أردوغان يكشف ملامح اقتراح يلبي "طلبات روسية" بشأن اتفاق الحبوب

time reading iconدقائق القراءة - 6
الأمم المتحدة تقدم اتفاقاً جديداً للحبوب يتضمن آلية تشبه نظام "سويفت" - Bloomberg
الأمم المتحدة تقدم اتفاقاً جديداً للحبوب يتضمن آلية تشبه نظام "سويفت" - Bloomberg
دبي/ إسطنبول/ كييف- الشرقوكالات

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إن أحدث اقتراح من الأمم المتحدة لاتفاق الحبوب يتضمن آلية تشبه نظام "سويفت"، معتبراً أن ذلك يعمل على "تلبية بعض مطالب روسيا".

وأضاف أردوغان في تصريحات أدلى بها للصحافيين على متن الطائرة أثناء عودته من زيارة إلى مدينة سوتشي الروسية، أن "العمل جار بشأن مسألة التأمين على السفن"، مشدداً على "إمكانية التوصل إلى حل قريب" بشأن "اتفاق الحبوب" الذي انسحبت منه موسكو في يوليو الماضي.

وأشار أردوغان إلى أن مطالب موسكو هي التأمين على السفن وإدراج بنكها الزراعي في نظام "سويفت" العالمي لتحويل الأموال عبر البنوك، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول" التركية.

وأوضح قائلاً: "اقترح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، يوم 28 أغسطس، في الخطاب الذي أرسله، آلية وسيطة ناشئة عن معاملات سويفت، لكن ليس سويفت بشكل مباشر مثلما أراد الروس"، وواصل: "قالوا إن العمل جارٍ في مسألة التأمين أيضاً".

وذكر أردوغان، أنه سيناقش إحياء مبادرة حبوب البحر الأسود مع الأمين العام للأمم المتحدة على هامش أعمال الجمعية العامة في نيويورك المقررة في سبتمبر الجاري.

وكان الاتفاق السابق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا، يضمن تصدير المنتجات من الموانئ الأوكرانية بأمان، واستمر لمدة عام، قبل انتهائه في يوليو الماضي، عندما انسحبت موسكو بسبب شكواها من عقبات تواجه صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة.

أوكرانيا ترفض تخفيف موقفها

في المقابل، رفض ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، دعوة تركيا لبلاده بتخفيف موقفها فيما يتعلق بإحياء اتفاق الحبوب، قائلاً إن أوكرانيا لن تدعم تخفيف العقوبات على موسكو، ولن تقبل سياسة "الترضية".

وقال بودولياك لوكالة "رويترز": "لنكن واقعيين في نهاية المطاف، ولنتوقف عن بحث خيارات غير موجودة، ناهيك عن تشجيع روسيا على ارتكاب مزيد من الجرائم".

وأدلى بودولياك بهذه التصريحات عندما طلب منه التعليق على ما صرح به الرئيس التركي، الاثنين، بعد المحادثات مع بوتين.

وأضاف بودولياك أن روسيا "مهتمة للغاية" بتدمير الموانئ البحرية الأوكرانية والبنية التحتية لنقل الحبوب. وأشار إلى أن موسكو "ليست بحاجة إلى أي اتفاق للحبوب"، وأن "كل ما يهمها عزل أوكرانيا عن أسواق الحبوب العالمية ورفع أسعار الحبوب، وأن تسيطر بمفردها على البحر الأسود".

وتساءل: "كيف يمكن لأوكرانيا أن "تخفف" (موقفها) هنا؟". وأضاف: "لنكن واضحين، لن نمارس بالتأكيد سياسة استرضاء المعتدي... والدخول في برنامج رفع العقوبات".

"اتفاق هش"

وذكرت "بلومبرغ"، أن محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره التركي بشأن "الاتفاق الهش" لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، انتهت من دون تجديد الاتفاق، في ظل تمسك موسكو بمطالبها، وسلسلة هجمات روسية على البنية التحتية لأوكرانيا أضفت "طابعاً قاتماً" على أجواء الاجتماع.

وأشارت إلى تصريحات الرئيس الروسي بوتين عندما قال إنه "لن يحيي اتفاق الحبوب" الذي تدعمه الأمم المتحدة، والذي أدى إلى تخفيف أسعار المواد الغذائية العالمية من خلال السماح لأوكرانيا بشحن حبوبها عبر البحر الأسود، "ما لم يتم إزالة العقبات أمام الصادرات الزراعية الروسية".

تصريحات بوتين جاءت بعد اجتماع استمر 3 ساعات في منتجع سوتشي الروسي مع أردوغان الذي كان يأمل في الخروج من المحادثات بإطار عمل جديد للمفاوضات، يُقدمه إلى القادة العالميين في قمة مجموعة العشرين بالهند خلال هذا الأسبوع.

مطالب موسكو

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن بوتين تمسك بنفس الموقف الذي راهنت عليه موسكو عندما أعلنت انسحابها من الاتفاق. وقال خلال مؤتمر صحافي بعد محادثاته مع أردوغان: "سنكون مستعدين للنظر في إمكانية إحياء اتفاق الحبوب". 

وأضاف: "سنفعل ذلك فوراً بمجرد تنفيذ جميع الاتفاقيات المتعلقة برفع القيود المفروضة على تصدير المنتجات الزراعية الروسية".

على نحو مماثل، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الثلاثاء، إن الغرض من المحادثات بين بوتين وأردوغان في سوتشي هو "تنسيق المواقف، وتم هذا ولا توجد خطط للتوصل إلى أي اتفاقيات محددة".

وطالبت روسيا بإزالة العقبات أمام صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة، التي تضرر بعضها مباشرة بعد غزوها لأوكرانيا، إذ ابتعدت البنوك وشركات التأمين وشركات الشحن عن البضائع الروسية، وتوقفت دول البلطيق عن التعامل مع الكميات الروسية عبر موانئها. 

ولم يمنع ذلك روسيا من تصدير كميات قياسية من القمح، كما بدأت صادراتها من الأسمدة تتعافى أيضاً إلى مستويات ما قبل الحرب.

وتريد روسيا أيضاً إعادة فتح خط أنابيب الأمونيا، الذي يمر عبر أوكرانيا، وإعادة ربط مصرف "روسيلخوزبانك"، وهو بنك مملوك للدولة يركز على الزراعة، بنظام "سويفت" للمدفوعات الدولية.

المحاصيل الأوكرانية

مع ذلك، ستظل المحاصيل الأوكرانية قادرة على الوصول إلى الأسواق من دون التوصل إلى اتفاق جديد، لكن ارتفاع تكاليف النقل يمكن أن يؤدي إلى انخفاض كميات الحبوب المزروعة، ما يحد من الإمدادات العالمية على المدى الطويل.

ويبدو أن خطة المليون طن، هي محاولة منفصلة لتخفيف المخاوف في إفريقيا، حيث سعت روسيا إلى بناء نفوذها على حساب الغرب، بحسب "بلومبرغ".

وقال أردوغان إن بلاده مستعدة لاستقبال الحبوب الروسية ومعالجتها وتحويلها إلى دقيق لإرسالها إلى القارة، مع استعداد قطر لتقديم التمويل، مضيفاً: "لقد توصلنا إلى اتفاق بشأن هذه المسائل".

وحذر وزير الخارجية الأوكراني الأسبوع الماضي، من أن أي اتفاق لا يشمل كييف، لن يؤدي إلا إلى تعزيز تكتيكات روسيا.

وحافظ أردوغان وبوتين على اتصالات مكثفة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، إذ تعاونا في خطط لتوسيع واردات الغاز والتعاون في مجال الطاقة النووية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات