أوكرانيا تطلب الدعم من الغرب.. وبايدن: زيلينسكي تجاهل التحذيرات

time reading iconدقائق القراءة - 10
جندي أوكراني يتحدث في جهاز اللاسلكي على خط المواجهة الأمامي في إقليم دونباس بشرق البلاد. 10 يونيو 2022 - AFP
جندي أوكراني يتحدث في جهاز اللاسلكي على خط المواجهة الأمامي في إقليم دونباس بشرق البلاد. 10 يونيو 2022 - AFP
لوس أنجلوس/كييف-أ ف برويترز

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، إن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "لم يرِد سماع" التحذيرات الأميركية قبل الغزو الروسي لبلاده في 24 فبراير الماضي، في وقت طالبت فيه أوكرانيا بدعم عسكري وإنساني، خصوصاً مع استمرار القتال في سيفيرودونيتسك شرقي البلاد.

وأضاف بايدن، خلال حفل استقبال في لوس أنجلوس لجمع الأموال للحزب الديمقراطي: "أعتقَد كثير من الناس أنني أبالغ، عندما تحدثت عن هجوم روسي على أوكرانيا قبل أن يبدأ".

وتابع: "لكنني علمتُ أن لدينا معلومات في هذا الاتجاه. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان في طريقه لعبور الحدود، لم يكن هناك شك، ولكن زيلينسكي لم يرغب في سماع ذلك".

وكانت الولايات المتحدة بدأت التحذير من استعدادات روسيا لغزو أوكرانيا قبل وقت طويل، لكن هذه التحذيرات قوبلت بالتشكيك، وأثارت انتقادات مبطنة إلى حد ما من جانب بعض الحلفاء الأوروبيين.

دعم عسكري وإنساني

في سياق موازٍ، سعت أوكرانيا الجمعة، للحصول على مزيد من المساعدات من الغرب، إذ ناشدت بتسريع وتيرة إيصال الأسلحة لصد القوات الروسية، الأفضل تسليحاً، كما طلبت دعماً إنسانياً لمكافحة تفشي الأمراض المعدية.

ويأتي ذلك مع استمرار القتال في مدينة سيفيرودونيتسك الصغيرة الواقعة شرقي البلاد، والتي أصبحت محور الهجوم الروسي، حيث تشهد أحد أكثر المعارك دموية في الحرب التي دخلت شهرها الرابع.

وقال رئيس بلدية مدينة ماريوبل الأوكرانية، الخاضعة بالكامل للسيطرة الروسية بعد حصار استمر 3 أشهر، إن أنظمة الصرف والنظافة العامة معطلة والجثث تتعفن في الشوارع.

وأضاف فاديم بويتشينكو: "هناك تفشٍّ لمرضي الدوسنتاريا والكوليرا. هذا للأسف تقييم أطبائنا للموقف. الحرب التي حصدت أكثر من 20 ألفاً من السكان وبسبب التفشي، ستحصد آلاف الأرواح الإضافية في ماريوبل".

وطالب بويتشينكو الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ"العمل على إنشاء ممر إنساني للسماح لبقية السكان بمغادرة المدينة التي تخضع الآن للسيطرة الروسية".

من جانبهم، ناشد مسؤولون أوكرانيون، الغرب تقديم المزيد من المساعدات العسكرية والإسراع بتسليم قطع مدفعية وأنظمة صاروخية لصد القوات الروسية في وقت حرج بميدان القتال الدائر بشرق البلاد.

وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو"، الجمعة، إن "أزمة جوع مزمنة قد تؤثر في نحو 19 مليوناً آخرين حول العالم على مدى العام المقبل، بسبب نقص صادرات القمح وسلع غذائية أخرى من أوكرانيا وروسيا".

وفي كلمة بالفيديو أمام مؤتمر للديمقراطية عقد في كوبنهاجن، طالب الرئيس الأوكراني بقبول بلاده "جزءاً من الغرب، بضمانات ملزمة لحمايتها".

