائي، في تصريح خاص لـ"الشرق"، أن الخاطفين اعترفوا أن هدفهم كان سرقة سيارة المسؤول اللبناني، ونقله إلى الداخل السوري، وتركه هناك حتى لا يُعرف مكان وجوده، وإعطاء معلومات عنهم.

ومن جانبه، أكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، إن إجراءات تسليم جثمان منسق حزب "القوات اللبنانية" في منطقة جبيل باسكال سليمان جارية، وسيتم عرضه على الطبيب الشرعي.

 وقال إن جريمة قتل باسكال سليمان ارتكبها سوريون، موضحاً أن "التحقيقات بدأت منذ اللحظات الأولى، مشيراً إلى أن "السيارة المستخدمة في العملية سرقت من الرابية قبل أيام".

وشدد، بعد اجتماع استثنائي لمجلس الأمن المركزي، الثلاثاء، على أن "لبنان لا يحتمل مشكلات أكثر مما يواجهها الآن، ولا يحتمل فتن"، داعياً إلى "التعقل والاتكال على الأجهزة الأمنية والقضاء"، موضحاً "أننا لن نقبل إلا بكشف خيوط الجريمة كاملة وإصدار القرار العادل بحق المرتكبين".

وكانت السلطات السورية قد سلّمت أجهزة الاستخبارات اللبنانية 3 من المشتبه بهم في قتل باسكال سليمان، الذي خُطف من منطقة جبيل الأحد الماضي، حسبما أفاد مصدر عسكري.

اعترافات الموقوفين

 وأشار الجيش اللبناني في بيان مساء الاثنين إلى أنه "تبيّن خلال التحقيق مع معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف أن المخطوف فارق الحياة أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل".

وأوضح المصدر القضائي أن "الشبكة، التي يتزعمها شخص يقيم في بلدة قريبة من الحدود اللبنانية، ويدير المجموعة من هناك، نفَّذت العديد من عمليات السرقة لسيارات فخمة في لبنان".

وأشار إلى أن "الأجهزة الأمنية تعمل على إثبات صحة أقوال المتهمين، وما إذا كان بالفعل قد وقعت سرقات في هذه المناطق التي أعطوا معلومات عنها وعن أنواع السيارات التي سطو عليها".

وأشار المصدر القضائي إلى أنه، وحتى الآن، اعترف المشتبه بهم بأنهم "ضربوا المسؤول اللبناني بأعقاب المسدسات على رأسه ووجهه، حتى يتوقف عن مقاومتهم، ومن ثمّ وضعوه في صندوق سيارته، وانتقلوا به إلى عكار، ومن هناك إلى بلدة القصر في البقاع الشمالي، ودخلوا إلى سوريا، وفي الطريق اختفى صوته، وعندما وصلوا إلى الأراضي السورية تبين لهم أنه فارق الحياة".

نوع الجريمة

وذكر المصدر نفسه أنه بمجرد تسلّم السلطات اللبنانية الجثمان، فسيخضع لمعاينة الطبيب الشرعي والأدلة الجنائية، وسيتبيّن ما إذا كان باسكال سليمان قد لاقى حتفه بسبب التعنيف أو الرصاص، وإذا ثبت أنهم أطلقوا النار عليه، فسنكون أمام جريمة من نوع آخر "، مؤكداً أن مرتكبي هذه الجريمة "سينالون العقاب الذي يستحقون".

وأثارت هذه قضية جدلاً واسعاً في لبنان حيث اعتبر حزب القوات اللبنانية المسيحي المناهض لجماعة "حزب الله" المدعومة من إيران، أن الجريمة "عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس"، مشدداً على أنه يعتبر الحادث "جريمة اغتيال عن عمد، وسابق تصور، وتصميم".

وأضاف الحزب، في بيان، أن المعلومات التي تم تسريبها، حتى الآن، عن الدوافع وراء ما حدث يبدو أنها غير منسجمة مع حقيقة الأمر، وطالب الأجهزة الأمنية والقضائية "بالتحقيق الجدي مع الموقوفين" في القضية لمعرفة خلفيتها الحقيقيّة.

ومن جانبه، نفى الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله في خطاب متلفز، الاثنين، أن يكون حزبه ضالعاً في عملية الخطف، معتبراً أن من يوجهون الاتهام إليه إنما يثيرون نعرات طائفية.

وعُثر على الجثة في الأراضي السورية، بحسب المصدر العسكري الذي لفت إلى أن المشتبه بهم ينتمون إلى عصابة نفذت الكثير من عمليات سرقة لسيارات فخمة في لبنان.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة "فرانس برس"، إنه تم العثور في محافظة حمص السورية على جثة رجل ذي المواصفات المتطابقة مع وصف باسكال سليمان.

وتخضع محافظة حمص القريبة من الحدود اللبنانية لسيطرة قوات الحكومة السورية، ويتمتّع "حزب الله" اللبناني بنفوذ فيها.

محاولة سرقة

كان الجيش اللبناني قد أعلن تمكنه من القبض على معظم أعضاء عصابة قتلت المسؤول بحزب القوات اللبنانية أثناء محاولة سرقة سيارته.

وأضاف الجيش، في بيان، أن العصابة أجهزت على سليمان خلال محاولة السرقة، ونقلوا الجثمان إلى سوريا، مشيراً إلى أنه يجري التنسيق مع السلطات السورية لتسلم الجثة.

وأشعل نبأ اختطاف باسكال سليمان، ومن ثم قتله غضباً في جبيل، حيث أغلق مئات أنصار حزب القوات اللبنانية طرقات مساء الاثنين، واعتدى بعضهم بالضرب على مارّة سوريين، حسبما أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي.

وشدّد الباحث في الشأن اللبناني في منظمة "هيومن رايتش ووتش"، رمزي قيس، الثلاثاء، في اتصال مع وكالة "فرانس برس" على ضرورة أن يكون التحقيق "شاملاً وشفافاً".

وأضاف: "تهدد محاولة جعل اللاجئين كبش فداء، بتأجيج العنف المستمرّ ضد السوريين الذين يتعرضون منذ سنوات لممارسات تمييزية شنيعة وانتهاكات لحقوقهم في لبنان".

وقال الشاب السوري عبدالله (21 عاماً) المقيم في منطقة جبيل: "أتمنّى ألّا يُحمّل كل اللاجئين السوريين مسؤولية ما حصل".

دعوة إلى ضبط النفس

وندد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان أصدره مكتبه بالجريمة، مشدداً على "استمرار التحقيقات لكشف الملابسات الكاملة وراء عملية الخطف والمتورطين فيها، وفي اغتيال المخطوف وتقديمهم إلى العدالة".

وأضاف ميقاتي "في ظل هذه الظروف العصيبة، ندعو الجميع إلى ضبط النفس والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات".

وفي وقت سابق، أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، بأن 4 أشخاص يستقلون سيارة اختطفوا بقوة السلاح منسق قضاء جبيل في حزب القوات، عند مفترق طرق يربط بلدة لحفظ بطريق ميفوق وحائل، لدى عودته من واجب عزاء.

تفاعل واسع

وأثارت الجريمة تفاعلاً واسعاً؛ وقدَّم رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، تعازيه، هاتفياً، لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

كما نعت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي، في بيان لها، باسكال سليمان، وأدانت جريمة الخطف.

ودعا البيان إلى التنبه إلى "خطورة جر البلاد إلى ما لا تحمد عقباه إذا ما انفلتت ردود فعل غير محسوبة بحق النازحين السوريين، وتبقى لغة العقل والقانون والعدالة هي الأفضل لتجنيب البلاد الفتنة".

وأدان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بشدّة الجريمة.

وطالب بمتابعة قضية سليمان بأقصى سرعة وبكل شفافية، متقدماً بالتعازي لذويه، وحزب القوات اللبنانية، مؤكداً ضرورة الالتفاف الوطني، ودرء الفتن غير المحسوبة، ومنع أي خطاب طائفي، أو سياسي يدفع نحو كارثة وطنية.

تصنيفات

قصص قد تهمك