تقرير: الاتفاق النووي لا يقيد إسرائيل بمواجهة تهديدات إيران

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي جو بايدن مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد في مطار بن جوريون قرب تل أبيب في 13 يوليو 2022 - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد في مطار بن جوريون قرب تل أبيب في 13 يوليو 2022 - AFP
دبي-الشرق

أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الحكومة الإسرائيلية، بعدم وجود قيود يفرضها الاتفاق النووي المطروح في محادثات فيينا، على إسرائيل في التعامل مع التهديدات الإيرانية، بحسب ما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع بأن الرئيس بايدن أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد أن "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها من دون أي قيود" في مواجهة التهديدات الإيرانية، كما نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إسرائيل لن تكون مقيدة بموجب الاتفاق، بشأن ضرب البرنامج النووي الإيراني أو في حربها التقليدية ضد الأهداف الإيرانية في سوريا.

الحملات الانتخابية

ومع تصعيد الحملات الإسرائيلية المنتقدة والرافضة للاتفاق النووي، أفادت الصحيفة نقلاً عن مسؤول أميركي، الأحد، بأن أجواء الحملات الانتخابية الجارية في إسرائيل تقف "بشكل جزئي" وراء تصاعد انتقادات السياسيين في إسرائيل للاتفاق النووي خلال الفترة الأخيرة، مضيفاً أن إدارة بايدن وإسرائيل تتفهّمان مواقف بعضهما البعض جيداً.

ومنذ بدء مفاوضات الاتفاق النووي، كثفت إدارة بايدن مشاوراتها مع إسرائيل، وشاركت معها آخر التطورات في محادثات فيينا، وهو ما سمح لتل أبيب بتنبيه واشنطن "سراً" إلى عدم تقديم تنازلات في المفاوضات، بحسب ما أكد أشخاص مطلعين على المحادثات الإسرائيلية - الأميركية للصحيفة.

وأكد الأشخاص، الذين لم تذكر الصحيفة أسماءهم، أن المحادثات مع إسرائيل دفعت الولايات المتحدة إلى اتخاذ خطوات أكثر حذراً في المفاوضات.

مخاوف من سيناريو 2015

وتأتي الضغوط الإسرائيلية التي تكثفت في الأسابيع الأخيرة، فيما تواصل الولايات المتحدة مشاوراتها مع حلفائها الأوروبيين الموقعين على الاتفاق بشأن رد إيران الأخير على تعليقات واشنطن بشأن المسودة الأوروبية لإحياء الاتفاق النووي.

وبدأت أطراف الاتفاق، بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا، إلى جانب الولايات المتحدة، في دراسة الرد الإيراني، منذ الجمعة، فيما أكدت الخارجية الأميركية لـ"الشرق" أن الولايات المتحدة سترسل ردها بعد انتهاء المشاورات، إلى الاتحاد الأوروبي الذي يقوم بدور الوسيط.

مكاسب الاتفاق

وأكد مسؤولون أميركيون لـ"وول ستريت جورنال" أن الاتفاق المطروح، سيحد بشكل كبير من برنامج إيران النووي، وسيؤدي للتخلص من معظم مخزونها من اليورانيوم المخصب، كما سيلزم طهران بالتخلص من المئات من أجهزة الطرد المركزي المتطورة.

وأكد المسؤولون، الذين لم تسمهم الصحيفة، أن الاتفاق سيحدّ كذلك من السرعة التي يمكن أن تنتج بها إيران الوقود النووي الكافي لصناعة قنبلة نووية واحدة، لتصبح المدة التي تحتاجها لذلك ما بين ستة وسبعة أشهر مقارنة بالفترة الزمنية الحالية التي تتمثل في بضعة أسابيع فقط.

وبالرغم من أن إسرائيل تطالب بمواقف أميركية أكثر شدة في المفاوضات، فإنها تحرص على ممارسة ضغوطات محسوبة المخاطر، مخافة تكرار سيناريو 2015، عندما تسببت حملات الضغط على إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بشأن الاتفاق النووي، في توتر بين واشنطن وتل أبيب.

وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن المسؤولين الإسرائيليين حريصون على عدم اتباع نهج رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو أثناء مفاوضات اتفاق النووي لعام 2015، والذي أدى إلى توتر العلاقات مع واشنطن، إذ تجنبت الحكومة الإسرائيلية الحالية انتقاد إدارة بايدن بشكل مباشر.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد معارضته للاتفاق، لكنه أكد في وقت سابق الأحد أن حملة الضغط التي تنتهجها حكومته تقوم على التنبيه إلى المخاطر وتقديم المعلومات الاستخباراتية، "من دون أن نتسبب في تخريب علاقاتنا الخاصة مع الولايات المتحدة". 

وأوضح لبيد أن حكومته تكثف من اللقاءات مع المسؤولين الأميركيين، بهدف "شرح موقفنا للإدارة الأميركية بشأن المخاطر التي تكمن في الاتفاق النووي مع إيران".

المشروعون.. ورقة ضغط جديدة

ومن المقرر أن يصل رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد بارنيع إلى واشنطن الاثنين، في زيارة هي الأحدث ضمن سلسلة زيارات أجراها مسؤولون إسرائيليون إلى الولايات المتحدة من أجل الاعتراض على إحياء الاتفاق النووي.

وقال مسؤول إسرائيلي لـ"وول ستريت جورنال"، إن رئيس جهاز الموساد سيلتقي خلال زيارته المقررة إلى واشنطن، بالمشرعين الأميركيين للضغط ضد الصفقة، لكنه أشار إلى أن هذه اللقاءات "ستتم خلف أبواب مغلقة". 

وبعد أن ناقش رئيس مجلس الأمن القومي إيال حولاتا، ووزير الدفاع بيني جانتس، مع المسؤولين الأميركيين تحفظات ومطالب إسرائيل، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأربعاء، اتصالاً مع الرئيس الأميركي جو بايدن، طالبه فيه بوضع "التهديد العسكري" لإيران في الشرق الأوسط على طاولة المفاوضات.

وبينما لم يتضمن البيان الذي نشره مكتب لبيد عقب مكالمته مع بايدن، تعليقات بشأن مسودة الاتفاق النووي المطروح، فإن مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً أكد لـ"وول ستريت جورنال"، أن الرئيس الأميركي أكد للبيد أنه سيقاوم تقديم بعض التنازلات، التي تعترض عليها إسرائيل.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبير آخر القول إن بايدن وافق على عدم الإذعان لضغوط إيران الرامية إلى توقيف تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران.

من جهته، أكد مسؤول أميركي للصحيفة، أن إدارة بايدن لم تكن ستتنازل عن موقفها أبداً بشأن تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أو بشأن تحقيق الوكالة الذرية للأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات