مساعدات أميركية جديدة لأوكرانيا.. وبوتين يرجح الاتفاق على إنهاء النزاع بالنهاية

time reading iconدقائق القراءة - 10
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي عقب قمة إقليمية في بيشكيك قيرجيزستان. 9 ديسمبر 2022 - REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي عقب قمة إقليمية في بيشكيك قيرجيزستان. 9 ديسمبر 2022 - REUTERS
دبي- وكالاتالشرق

رجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تبرم روسيا اتفاقاً لإنهاء النزاع في أوكرانيا في المستقبل، لكنه أشار إلى أن موسكو تشعر بـ"التعرض للخيانة" بسبب انهيار اتفاقات مينسك، فيما أعلنت واشنطن عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 275 مليون دولار.

واعتبر الرئيس الروسي أنه "سيكون من الضروري في نهاية المطاف التوصل إلى اتفاق لإنهاء النزاع في أوكرانيا"، معرباً عن شكوكه في "الثقة" التي يمكن أن تمنحها موسكو لمحاوريها.

وقال بوتين على هامش القمة الإقليمية التي استضافتها بشكيك عاصمة قيرجيزستان: "في نهاية المطاف سيكون من الضروري التوصل إلى اتفاق. سبق أن قلتُ ذلك مرات عديدة إننا مستعدون لهذه الترتيبات، نحن منفتحون، لكن ذلك يرغمنا على التفكير لمعرفة مع من نتعامل".

وأضاف: "ربما كان علينا أن نبدأ كل ذلك (الهجوم على أوكرانيا) في وقت أبكر لكن كنا نُعول في الواقع على احتمال إيجاد تفاهم في إطار اتفاقات مينسك".

واعتبر بوتين، خلال مؤتمر صحافي بعد القمة، أن ألمانيا وفرنسا، اللتين توسطتا في اتفاقات مينسك لوقف إطلاق النار بين أوكرانيا والانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا عامي 2014 و2015، "خانتا روسيا وأصبحتا تمدان أوكرانيا بالأسلحة الآن".

كانت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل قالت، في مقابلة نشرتها مجلة "دي تسايت" الألمانية الأربعاء، إن اتفاقات مينسك كانت محاولة "لمنح أوكرانيا الوقت لبناء دفاعاتها في حال اندلاع نزاع مسلّح مع روسيا".

وأشار بوتين إلى أنه "يشعر بخيبة أمل" بسبب تصريحات ميركل، وقال إن هذا الكلام "يطرح بالطبع مسألة الثقة. والثقة شبه معدومة وبعد تصريحات من هذا النوع، السؤال هو بالتأكيد الآتي: كيف يمكن التوصل إلى اتفاق؟ وهل يمكن أن نتفاهم مع أحد؟ وبأي ضمانات؟"، بحسب وكالة "رويترز".

"ضربة استباقية"

وتحدّث الرئيس الروسي عن إمكان تعديل العقيدة العسكريّة لبلاده من أجل إتاحة تنفيذ ضربة استباقيّة لنزع سلاح العدوّ.

وكان بوتين يردّ على سؤال طرحه عليه صحافيّ خلال زيارة له إلى بشكيك، وطلب منه توضيح تصريح أدلى به في وقت سابق هذا الأسبوع بشأن استخدام أسلحة نوويّة.

وقال بوتين إن موسكو تدرس تبنّي ما سمّاه مفهوم واشنطن للضربة الاستباقيّة، مضيفاً "أوّلاً، طوّرت الولايات المتحدة مفهوم الضربة الوقائيّة. وثانياً تعمل على تطوير نظام ضربات يهدف إلى نزع سلاح (العدوّ)".

واعتبر أنّه ربّما ينبغي لموسكو التفكير في تبنّي "الأفكار التي طوّرها الأميركيّون لضمان أمنهم"، لكنّه قال "نحن فقط نُفكّر في هذا الأمر".

وشدّد الرئيس الروسي على أنّ صواريخ بلاده وأنظمتها التي تفوق سرعة الصوت "أكثر حداثة لا وبل أكثر كفاءة" من تلك التي تمتلكها الولايات المتحدة.

مساعدات جديدة لأوكرانيا

من جانبه، أعلن متحدث باسم البيت الأبيض، الجمعة، أن الولايات المتحدة سترسل لأوكرانيا مساعدات جديدة بقيمة 275 مليون دولار "لتعزيز" دفاعاتها ضد الطائرات المسيّرة على نحو خاص.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي: "سيتم إرسال مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 275 مليون دولار قريباً لمنح أوكرانيا قدرات جديدة لتعزيز دفاعاتها الجوية وتمكينها من التعامل مع تهديدات الطائرات المسيّرة".

وأضاف أن واشنطن ستزود الجيش الأوكراني أيضاً بذخيرة مدافع "هيمارس"، وهو نظام مدفعي دقيق وشديد الفعالية محمول على مركبات مدرعة خفيفة.

وهذه الحزمة، المكونة من معدات مصدرها المخزونات الأميركية، ترفع قيمة المساعدات العسكرية التي قدمتها واشنطن لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا إلى أكثر من 19.3 مليار دولار.

كان بوتين أعلن، الخميس، أن جيشه سيواصل ضرباته ضد البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا، رداً على الهجمات التي تنسبها موسكو إلى كييف لا سيما استهداف جسر القرم الذي دمر جزئياً في مطلع أكتوبر، خلال هجوم بشاحنة مفخخة.

روسيا وإيران

والجمعة، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من تشكّل ما سمته "شراكة دفاعية كاملة" بين روسيا وإيران وصفتها بأنها تلحق "ضرراً" بأوكرانيا وجيران إيران والعالم.

وتتهم القوى الغربية إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيّرة تستعملها في حربها ضد أوكرانيا حيث تقصف البنية التحتية للطاقة لتحقيق أفضلية في النزاع. وسبق أن نددت واشنطن بالتعاون العسكري بين إيران وروسيا، لكنها تحدثت، الجمعة، عن علاقة واسعة النطاق تشمل معدات مثل الطائرات المسيّرة والمروحيات والطائرات المقاتلة.

وقال كيربي للصحافيين إن "روسيا تسعى للتعاون مع إيران في مجالات مثل تطوير الأسلحة والتدريب"، مشيراً إلى أن موسكو "تقدم لإيران مستوى غير مسبوق من الدعم العسكري والتقني" الأمر الذي "يحول علاقتهما إلى شراكة دفاعية كاملة".

وتابع: "اطلعنا أيضاً على تقارير تفيد بأن موسكو وطهران تدرسان إنشاء خط إنتاج مشترك للطائرات المسيّرة القاتلة في روسيا. نحضّ إيران على عكس المسار وعدم اتخاذ هذه الخطوات".

وأوضح كيربي أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على 3 كيانات مركزها روسيا تنشط خصوصاً في "حيازة واستخدام الطائرات المسيّرة الإيرانية".

وكانت طهران أقرت في نوفمبر، بإرسال طائرات مسيّرة إلى روسيا، لكنها شددت على أنها زودتها بها قبل بدء غزو أوكرانيا.

المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أشار إلى تقارير عن تدريب طيارين إيرانيين على قيادة مقاتلات متطورة من طراز "سوخوي سو-35" في روسيا، وقد تحصل طهران على هذا الطراز من الطائرات، العام المقبل، وهو ما "سيُعزز بشكل كبير القوات الجوية الإيرانية مقارنة بجيرانها".

وقال إن الولايات المتحدة تعتقد أيضاً أن إيران تدرس بيع "مئات الصواريخ البالستية" لروسيا.

وانتقد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، الجمعة، ما سماه "الصفقات القذرة" بين موسكو وطهران، قائلاً في بيان، إن إيران أرسلت طائرات مسيّرة إلى روسيا مقابل "دعم عسكري وتقني" من موسكو.

واعتبر كليفرلي أن ذلك "سيزيد من المخاطر التي تمثلها على شركائنا في الشرق الأوسط والأمن الدولي"، متعهداً بأن "تواصل المملكة المتحدة فضح هذا التحالف اليائس ومحاسبة البلدين".

تجميد أصول روسية

في وقت سابق الجمعة، أفادت بروكسل بأن دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها بلجيكا ولوكسمبورج جمدت 18.9 مليار يورو من أصول أثرياء روس وكيانات فرضت عليها عقوبات بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

ووفقاً لإحصاءات للاتحاد الأوروبي جاءت بلجيكا في المقدمة إذ جمدت 3.5 مليار يورو من الأصول الروسية تلتها لوكسمبورج بـ2.5 مليار وإيطاليا بـ2.3 مليار وألمانيا بـ2.2 مليار، فيما جمدت كل من إيرلندا والنمسا وفرنسا وإسبانيا أكثر من مليار يورو، بحسب البيانات المعلنة في 25 نوفمبر.

وفرض الاتحاد الأوروبي عدة عقوبات غير مسبوقة على الاقتصاد الروسي منذ أن بدأت موسكو غزوها الشامل لأوكرانيا في 24 فبراير.

وفي حين أبلغ عدد من أعضاء التكتل الذي يضم 27 دولة عن استهداف مبالغ كبيرة، فإن البعض الآخر لا يزال متأخراً كثيراً.

وتتذيل القائمة مالطا التي لديها مخطط "جواز السفر الذهبي" المثير للجدل للمستثمرين الأثرياء بمن فيهم الروس، إذ جمدت 146 ألف و558 يورو فقط، وتأتي اليونان في المركز الثاني بأرصدة مجمدة تبلغ 212 ألف و201 يورو.

محادثات اسطنبول

وفي ذروة كل هذه التطورات، قال نائب وزير الخارجية الروسي والسفارة الأميركية في أنقرة إن دبلوماسيين من روسيا والولايات المتحدة اجتمعوا في إسطنبول، الجمعة، لمناقشة عدد من المسائل الفنية في العلاقات بين البلدين.

وقال متحدث باسم السفارة الأميركية إن الاجتماع لم يتطرق إلى الحرب في أوكرانيا.

ونقلت وكالة "تاس" الحكومية الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف قوله إن الجانبين سيبحثان مجموعة من "المسائل الصعبة" من بينها تأشيرات الدخول وأعداد الموظفين في سفارتيهما وعمل مؤسسات كل جانب ووكالاته في الخارج، من بين عدد من القضايا الأخرى.

وقال ريابكوف إن الاجتماع عقد بين رؤساء إدارات في وزارتي الخارجية بالبلدين فيما وصفته وكالات أنباء حكومية روسية بأنه اجتماع على مستوى منخفض نسبياً.

وأضاف ريابكوف أنه لا ينبغي النظر إلى الاجتماع باعتباره علامة على استعداد الجانبين لاستئناف المحادثات بشأن "قضايا كبيرة".

وأكد متحدث باسم السفارة الأميركية في أنقرة عقد الاجتماع وقال إن "مسؤولاً كبيراً بوزارة الخارجية الأميركية كان في إسطنبول للاجتماع مع المفاوضين الروس بشأن مجموعة محدودة من المسائل الثنائية".

وأضاف: "لم تجر مناقشة حرب روسيا في أوكرانيا".

وخفضت السفارة الروسية في واشنطن والسفارة الأميركية في موسكو، في السنوات القليلة الماضية، أعداد الموظفين بهما بشكل كبير خلال سلسلة من الإجراءات المتبادلة شهدت إعادة العشرات من الدبلوماسيين الأميركيين والروس إلى بلادهم.

واجتمع سيرجي ناريشكين رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسي مع وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) في العاصمة التركية أنقرة يوم 14 نوفمبر، وهو الاجتماع الأرفع مستوى وجهاً لوجه بين الجانبين منذ غزو أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لوكالة "تاس" إن الاتصالات بين أجهزة المخابرات تقتصر على تبادل المعلومات ولا تتطرق إلى حالة العلاقات الثنائية بين البلدين بصفة عامة.

لكن روسيا انسحبت في نهاية نوفمبر، من اجتماع كان مقرراً عقده بالقاهرة لمناقشة استئناف عمليات التفتيش على الأسلحة النووية في إطار اتفاقية ستارت الجديدة.

وحملت موسكو واشنطن مسؤولية إلغاء الاجتماع في اللحظات الأخيرة، قائلة إن الجانب الروسي لم يجد بداً من الإلغاء بعد إعلان الولايات المتحدة أنها غير مستعدة لمناقشة أجندة أوسع نطاقاً "للاستقرار الاستراتيجي" خلال المحادثات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات