هل يستطيع باتريوت الأميركي صد "الخنجر" الروسي؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
جنود أميركيون يقفون بجوار نظام الدفاع الجوي بعيد المدى باتريوت خلال تمرين في مطار عسكري في ليتوانيا- 20 يوليو 2017. - REUTERS
جنود أميركيون يقفون بجوار نظام الدفاع الجوي بعيد المدى باتريوت خلال تمرين في مطار عسكري في ليتوانيا- 20 يوليو 2017. - REUTERS
دبي- رويترزالشرق

تضاربت الأنباء بين روسيا وأوكرانيا، بعدما أعلنت موسكو، الثلاثاء، تدمير منظومة "باتريوت" الأميركية في كييف، ضمن هجوم جوي واسع،  فيما قالت الأخيرة إنها أسقطت 6 صواريخ من طراز "كينجال" (الخنجر) الأسرع من الصوت.

وفي حين أكدت روسيا تدمير المنظومة، قال مسؤول أميركي، إنها "تعرضت لأضرار على الأرجح"، ولكن لم يتم تدميرها، مشيراً إلى أن واشنطن تقيم الأضرار وما إذا كانت ستحتاج إلى سحبها كلياً أو إصلاحها في الموقع.

ورغم أنه لم يتضح بعد النظام الذي استخدمته أوكرانيا لإسقاط صواريخ كينجال، غير أن الولايات المتحدة أكدت الأسبوع الماضي أن القوات الأوكرانية أسقطت صاروخاً من طراز "كينجال" باستخدام منظومة "باتريوت" الصاروخية أميركية الصنع.

بناء على ماتقدم، هل يمكن يمكن لمنظومة "باتريوت" فعلاً إسقاط صواريخ روسيا الأسرع من الصوت؟

ما نظام "باتريوت"؟

"باتريوت" هو نظام دفاع صاروخي أرض-جو طورته شركة "رايثيون تكنولوجيز"، ويعتبر أحد أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطوراً في ترسانة الولايات المتحدة.

واستُخدم النظام لأول مرة في القتال خلال حرب الخليج عام 1991، ثم استُخدم لاحقاً أثناء الغزو الأميركي للعراق في عام 2003.

هل يمكنه إسقاط صواريخ أسرع من الصوت؟

تم تصميم نظام باتريوت قبل أن يبدأ استخدام الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت، ولم تعلن شركة "رايثيون تكنولوجيز" ما إذا كان النظام فعالاً ضد هذا النوع من الصواريخ (الأسرع من الصوت).

وفي حين قالت الولايات المتحدة إن نظام باتريوت أسقط صاروخ "كينجال" الأسبوع الماضي، لم يتضح ما إذا كان الصاروخ الروسي يحلق حينها بسرعة تفوق سرعة الصوت.

ورغم أن سرعة صاروخ كينجال الروسي قد تصل إلى 7600 ميل في الساعة (12350 كيلومتراً في الساعة) ، فإن تصنيف روسيا لصاروخ كينجال على أنه صاروخ "أسرع من الصوت"مضلل إلى حد ما، إذ تصل جميع الصواريخ الباليستية تقريباً إلى سرعات تفوق سرعة الصوت (أي أعلى من 5 ماخ) في مرحلة ما من التحليق، بحسب ما أفاد "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في تقرير صدر في مارس 2022.

الكشف عن كينجال

كشف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن كينجال في حفل قومي متلفز قبيل الانتخابات الرئاسية في مارس 2018.

واعتبر بوتين حينها أن موسكو هي الأولى في العالم في مجال الصواريخ الأسرع من الصوت، التي يصعب تعقّبها واعتراضها، بسبب سرعتها وقدرتها على المناورة.

ما قدرات كينجال؟

بحسب الإعلانات الروسية فإن كينجال يمكنه الوصول إلى سرعة 10 ماخ، أي أسرع من الصوت بعشر مرات.

وبحسب تقرير استخباراتي أميركي أفرج عنه في 17 مارس العام الماضي، عبر تقرير لخدمة أبحاث الكونجرس، فإن روسيا أجرت اختباراً للصاروخ في يوليو 2018 من مقاتلة ميج-31 معدلة ووصل إلى هدفه المراد على بعد 500 ميل.

وأشار تقرير الكونجرس إلى أن صاروخ كينجال يمكنه في النهاية حمل رأس نووية وهو قادر على ضرب أهداف أرضية وبحرية، ولكن التقرير حذر من أن الاستخبارات الأميركية لم تتحقق من قدرات الصاروخ المعلن عنها وأن المحللين يشككون في تلك الإعلانات. ولكن التقرير أشار أيضاً إلى أن الصاروخ مصمم لتفادي الدفاعات المعقدة.

كيف يعمل باتريوت؟

باتريوت هو نظام متنقل يشتمل عادة على رادار قوي، ومحطة تحكم، ومولد طاقة، ومحطات إطلاق، ومركبات دعم أخرى.

والنظام له قدرات مختلفة حسب نوع الصاروخ المستخدم، فالصاروخ "باك-2" يستخدم رأساً حربية متفجرة، أما الصاروخ "باك-3" الأحدث فيستخدم تقنية "الإصابة بغرض القتل"، وهي أكثر تقدماً.

ومن غير المعروف أي صاروخ استخدمت أوكرانيا من نظام باتريوت لاستهداف صاروخ "كينجال" الروسي، في وقت يرجح البعض أن أوكرانيا تملك بعض صواريخ "باك-3" الاعتراضية الأحدث.

وقال حلف شمال الأطلسي "ناتو" في العام 2015 إن نطاق رادار النظام يصل إلى أكثر من 150 كيلومتراً.

كم يكلف باتريوت؟

تبلغ تكلفة مجموعة "باتريوت" حديثة الإنتاج أكثر من مليار دولار، منها 400 مليون دولار للنظام، و690 مليوناً للصواريخ في البطارية، وفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث مقرّه واشنطن، حسب ما نقلت عنه "رويترز".

وأفادت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية بأن "تكلفة الصاروخ الاعتراضي الواحد من منظومة باتريوت تبلغ 3 ملايين دولار". 

وفي السياق، أشار مارك كانسيان وتوم كاراكو في تحليل صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إلى أن "التكلفة الباهظة للصاروخ الواحد، وعدد الصواريخ القليل نسبياً في كل بطارية يشير إلى أن مشغلي باتريوت لن يمكنهم إطلاق الصواريخ على جميع الأهداف".

كيف يساعد باتريوت أوكرانيا؟

قالت أوكرانيا إنها بحاجة إلى مزيد من أنظمة الدفاع الجوي للحماية من وابل الضربات الصاروخية والطائرات المُسيرة من القوات الروسية.

وبالإضافة إلى نظام باتريوت، قدمت الولايات المتحدة كذلك لأوكرانيا زوجين من أنظمة صواريخ أرض-جو المتقدمة (ناسامس).

ونظام "باتريوت" مُصمم لاعتراض التهديدات مثل الطائرات والصواريخ الباليستية، لكن يمكنه أيضاً إسقاط طائرات "انتحارية" مُسيرة دأبت روسيا على إطلاقها لضرب البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا.

مع ذلك، سيكون هذا النظام المتطور وسيلة مكلفة للغاية لتدمير الطائرات من دون طيار التي لا تكلف سوى آلاف الدولارات.

ما مدى انتشار باتريوت؟

قامت "رايثيون تكنولوجيز" ببناء أكثر من 240 نظام "باتريوت" تستخدمها حالياً 18 دولة بينها الولايات المتحدة.

وقالت الشركة إن النظام اعترض أكثر من 150 صاروخاً باليستياً في القتال منذ عام 2015.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات