أميركا تغير طريقة تصنيف الأفراد حسب أعراقهم لأول مرة منذ 27 عاماً

إحصاء دقيق لذوي الأصل الإسباني والشرق أوسطي.. وشطب "زنجي" و"شرق أقصى"

time reading iconدقائق القراءة - 6
مئات الآلاف من الأميركيين في أحد شوارع العاصمة واشنطن خلال مسيرة للمطالبة بحقوق المرأة، 21 يناير 2017 - Reuters
مئات الآلاف من الأميركيين في أحد شوارع العاصمة واشنطن خلال مسيرة للمطالبة بحقوق المرأة، 21 يناير 2017 - Reuters
دبي -الشرق

لأول مرة منذ 27 عاماً تعمل حكومة الولايات المتحدة على تغيير طريقة تصنيف الأفراد حسب العرق والأصل الإثني، وهو جهد يعتقد مسؤولون فيدراليون أنه سيحصي بشكل أدق عدد السكان الذين يُعرفون على أنهم من أصل إسباني، ومن أصول شرق أوسطية وشمال إفريقية، وفق وكالة "أسوشيتد برس".

وأشارت الوكالة الأميركية في تقرير إلى أن هذه التعديلات، التي أعلن عنها، الخميس، مكتب الإدارة والميزانية، هي أحدث جهد لتصنيف وتعريف شعب الولايات المتحدة. 

وتعكس هذه العملية المتطورة في كثير من الأحيان تغيرات في المواقف الاجتماعية والهجرة، فضلاً عن رغبة في أن يرى الأشخاص في مجتمع متنوع أنفسهم ضمن الأعداد والتصنيفات التي تصدرها الحكومة الفيدرالية.

ونقلت الوكالة عن ميتا أناند، مديرة التعداد ومساواة البيانات في مؤتمر القيادة المعني بالحقوق المدنية وحقوق الإنسان قولها إنه "لا يمكن التقليل من التأثير العاطفي الذي يحدثه ذلك على الناس. إنها الطريقة التي نتصور بها أنفسنا كمجتمع.. إنك ترى رغبة لدى الناس في تحديد هويتهم، وإدراجهم في البيانات حتى يتمكنوا من رواية قصصهم الشخصية".

وبموجب المراجعات، ستدمج الأسئلة بشأن العرق والأصل الإثني التي كانت تطرح بشكل منفصل في النماذج في سؤال واحد. ما سيمنح المشاركين خيار اختيار فئات متعددة في الوقت نفسه، مثل "أسود" و"هندي أميركي" و"من أصول لاتينية"؛ إذ أظهرت أبحاث أن أعداداً كبيرة من الأشخاص ذوي الأصول اللاتينية غير متأكدين من كيفية الإجابة عن سؤال العرق عندما يطرح بشكل منفصل، لأنهم يفهمون أن العرق والأصل الإثني متشابهان، وغالباً ما يختارون "عرقاً آخر" أو لا يجيبون عن السؤال.

فئات جديدة

كما ستضاف فئة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى الاختيارات المتاحة للأسئلة المتعلقة بالعرق والأصل الإثني، والأشخاص المنحدرين من دول مثل لبنان وإيران ومصر وسوريا كان يجري تشجيعهم على تعريف أنفسهم على أنهم من البيض، ولكن الآن سيكون لديهم خيار تعريف أنفسهم في المجموعة الجديدة.

وتشير نتائج التعداد السكاني لعام 2020، التي طلبت من المشاركين تقديم تفاصيل عن خلفياتهم، إلى أن 3.5 مليون مواطن يُعرفون أنفسهم بأنهم من الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا.

وتعليقاً على ذلك التوجه، قالت النائبة الديمقراطية عن ولاية فلوريدا آنا إسكاماني، وهي من مدينة أورلاندو ووالديها من إيران: "إنه شعور جيد أن نُرى. عندما كبرت، كانت عائلتي تضع علامة على المربع (أبيض)، لأننا لم نكن نعرف أي مربع آخر يعبر عن عائلتنا. الحصول على تمثيل كهذا، له أهمية".

ولفتت الوكالة إلى أن التغييرات تشطب أيضاً من الصيغ الفيدرالية كلمتي "زنجي" و"شرق أقصى"، اللتين تعتبران الآن على نطاق واسع مصطلحي ازدراء، فضلاً عن مصطلحي "أغلبية" و"أقلية"، لأنهما لا يعكسان التنوع العرقي والإثني المعقد في البلاد، كما يقول بعض المسؤولين.

وتُشجع المراجعات أيضاً جمع بيانات مفصلة عن العرق والأصل الإثني بما يتجاوز الحد الأدنى من المعايير، مثل "هاييتي" أو "جامايكي" للشخص الذي يختار "أسمر".

ونوّهت الوكالة بأن التغييرات في المعايير صيغت على مدار عامين من قبل مجموعة من الإحصائيين الفيدراليين والبيروقراطيين الذين يفضلون البقاء بعيداً عن النزاع السياسي، لكن المراجعات لها آثار طويلة المدى على إعادة تقسيم الدوائر التشريعية، وقوانين الحقوق المدنية، والإحصاءات الصحية، وربما حتى السياسة، مع انخفاض عدد الأشخاص المصنفين على أنهم من البيض.

وكان الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة دونالد ترمب، ألمح مؤخراً إلى حجج ساقها أشخاص يزعمون أن الديمقراطيين يروجون للهجرة غير الشرعية، لإضعاف قوة الأشخاص البيض. وكرئيس للبلاد، حاول ترمب بلا جدوى استبعاد الأشخاص الذين كانوا في الولايات المتحدة على نحو غير قانوني من إدراجهم في التعداد السكاني لعام 2020.

زخم بدأ في عهد أوباما

ووفقاً للوكالة، زاد الزخم من أجل تغيير فئات العرق والأصل الإثني خلال عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكنه توقف بعد أن أصبح ترمب رئيساً في 2017، وأعيد إحياؤه بعد تولي الرئيس الديمقراطي جو بايدن منصبه في عام 2021.

ومن المتوقع أن تنعكس التغييرات في جمع البيانات والنماذج والمسوحات واستبيانات التعداد السكاني التي تجريها الحكومة الاتحادية مرة واحدة كل عقد، وكذلك في حكومات الولايات والقطاع الخاص، لأن الشركات والجامعات والمجموعات الأخرى عادة ما تتبع خطى واشنطن. وأمام الوكالات الفيدرالية 18 شهراً لتقديم خطة بشأن كيفية تطبيق التغييرات.

وفي عام 1977، صدرت المعايير الفيدرالية الأولى بشأن العرق والأصل الإثني لتوفير بيانات متسقة عبر الوكالات، والتوصل إلى أرقام يمكن أن تساعد على إنفاذ قوانين الحقوق المدنية.

وجرى تحديثها لآخر مرة في عام 1997 عندما حُددت 5 فئات عرقية؛ هنود أميركا، أو من سكان ألاسكا الأصليين، آسيويين، وسود أو أميركيين من أصل إفريقي، وسكان هاواي الأصليين أو غيرهم من سكان جزر المحيط الهادئ، والبيض، ويمكن للمستجيبين اختيار أكثر من عرق واحد. وجمعت الفئات العرقية الأقل بشكل منفصل على أنها غير إسباني أو إسباني الأصل أو أميركي لاتيني.

وفي عام 1820، أضيفت فئة "الأشخاص الملونون الأحرار" إلى التعداد السكاني العشري لتعكس الزيادة في عدد السمر الأحرار. وفي 1850، أدرج مصطلح "مولاتو" إلى التعداد السكاني للإشارة إلى الأشخاص ذوي التراث المختلط. ولم يتم إحصاء هنود أميركا على نحو صريح في التعداد السكاني حتى عام 1860.

وبعد سنوات من الهجرة من الصين، أدرجت كلمة "الصينيين" في تعداد عام 1870، ولم يكن هناك سؤال رسمي بشأن الأصل الأميركي اللاتيني حتى تعداد عام 1980.

تصنيفات

قصص قد تهمك