مؤتمر "المذاهب الإسلامية".. جسور لتوحيد الأفكار والرؤى

إطلاق وثيقة لتعزيز التعاون والإخاء بين "الطوائف" في "مؤتمر مكة"

time reading iconدقائق القراءة - 6
الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" في مكة المكرمة. 17 مارس 2024 - وكالة الأنباء السعودية "واس"
الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" في مكة المكرمة. 17 مارس 2024 - وكالة الأنباء السعودية "واس"
دبي-الشرق

أطلق مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" الذي احتضنته مكة المكرمة على مدار يومي الأحد والاثنين، وثيقة تحمل اسم المؤتمر بهدف وضع دلالات إرشادية للتعاون والإخاء بين أصحاب المذاهب الإسلامية، بما فيه صالح الأمة الإسلامية.

وشهد المؤتمر الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي، حضوراً كبيراً من العلماء والمشايخ من دول العالم الإسلامي، بما يمثل مختلف المذاهب والطوائف الإسلامية.

وقال آية الله الشيخ أحمد مبلغ، العضو الرسمي المنتدب في مجمع الفقه الإسلامي الدولي، لـ"الشرق"، أن المؤتمر مهم في التأسيس لأفكار والتوافق عليها بين العلماء الذين لهم دور في المجتمع، مؤكداً ضرورة التنسيق بين قادة المذاهب الإسلامية في العمل والتنفيذ واتخاذ القرارات التي توصل إليها المؤتمر، خاصة ما يتعلق الأمر بموضوعات حساسة.

وأضاف أن المؤتمر طرح أمراً مهماً عن الأمة وهو التآخي وبناء جسور التفاهم، مشيراً إلى أن نجاح المؤتمر يتوقف على تحقيق ما تم طرحه في كلمات المشاركين.

وشدد زيد محمد عبود بحر العلوم، مدير أكاديمية البلاغي في العراق، على أهمية المؤتمر الدولي في خدمة المجتمعات العربية والإسلامية. وأشاد في تصريحاته لـ"الشرق"، بحجم التمثيل الكبير في المؤتمر، مؤكداً أنه "لم يكن هناك أي استثناء لأي جهة وهذا يعطي قوة للمؤتمر".

توحيد الأفكار والرؤى 

وأكد المشاركون في المؤتمر على أهمية ترسيخ الروابط بين أبناء الأمة الإسلامية وإبطال دعوات الفرقة وزرع الفتن وتشويه صورة الإسلام والمسلمين، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية "واس".

وأوضح أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية الدكتور سامي الشريف، أن المؤتمر يأتي في توقيت مهم ، منوهاً باختيار موضوع المؤتمر لأن العالم الإسلامي يمر بتحديات خطيرة نتاج ما تم من تشويه لصورة الإسلام والمسلمين.

وأكد أن هذه الصورة تحتاج إلى إقامة جسور مع الغرب ومع الآخر لتصحيح صورة المسلمين، مبرزاً الجهود التي تقوم بها رابطة العالم الإسلامي المتمثلة في القيام بالعديد من المبادرات لإقامة جسور التعاون والتفاهم بين الشرق والغرب.

وقال: "من هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر لأنه جمع المذاهب الإسلامية المختلفة، للوقوف على كيفية الرجوع إلى الحق وكيفية إقامة جسور حقيقية لتقديم صورة الإسلام الصحيحة، ونحن أمة واحدة خلقنا الله نعبد رباً واحداً، ونؤمن بنبي واحد، ونقرأ قرآناً واحداً، ونتوجه إلى قبلة واحدة، ولا بد من وقفة واحده وتوحيد الأفكار والرؤى لمواجهة الخطر الأكبر، وهو الخطر الذي يستهدف الإسلام".

"لم شمل المسلمين"

وافتتح المؤتمر الأحد، بكلمة لمفتي عام المملكة العربية السعودية، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، قال فيها إن "الدين الإسلامي دين الاجتماع، أمر بوحدة الكلمة وحذر من الاختلاف".

وأضاف الشيخ الذي يشغل رئاسة المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، أن خطاب التأليف بين المسلمين يتوجه ابتداء إلى علمائهم باعتبارهم "القدوة والأسوة"، حسبما أوردت وكالة الأنباء السعودية "واس".

من جانبه، قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، إن "المؤتمر بعلمائه الراسخين من مختلف التنوع المذهبي في العالم الإسلامي جاء ليؤكِّد أن الأمة الإسلاميةَ بخير".

وأشاد في كلمته بافتتاح المؤتمر بإدراك العلماء أن "التنوع المذهبي لا بد معه من استيعاب أمور كثيرة، تتمثّل في أمور منها: أن الاختلاف والتنوع سُنة من سُنَن الله تعالى"، مشدداً على أن أهل الإسلام جميعاً تحت راية الإسلام ومظلته مهما اختلفت مذاهبهم".

وأشار إلى أن الشعارات الطائفية والحزبية تعد "في طليعة نكبات الأمة"، منتقداً "التوظيف السلبي لوسائل الإعلام التقليدية والجديدة لتصعيد الخلافات، وإثارة النعرات في الداخل الإسلامي". 

ودعا العيسى إلى أن تتضمن الرسالة الإعلامية في عالمنا الإسلامي "الكلمةَ الطيبةَ، وخصوصية الحوار الذي يؤلف ويقرب وفق قيم الأخوة الإسلامية".

مذكرات تفاهم

وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أكد رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيَّة، أن أهمية الوحدة الإسلامية ومكانتها بالنسبة للمجتمعات الإسلامية أمر أجمع عليه العلماء، مشيراً إلى أن "الوحدة مفهوم إسلامي عظيم يغطي جميع العلاقات الفردية والجماعية والدولية".

وشارك في المؤتمر كبار العلماء والمفتين من الدول الإسلامية، بينها مصر وإيران وإندونيسيا وباكستان وتركيا وماليزيا، وجرى بحث القضايا المتعلقة بالتعاون بين المذاهب الإسلامية، وتعزيز المشتركات الجامعة، وترسيخ مبادئ التنوُّع المذهبي وأدب الاختلاف، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

وعلى هامش المؤتمر، وقعت مذكرة تفاهم بين رابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي للعمل المشترك على تنفيذ مخرجات مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية".

كما جرى توقيع مذكرة تفاهم بين المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي ومجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، بهدف تعزيز التعاون في البحوث العلمية ونشر ثقافة التسامح والاعتدال وتعزيز الوحدة الإسلامية.

تصنيفات

قصص قد تهمك