السوداني في طهران لـ"حل المشكلات العالقة" مع العراق

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يستقبل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في القصر الرئاسي، طهران - 29 نوفمبر 2022 - twitter.com/IraqiPMO
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يستقبل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في القصر الرئاسي، طهران - 29 نوفمبر 2022 - twitter.com/IraqiPMO
بغداد/دبي- الشرق

قال رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني الثلاثاء، من طهران إن أمن العراق وإيران "وحدة متكاملة لا تتجزأ وهي جزء من أمن المنطقة"، مشدداً على أن حكومته ملتزمة بعدم السماح لأي أطراف باستخدام الأراضي العراقية للإخلال بأمن إيران أو أي من دول الجوار، فيما اعتبر الرئيس الإيراني الزيارة "نقطة تحوّل" ستساعد على "حل بعض المشكلات العالقة" بين البلدين.

وقال رئيس الوزراء العراقي في مؤتمر صحافي مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في طهران، إن العراق "لن يكون محطة أو نقطة انطلاق للإضرار بدول الجوار. نعتمد مبدأ الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد أو السماح بأن يكون العراق مصدر قلق أو ضرر لدول الجوار".

وشدد على أن المباحثات في إيران ستشمل بحث المشكلات الأمنية، مضيفاً أن هناك صيغة للتفاهم، وأن مستشاري الأمن القومي في البلدين سيسعيان لإيجاد آلية للعمل والتنسيق الميداني.

وأكد دعم حكومته لـ"تجنب أي تصعيد"، مشدداً على "أهمية الحوار والتفاهم لحل المشكلات". وأعرب عن التزام حكومته بـ"تطوير آفاق التعاون مع إيران في كل المجالات".

ووصل السوداني الثلاثاء، إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة رسمية عقب تلقيه دعوة من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

وتأتي الزيارة في أعقاب شنّ "الحرس الثوري" الإيراني الأسبوع الماضي ضربات صاروخية وهجمات بمسيّرات مفخخة على مواقع تابعة للمعارضة الإيرانية الكردية، المتمركزة منذ عقود في كردستان العراق، الإقليم المتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق.

واستقبل الرئيس الإيراني، رئيس الوزراء العراقي في القصر الرئاسي بطهران، حيث أجريت مراسم استقبال رسمية له. وشهدت المراسم عزف النشيد الوطني لكلّ من العراق وإيران، واستعراض حرس الشرف، وفقاً للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي.

وهذه هي ثالث زيارة خارجية للسوداني، بعد الأردن التي زارها في 21 نوفمبر في أولى جولاته الخارجية منذ توليه منصبه، والكويت التي زارها في 23 نوفمبر.

نقطة تحول

من جهته، اعتبر الرئيس الإيراني أن زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى طهران تعتبر "نقطة تحول" في العلاقات الثنائية، مضيفاً أن المباحثات خلال الزيارة "ستساعد على الارتقاء بالعلاقات بين الطرفين".

وقال الرئيس الإيراني إن هناك العديد من القضايا التي ستتناولها المباحثات، بما فيها القضايا وملفات التعاون، والملفات المصرفية وتصدير الكهرباء والغاز.

وأضاف أن الزيارة والمباحثات "سوف تساعد على حل بعض المشكلات العالقة بين البلدين"، معرباً عن أمله في أن تكون الزيارة "خطوة لتعزيز العلاقات بين البلدين".

وأشار إلى أن "هناك وجهات نظر مشتركة في ما يخص العلاقات الثنائية، والشؤون الدولية والإقليمية"، لافتاً إلى أن "حسن العلاقات يحسن العلاقات الدولية والإقليمية للبلدين".

"العراق لا ينسى دعم إيران"

بدوره، قال رئيس الوزراء العراقي إنه في طهران "لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية، وكذلك بحث مستجدات المنطقة والوضع الدولي".

وأضاف أن الزيارة تأتي لـ"إدامة الأواصر التاريخية بين العراق وإيران، وما يتخللها من مشتركات على كافة الأصعدة، وهو ما يحتم علينا العمل والتنسيق المشترك في مختلف المجالات".

وقال إن العراق شعباً وحكومة "لا ينسى دعم إيران في الفترة الماضية منذ التغيير في 2003 (الإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين عقب الغزو الأميركي) وحتى الحرب على داعش، وهو دعم تجسد في وجود مستشارين وإخوة، قدموا أرواحهم في خندق مواجهة الحق ضد البلد".

وقال إن "هذا هو ما يدفعنا إلى أهمية التنسيق المشترك لمواجهة الإرهاب والتطرف والمخدرات".

تنسيق أمني

وتأتي زيارة السوداني، التي تعتبر الأولى له إلى إيران منذ تسلّمه منصبه، بعد أيام من لقاءه سفير إيران في بغداد محمد كاظم آل صادق، في أعقاب الضربات الإيرانية على إقليم كردستان العراق.

ونقل السفير ، خلال الاجتماع الذي شهد التأكيد على مواصلة التنسيق بين بغداد وطهران في الملف الأمني، دعوة الرئيس الإيراني للسوداني لزيارة طهران.

ورداً على تلك الهجمات أعلن السوداني، الثلاثاء الماضي،  رفض حكومته "رفضاً قاطعاً" أي اعتداء على أراضي البلاد، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية.

ولكنه أكد في لقاء السبت مع السفير الإيراني مواصلة التنسيق بين بغداد وطهران في الملف الأمني بـ"الشكل الذي يحفظ سيادة البلدين، ويحقق مصالح الشعبين الصديقين، ويرسخ أمن المنطقة واستقرارها".

ترحيب إيران

وأعلن العراق في 23 نوفمبر عزمه على إعادة نشر قواته على حدوده مع كل من إيران وتركيا، بعد القصف المتكرر الذي نفّذته الدولتان.

ورحبت طهران، الاثنين، بقرار الحكومة العراقية إرسال قوات إلى المنطقة الحدودية مع إقليم كردستان العراق.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمره الصحافي الأسبوعي "سمعنا أنباء عن قرار الحكومة العراقية نشر قواتها على حدود إقليم كردستان العراق، ونأمل أن يتم ذلك ونرحب به"، مضيفاً "إذا كانت الحكومة العراقية بحاجة إلى مساعدة فنية في هذا الصدد، فنحن على استعداد لتقدیم المساعدة لها".

وأعلنت السلطات العسكرية في الإقليم أن "التعزيزات العسكرية" المنتشرة على الحدود مؤلفة من "البشمركة"، وهي قوات عسكرية خاصة بإقليم كردستان، ولكنها تتبع إدارياً لوزارة الدفاع العراقية.

ووعدت بتنفيذ هذه الإجراءات الأمنية الحدودية "في المستقبل القريب".

استهداف جماعات معارضة

رغم أن ضربات نوفمبر التي استهدفت جماعات إيرانية معارضة في إقليم كردستان العراق ليست الأولى، إلا أنها تتزامن مع الأوضاع السياسية المضطربة التي تعيشها إيران، وفقاً لـ"فرانس برس".

وتصف إيران هذه الجماعات بأنها "إرهابية"، متهمة إياها بـ"تهريب أسلحة" من العراق، والمساهمة في تأجيج التظاهرات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني، بعدما أوقفتها "شرطة الأخلاق" لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة.

للجماعات الكردية الإيرانية المعارضة وجود في كردستان العراق منذ ثمانينات القرن الماضي خلال الحرب العراقية الإيرانية، بمباركة من نظام صدام حسين، ولكنها كانت دوماً في مرمى السلطات الإيرانية، وفقاً لـ"فرانس برس".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات