أمين عام "الناتو" رداً على تصريحات ماكرون: لن نرسل قوات لأوكرانيا

ستولتنبرج: انضمام السويد للحلف يظهر فشل استراتيجية بوتين

time reading iconدقائق القراءة - 4
بروكسل-رويترزأ ف ب

نأى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج بنفسه عن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي دعا فيها الحلفاء إلى عدم استبعاد فكرة نشر قوات في أوكرانيا.

وقال ستولتنبرج في مقابلة مع "رويترز"، إن "الناتو ليس لديه خطط لإرسال قوات إلى أوكرانيا، والحلف ليس طرفاً في الصراع، ولا أعضاء الحلف أيضاً".

وأشار ستولتنبرج إلى أنه في حال قررت دول في "الناتو" إرسال قواتها إلى أوكرانيا، فإن ذلك سيؤثر بالفعل على الحلف، باعتبار أن أعضاءه ملتزمون بميثاق الدفاع الجماعي.

ورداً على سؤال عما إذا كان ماكرون قد أخطأ بحديثه عن نشر محتمل لقوات غربية في أوكرانيا، قال ستولتنبرج: "أعتقد أن من المهم التشاور، وأن يكون لدينا نهج مشترك تجاه هذه المواضيع لأهميتها لكل واحد منا".

ونهاية الشهر الماضي، قال ماكرون إنه لا يجب "استبعاد" إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا في المستقبل، لكنه رأى أنه لا يوجد "إجماع" على هذه الخطوة حالياً، مشدداً على أن هزيمة روسيا "ضرورية" لضمان أمن الأوروبيين.

"أوكرانيا قريبة من عضوية الناتو"

إلى ذلك، قال ستولتنبرج، الاثنين، إن انضمام السويد للناتو يظهر "فشل" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في استراتيجية حربه في أوكرانيا، والمتمثلة بإضعاف الحلف.

واعتبر ستولتنبرج أن غزو روسيا لأوكرانيا لم يدفع فحسب السويد وفنلندا، الدولتين غير المنحازتين سابقاً، إلى اللجوء للمظلة الدفاعية للحلف، وإنما جعل أيضاً "أوكرانيا أقرب إلى عضوية الناتو من أي وقت مضى".

وأتت تصريحات ستولتنبرج، وهو إلى جانب رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، قبيل إقامة مراسم رفع علم السويد في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل، في تتويج لمسار طويل للدولة الاسكندنافية التي أصبحت رسمياً العضو الثاني والثلاثين في الناتو.

وقال الأمين العام للحلف: "عندما شن الرئيس بوتين غزوه الشامل قبل عامين، أراد أن يكون الناتو أضعف، ومزيداً من السيطرة على جيرانه. أراد تدمير أوكرانيا كدولة ذات سيادة لكنه فشل". وشدد على أن "الناتو بات أكبر حجماً وأكثر قوة".

وأضاف ستولتنبرج أنه "لم يتوقع" أن يرى فنلندا والسويد تنضمان للحلف خلال فترة توليه الأمانة العامة. وقال: "بالطبع هذا تغير كلياً مع الغزو الشامل لأوكرانيا، ومذاك تحركت الأمور بسرعة كبيرة".

وانضمت فنلندا للحلف العام الماضي، بعد فترة قصيرة على تقدمها بالطلب. واستغرق انضمام السويد وقتاً أطول؛ نظراً الى معارضة تركيا والمجر لذلك. غير أن أنقرة أعطت موافقتها في يناير، فيما وافقت بودابست الأسبوع الماضي على الانضمام.

وقال رئيس الوزراء السويدي كريسترسون إن السويد "ستشارك الآن الأعباء والمسؤوليات، والمخاطر، مع حلفائنا".

وأضاف: "الوضع الأمني في منطقتها لم يصل إلى هذه الدرجة من الخطورة منذ الحرب العالمية الثانية، وروسيا ستبقى تهديد للأمن الأورو-متوسطي للمستقبل المنظور".

وبعد قرنين من الحياد، ثم عدم الانحياز العسكري، وعامين من المفاوضات، أصبحت السويد رسمياً، الخميس، عضواً في "الناتو"، مع تسليمها وثائق الانضمام خلال مراسم في واشنطن، ما يمثّل تحوّلاً كبيراً لدولة بقيت حتى عام 2022، حريصة على تجنب إغضاب جارتها روسيا.

وتوعّدت روسيا، في وقت سابق، باتخاذ "إجراءات مضادة"، رداً على انضمام ستوكهولم للناتو، واعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن تلك الإجراءات ستكون مرهونة "بظروف ومدى اندماج السويد في الناتو".

تصنيفات

قصص قد تهمك