وقال: "يمكن للاتحاد الأوروبي أن يتخذ خطوة تاريخية ستثبت أن ما يقال عن انتماء شعب أوكرانيا للأسرة الأوروبية ليس مجرد كلام أجوف خالٍ من المضمون"، داعياً التكتل لقبول طلب أوكرانيا الترشح لعضويته.

حرب مدفعية

وأفاد مسؤولون أوكرانيون بأن الحرب الدائرة في الشرق أصبحت "معركة مدفعية" بالأساس، لكن القوات الروسية تتفوق على المقاتلين الأوكرانيين بكثير. 

ويرى المسؤولون أن كفة الحرب يمكن أن تتحول لمصلحتهم، إذا أوفى الغرب بوعوده بإرسال المزيد من المدفعية الأكثر تطوراً، بما في ذلك أنظمة صواريخ وعدت بها واشنطن ودول أخرى.

وقال فاديم سكيبيتسكي، نائب رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، في مقابلة مع صحيفة "ذا جارديان" البريطانية: "إنها حرب مدفعية الآن. كل شيء يعتمد الآن على ما سيعطيه الغرب لنا (...) لدى أوكرانيا قطعة مدفعية مقابل 10 أو 15 قطعة مدفعية روسية. شركاؤنا الغربيون أعطونا نحو 10% مما لديهم".

وتركز روسيا قواتها في معركة للسيطرة على سيفيرودونيتسك على أمل أن يتيح لها ذلك السيطرة على منطقة لوغانسك بالكامل، إذ تطالب موسكو أوكرانيا بالتنازل عن منطقتي لوغانسك ودونيتسك لمصلحة الانفصاليين الموالين لها.

وانسحبت القوات الأوكرانية إلى حد كبير من المناطق السكنية في المدينة، لكنها لم تتخلَّ عن موطئ قدمها على الضفة الشرقية لنهر سيفيرسكي دونيتس، وأحبطت حتى الآن جهود روسيا لتطويقها، فيما يزعم الجانبان أن كلاً منهما "كبد الآخر خسائر فادحة في القتال".

 إدانة بريطانية

في السياق، أدانت بريطانيا، الجمعة، السلطات الروسية بالوكالة في دونباس بسبب ما وصفته بـ"الانتهاك الصارخ" لاتفاق جنيف في الحكم بالإعدام على بريطانيين تم اعتقالهما في المنطقة الانفصالية أثناء قتالهما من أجل أوكرانيا.

وقال مسؤول بالأمم المتحدة إن المحاكمات التي تجرى في ظل هذه الظروف "ترقى إلى مستوى جرائم الحرب"، بينما ندد بها وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، ووصفها بأنها "محاكمة صورية لأسرى حرب".

وشبه بوتين في تصريحات الخميس، بمناسبة الاحتفال بمرور 350 عاماً على ميلاد القيصر الروسي بطرس الأكبر، ما يقوم به حالياً في أوكرانيا بما وصفه بمساعي "القياصرة التاريخيين لاستعادة ما قال إنها أراضٍ روسية".

وقال بوتين: "شن بطرس الأكبر حرب الشمال العظمى لمدة 21 عاماً، بدا أنه في حالة حرب مع السويد، وإنه انتزع شيئاً منهم. لم ينتزع أي شيء منهم، لقد استعاد (ما كان لروسيا)"، فيما قالت أوكرانيا إن هذا الخطاب "يثبت هدف موسكو المتمثل في الاستيلاء على الأراضي".

وكتب مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيلو بودولياك في حسابه على تويتر: "اعتراف بوتين بالاستيلاء على الأراضي ومقارنة نفسه ببطرس الأكبر يثبت أنه لم يكن هناك نزاع، بل فقط سيطرة بطريقة دموية على بلد بذرائع مفتعلة عن الإبادة الجماعية".

وأدى ذلك إلى استدعاء إستونيا، الجمعة، السفير الروسي للاحتجاج على تصريحات لبوتين أشاد فيها بحاكم روسي في القرن الـ 19 استولى على مدينة في إستونيا حالياً، ووصفتها بأنها "غير مقبولة تماماً".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات