تقرير: تظاهرات أنصار رئيس البرازيل تثير مخاوف من تكرار سيناريو ترمب

time reading iconدقائق القراءة - 7
أنصار للرئيس البرازيلي جايير بولسونارو خلال مسيرة في ساو باولو - 7 سبتمبر 2021 - Bloomberg
أنصار للرئيس البرازيلي جايير بولسونارو خلال مسيرة في ساو باولو - 7 سبتمبر 2021 - Bloomberg
دبي-الشرق

أثار تنظيم أنصار للرئيس البرازيلي، جايير بولسونارو، مسيرات مؤيّدة للحكومة ومناهضة لخصومها، في كل أنحاء البلاد الثلاثاء الذي صادف عيد الاستقلال، مخاوف من أن تمهّد للاستيلاء على السلطة، لا سيّما أن الرئيس محاصر بتراجع شعبيته وتدهور الوضع الاقتصادي وتحقيقات قضائية، كما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز".

ويخوض بولسونارو اليميني معركة مع المحكمة العليا للانتخابات والمعارضة، إذ يُطالب بمنح كل ناخب إيصالاً ورقياً، بعد إدلائه بصوته إلكترونياً، في انتخابات الرئاسة المرتقبة في أكتوبر 2022، تحسّباً لإعادة فرز الأصوات.

وترجح استطلاعات للرأي هزيمة بولسونارو أمام الرئيس اليساري السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، كما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وقال بولسونارو أمام تجمّع لمئات الآلاف من أنصاره في ساو باولو: "نريد انتخابات ديمقراطية نزيهة وفرز الأصوات علناً. لا يمكنني المشاركة في مهزلة، مثل التي يروّج لها رئيس المحكمة العليا للانتخابات".

ويعتبر بولسونارو أن التصويت الإلكتروني يتيح التزوير، علماً أنه مُطبّق في البرازيل منذ عام 1996. وقال لمؤيّديه الأسبوع الماضي، في إشارة إلى انتخابات الرئاسة: "لديّ 3 بدائل مستقبلاً: الاعتقال أو القتل أو النصر. كونوا متأكدين من أن الخيار الأول، السجن، لن يحدث".

الرئيس والمحكمة العليا

المحكمة العليا فتحت تحقيقات قوّضت ثقة الشعب ببولسونارو وحكومته، علماً أنها تشمل فضيحة فساد في شراء لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد، واتهام الرئيس بتشويه سمعة نظام الاقتراع في البرازيل، بحسب "نيويورك تايمز". 

في المقابل، كثّف بولسونارو هجماته خلال الأشهر الأخيرة، معتبراً أن المحكمة العليا تُصدر أحكاماً خارجة عن سلطتها، ومشيراً إلى مزاعم عن تزوير التصويت.

وقال في ساو باولو، في إشارة إلى قاضٍ بالمحكمة العليا سمح بفتح تحقيقات ضد الرئيس وحلفاء له، بشأن هجمات مزعومة تستهدف الديمقراطية: "لن نقبل بعد الآن بأن يستمر أشخاص، مثل ألكسندر دي مورايش، في انتقاد ديمقراطيتنا وعدم احترام دستورنا. لن أُسجن أبداً"، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".

وأشارت الوكالة إلى أن مؤيّدين لبولسونارو تظاهروا الثلاثاء، دعوا علناً إلى سيطرة الجيش على مؤسسات الدولة في البرازيل.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن متظاهرة في ريو دي جانيرو، مطالبتها بـ "إغلاق المحكمة العليا"، فيما اعتبر آخر أن الصحافة وقادة القطاع الصناعي وأعضاء في القضاء، يتآمرون ضد بولسونارو.

وأشارت الصحيفة إلى أن عناصر في الشرطة العسكرية يساندون الرئيس، علماً أنهم مُلزمون بالنأي عن السياسة.

وأضافت أن بولسونارو دعا أنصاره إلى الاستفادة من تخفيفه قواعد ملكية الأسلحة، لحماية أنفسهم في الأشهر المقبلة.

وذكرت الصحيفة أن جائحة كورونا أسفرت عن وفاة أكثر من 584 ألف شخص في البرازيل التي تشهد زيادة في البطالة والجوع والتضخم وأسعار الفائدة وعدم المساواة، خلال عهد الرئيس.

كما أن جفافاً شديداً أدى إلى خفض مستويات المياه في محطات الطاقة الكهرومائية، ما جعل البلاد على شفا انقطاع في التيار الكهربائي.

بولسونارو وترمب

"نيويورك تايمز" اعتبرت أن كثيرين في البرازيل يقارنون بين سلوك بولسونارو، وما فعله الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، قبل انتخابات 2020، ويخشون أن تواجه البلاد تحدياً مشابهاً للمؤسسات الانتخابية، أو هجوماً مماثلاً لاقتحام مبنى الكونجرس الأميركي، في 6 يناير الماضي.

وأصدر أكثر من 150 رئيساً ووزيراً ونائباً من 26 دولة، بياناً الاثنين يبدي قلقاً من إمكان تحول التجمّعات في البرازيل إلى "تمرّد" قد يقوّض الأعراف الديمقراطية، في أكبر دول أميركا اللاتينية.

وأضاف البيان: "نحن قلقون جداً بشأن التهديد الوشيك للمؤسسات الديمقراطية البرازيلية"، وفق "نيويورك تايمز".

ونبّه حاكم ساو باولو، جواو دوريا، وهو مرشّح للرئاسة، إلى أن البرازيل "تمرّ بأسوأ لحظة منذ الديكتاتورية" (1964-1985).

وزاد: "لا يمكن أن يكون هناك مجال لتبنّي الاستبداد". وأعلن علناً للمرة الأولى، أنه يدعم الإطاحة ببولسونارو، فيما شدد القاضي مورايش على وجوب احترام الديمقراطية.

أما أليساندرو مولون، وهو زعيم معارض في الكونجرس، فرأى أن الرئيس يسعى، من خلال تشجيعه تظاهرات ضخمة، إلى إظهار دعم شعبي سيحصل عليه في حال تحدى هزيمته في الانتخابات، أو تجاهل سلطة منتقديه في الكونجرس والقضاء.

وتابع مولون: "قاعدته تضعف، لكنها تضمّ مجموعة متطرفة بشكل متزايد، يعتزم استخدامها، لتقديمها بشكل خاطئ بوصفها تفويضاً من غالبية الناس".

ونقلت "بلومبرغ" عن كارولينا بوتيليو، وهي أستاذة العلوم السياسية بجامعة ولاية ريو دي جانيرو، قولها في إشارة إلى الرئيس: "نزلت قاعدته بالكامل إلى الشوارع، ولكنها ليست غالبية الناخبين البرازيليين. لم يفعل أي شيء لبناء قاعدته".

ولفت ماريو براغا، وهو أبرز محلّلي شؤون البرازيل في شركة "كونترول ريسكس" الاستشارية، إلى أن أنصار بولسونارو "لن يتركوه الآن، لكنه لا يحسّن وضعه في استطلاعات الرأي، من خلال مزيد من التطرف". وتابع: "إنه يحاول ألا يفقد مزيداً من الدعم من قاعدته المتشددة".

اقرأ أيضاً: